رئيس الجمهورية، مشيراً إلى وثيقة الرؤية الاستراتيجية للحكومة:

رؤيتنا أن تتبوّأ إيران الإسلامية الصدارة بالمنطقة

أكد رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، الیوم الإثنين، خلال مراسم إحياء اليوم العالمي للمعايير، أنه إذا إرتكزنا في سلوكنا وحياتنا على آيات الله المتعالى، فلن نواجه أي مشاكل أو خلافات، وقال: لا ظلم أعظم من عدم قبول الكلمة الحقة والصواب، والمعنى الآخر للمعيار هو الكلمة والطريقة والعمل الصحيح والسليم؛ فالمؤشر المعياري يعلمنا القيام بالأشياء الأنسب في جميع المجالات. المعايير هي أحد المؤشرات التي تضع الناس على الطريق الصحيح.

وفي إشارة إلى إنفاق الدول لتحسين المؤشرات المعيارية، قال الدكتور بزشكيان: إذا تمكنا من اتخاذ خطوات ترتكز على تحسين مستوى المعايير، فلن نواجه مشاكل واختلافات، لأن المعايير توفر دائما الطريقة الصحيحة؛ وبالتالي، يجب أن يكون لدينا نماذج معيارية في جميع جوانب حياتنا.

 

ضرورة الاستفادة من النخب

 

في سياق آخر، أكد رئيس الجمهورية على ضرورة الاستفادة من النخب من مختلف المجالات في خطة الإدارة المحلية، قائلاً: إن إشراك جميع وجهات نظر المدراء الحكوميين أمر بالغ الأهمية لتحقيق أهداف هذه الخطة، إن إعلاننا تطبيق العدالة شعاراً رئيسياً لأنشطة الحكومة الرابعة عشرة لم يكن بهدف خلق فئات جديدة ونزاعات بناءً على هذا الشعار، بل لإيجاد توافق حوله وفضّ النزاعات والاختلافات.

 

واعتبر رئيس الجمهورية، لدى لقائه المحافظين في جميع أنحاء البلاد، والذي عُقد لمراجعة الإجراءات المتخذة لتنفيذ “خطة الإدارة المحلية”، أن أول ما لفت انتباهه في هذا الصدد هو جودة آراء المسؤولين والمدراء المنفذين للخطة، وفي معرض شرحه لذلك، قال: يمكننا اتباع ما نراه وتنفيذه؛ فإذا كانت نظرتنا إلى وثيقة الرؤية (الاستراتيجية)، التي تهدف إلى وضع إيران الإسلامية في الصدارة في المنطقة، وإن جعلناها مصدر إلهام، يمكننا الوصول إلى هذه المكانة”.

 

وأكد أنه عندما تكون نظرتنا إلى أهداف وثيقة الرؤية، فإن الخطوة الأولى هي معرفة ما يجب القيام به لتحقيق هذا الهدف، وأضاف: “يُسعى إلى تنفيذ خطة الإدارة المحلية من أجل الاستفادة القصوى من قدرات الشعب وإشراكهم بجدية في إدارة البلاد، في هذا النموذج الإداري، يمكن تحقيق الأهداف بسلاسة وفعالية أكبر.

 

توفير ما يعادل 800 ألف برميل من النفط

 

ووصف الدكتور بزشكيان الجهود المبذولة لإدارة اختلالات الطاقة والكهرباء، وخاصةً مع اقتراب موسم البرد، بأنها من الأهداف التي يمكن تحقيقها بفعالية أكبر من خلال الإدارة القائمة على المناطق، وقال: إذا استطعنا خفض استهلاك الطاقة في البلاد بنسبة 10% فقط، فسيتم توفير ما يعادل 800 ألف برميل من النفط. ولا يمكن تحقيق هذا الهدف بإصدار تعميم أو أمر، بل يجب تحقيقه من خلال حلول مثل نموذج الإدارة القائمة على المناطق.

 

وأكد الرئيس بزشكيان على ضرورة الاستعانة بالنخبة والخبراء من مختلف المجالات في نموذج الإدارة القائمة على المناطق، قائلاً: ومن النقاط المهمة الأخرى في هذا الصدد إشراك مدراء الحكومة بشكل عام في تحقيق أهداف هذه الخطة؛ تعمل حاليا مختلف الهيئات والمنظمات والمؤسسات على معالجة مشاكل الشعب، ولكل منها شريحة سكانية محددة، ولكن عليكم، أيها المحافظون، بصفتكم ممثلين للحكومة والمسؤولين الرئيسيين عن شؤون كل محافظة وشعبها، السعي لتلبية مطالب الشعب وحل مشاكله دون استثناء، وعلى أساس العدالة التامة.

 

وأكد رئيس الجمهورية على ضرورة طمأنة الشعب بأن المسؤولين التنفيذيين يولون اهتمامًا كبيرًا لتلبية احتياجاتهم وحل مشاكلهم في جميع الظروف، قائلاً: “إذا رأى الشعب أننا نسعى لحل مشاكله، فسيبذلون كل طاقاتهم وجهودهم في الميدان لمساعدتنا. هدفنا الرئيسي من خطة الإدارة المحلية هو استقطاب مشاركة فعالة وجادة من الشعب في إدارة شؤونه”.

 

وأكمل رئيس الجمهورية: “عندما يرى الشعب أن المسؤولين يسعون لخدمته بإخلاص وبكلّ قوة، ستنخفض أيضا التوترات الاجتماعية وحالة عدم الرضا، لهذا علينا أن نسعى إلى تحقيق العدالة للجميع. وشدّد رئيس الجمهورية على أهمية تبادل التجارب الناجحة في مجال الإدارة المجتمعية، وقال: لقد تحملنا مسؤولية حل مشاكل المواطنين، وعندما يرى المواطنون أننا نأخذ همومهم على محمل الجد، كما وقفوا إلى جانب النظام والبلاد خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوما، سيواصلون دعمنا؛ ففي عالم يسعى فيه المتنمرون إلى فرض سيطرتهم على الآخرين، فإن الاعتماد على الشعب وحده يمنحنا القوة والقدرة على مواجهة الإنتهاكات.

 

لا يُمكن فرض عقوبات على دولة كإيران

 

وفي ختام الإجتماع، طلب الدكتور بزشكيان من وزير الداخلية عقد اجتماع مع مسؤولي المحافظات الحدودية لإدارة التعاون مع الجيران، وأوضح: لا يُمكن فرض عقوبات على دولة كإيران، لها 16 دولة مجاورة، بهذه السهولة. إذا أحسنّا إدارة علاقاتنا مع جيراننا، سنتمكن من تجاوز الضغوط. لن نستسلم للقوة ولن نخضع للتنمر أيضا؛ لا نطمع في أرض أحد، لكننا سنفقأ أيضا عين من يطمع في إيران بالتضامن والتعاطف والتآزر.

 

على المحافظات إدارة حصتها من الطاقة بذكاء

 

على صعيد آخر، أكد الدكتور بزشكيان، في اجتماع عُقد مساء الأحد بهدف استعراض آخر مستجدات إمدادات الطاقة التي تحتاجها الصناعات والمنتجون، على ضرورة الإدارة الذكية لموارد الطاقة خلال موسم البرد، مُشدّداً على ضرورة الإدارة المحلّية العادلة لتوزيع الطاقة، وقال: يجب على المحافظين حساب احتياجات الصناعات في كل محافظة بدقة وبشكل منفصل، بما يضمن إدارة توزيع الكهرباء والغاز بشكل منتظم وعادل، بما يتناسب مع حصة كل منطقة وقدرتها الإنتاجية. كل محافظة مُلزمة بإدارة حصتها من الطاقة بذكاء.

 

المصدر: الوفاق/وكالات