رغم سريان وقف إطلاق النار

شهداء وجرحى بنيران جيش الاحتلال في قطاع غزة

على الرغم من سريان وقف إطلاق النار في القطاع في يومه الخامس، أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 6 مواطنين وإصابة آخرين، الثلاثاء، في قصف الاحتلال مدينتي غزة وخان يونس.

وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال منازل عدد من الأسرى المحررين في الضفة الغربية المحتلة، كما أزالت صور الشهداء والأسرى من ضاحية شويكة في طولكرم. وكانت المقاومة الفلسطينية قد أفرجت عن 20 أسيراً صهيونياً، في حين أفرجت القوات الصهيونية عن 1968 أسيراً فلسطينياً. وذكر مكتب إعلام الأسرى أن 154 أسيراً فلسطينياً تم نقلهم إلى مصر تنفيذاً لقرار إبعادهم.

 

الاحتلال يقصف مدينتي غزة وخان يونس

 

ميدانياً، أفادت مصادر بمستشفى المعمداني: إن 5 مواطنين استشهدوا جراء إطلاق طائرات صهيونية مسيّرة من طراز “كواد كوبتر” النار على مواطنين كانوا يتفقدون منازلهم في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. يأتي ذلك في وقت زعم فيه جيش العدو في بيان أنه أطلق النار “لإزالة ما زعم أنه تهديد بعد رصد “مشبوهين” حاولوا تخطي الخط الأصفر في قطاع غزة”، حسب قوله.

 

وفي شمال القطاع، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ بإصابة فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال في منطقة حلاوة بجباليا البلد.

 

وفي جنوب القطاع، ذكرت مصادر فلسطينية أن شخصا استشهد وآخرين أصيبوا بنيران مسيّرة صهيونية في بلدة الفخاري شرق خان يونس، في وقت أفاد فيه مجمع ناصر الطبي بإصابة شخصين بنيران قوات الاحتلال بخان يونس.

 

هذا وأطلقت الدبابات الصهيونية النار بشكل مكثف على فلسطينيين شمال غرب مدينة رفح. كما أفادت مصادر فلسطينية بإطلاق نار من آليات جيش الاحتلال الصهيوني وتحليق لطائرات مسيّرة في منطقة الشاكوش شمالي رفح.

 

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، وفي إطار المرحلة الأولى منه انسحبت قوات الاحتلال إلى ما سمي الخط الأصفر، ولا تزال تحتل أجزاء من القطاع.

 

حماس: “إطلاق النار يعدّ انتهاكاً للاتفاق”

 

وتعليقاً على استشهاد 6 فلسطينيين، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” حازم قاسم: إن استهداف جيش الاحتلال عددا من أهالي قطاع غزة صباح الثلاثاء عبر القصف وإطلاق النار يعد انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار.

 

ودعا قاسم الأطراف المختلفة إلى متابعة سلوك قوات الكيان الصهيوني، وعدم السماح لها بالتهرب من التزاماتها أمام الوسطاء في ما يتعلق بإنهاء الحرب على قطاع غزة.

 

انتشال أكثر من 250 جثماناً لشهداء القطاع

 

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمد بصل الثلاثاء إنه تم انتشال أكثر من 250 جثمانا لشهداء منذ وقف الحرب. وأشار المتحدث إلى أن بعض هذه الجثامين كانت ملقاة في الشوارع. وتابع: أن أكثر من 10 آلاف شخص لا يزالون تحت ركام المباني المدمرة، موضحاً أن الدفاع المدني لا يملك الوسائل للوصول إليهم.

 

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة إنهم يواجهون عجزاً كبيراً في المعدات الثقيلة للتعامل مع الركام.

 

وأشار بصل إلى أن مخلفات الحرب والمواد المتفجرة تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين.

 

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، هناك ما لا يقل عن 55 مليون طن من الأنقاض في غزة. ووفق حصيلة جديدة نشرتها وزارة الصحة بغزة، خلّف العدوان الصهيوني المدعوم أميركياً 67 ألفا و869 شهيدا، و170 ألفا و105 مصابين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

جاهزية الطواقم الطبية لاستلام جثامين الشهداء

 

بدورها، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن جاهزية الطواقم الطبية، من خلال لجنة إدارة جثامين الشهداء، لاستلام جثامين الشهداء المتوقّع الإفراج عنها من قبل الاحتلال، والتعامل معها وفق الإجراءات الطبية والبروتوكولات المعتمدة في مثل هذه الحالات.

 

وأكدت الوزارة، في بيانها، أنه تمّ تجهيز فرق الطب الشرعي والإسعاف والطواقم التمريضية والفنية لضمان إتمام عمليات الاستلام والفحص والتوثيق والتسليم إلى ذوي الشهداء بما يليق بقدسيّة الموقف وكرامة الشهداء الأبرار. وشدّدت وزارة الصحة على أنّ كوادرها تواصل أداء واجبها الإنساني والمهني رغم الظروف القاسية والإمكانات المحدودة، وفاءً لرسالتها في حفظ كرامة الإنسان حيّاً وشهيداً.

 

مداهمات واقتحامات في الضفة المحتلة

 

بالتزامن، اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر الثلاثاء، نابلس وطوباس في الضفة الغربية، بعد ساعات من إتمام عملية الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في إطار اتفاق تبادل الأسرى وإنهاء الحرب على غزة.

 

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت شارع الجامعة في مدينة نابلس، كما اقتحمت مخيم عسكر الجديد ومخيم بلاطة شرقي المدينة، من دون أن يُبلغ عن اعتقالات. كما دهمت قوات الاحتلال مدينة طوباس وبلدة طمون الواقعة جنوبيها. وبثت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد لآليات الاحتلال وهي تقتحم المدينة.

 

وفي وقت سابق، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن الآليات العسكرية الإسرائيلية دهمت منطقة السوق وسط المدينة وحي شريم والمنطقة الغربية ولم يُبلغ عن اعتقالات.

 

وقد استقبل الفلسطينيون في الضفة الغربية الاثنين عشرات من الأسرى المحررين بموجب اتفاق التبادل بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والكيان الصهيوني.

 

واقتحمت قوات الاحتلال منازل عدد من الأسرى المحررين وحذرت عائلاتهم من إقامة أي مظاهر احتفالية.

 

الفاشي بن غفير يقتحم الأقصى

 

من جهة أخرى، اقتحم وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، لثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى المبارك، كما اعتدت قوات الاحتلال الصهيوني على ممتلكات المواطنين وحولت منازل إلى ثكنات عسكرية.

 

واقتحم بن غفير باحات الأقصى الشريف للمرة الثانية خلال أسبوع، رفقة عشرات المستوطنين، لإحياء ما يسمى عيد “بهجة التوراة” وأدى المستوطنون خلال الاقتحامات طقوسا وصلوات تلمودية، في ظل استمرار منع شرطة الاحتلال الصهيوني المصلين من دخول المسجد المبارك خلال فترات الاقتحام.

 

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الأردنية “بأشد العبارات” اقتحام بن غفير للأقصى، واعتبرت ذلك انتهاكا صارخا للوضع القانوني والتاريخي القائم، وتدنيسا لحرمة المكان المقدس، وتصعيدا خطيرا واستفزازا غير مقبول.

 

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة فؤاد المجالي رفض المملكة القاطع لهذه الاقتحامات المتكررة، وحذر من محاولات فرض واقع جديد بالقوة عبر التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، وطالب حكومة الاحتلال الصهيوني “بصفتها القوة القائمة بالاحتلال” بوقف هذه الانتهاكات والممارسات الاستفزازية.

 

وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان، قبل أن تنسحب من المخيم في وقت لاحق من صباح الثلاثاء.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات