وخلال زيارته أمس الثلاثاء لمعهد أبحاث الفضاء الإيراني ، اشار عارف إلى أنه بعد انتصار الثورة الإسلامية وبداية العقد الاول من القرن الـ 21، أُدرجت استراتيجية الاهتمام بالتقنيات الناشئة على جدول أعمال البلاد، مضيفًا: “خلال تلك الفترة، وجد البحث العلمي مكانًا مناسبًا، وشهدت برامج الدراسات العليا توجهًا مقبولًا، وبعد تطوير التعليم العالي، اعتبرنا أن للبلاد مكانة خاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا”.
وأضاف النائب الأول لرئيس الجمهورية: “استندت استنتاجات البلاد إلى أننا متأخرون عن العالم في التقنيات التقليدية، ولكن بفضل الموارد البشرية والعلماء الشباب والحماس، يمكننا تحقيق إنجازات عظيمة في التقنيات المتقدمة وعالية التقنية، وهو ما انعكس في قانون إنشاء العديد من الوزارات في العقد الاول من القرن الجاري”.
وفي إشارة إلى عبارة “شرارة كافية لإنارة الطريق”، أكد عارف: “لقد انطلقت هذه الشرارة في حرب الأيام الاثني عشر، وعلى مدى أربعة عقود كنا نواجه عدوًا لم نكن نعتقد أنه في حال وقوع مواجهة مع الكيان الصهيوني، فإن كل ما يسمى بالعالم المتحضر، والذي كان يختبئ وراء أمريكا، سيهبّ لنجدة هذا الكيان الزائف. بالطبع، مررنا أيضًا بتجربة مماثلة خلال سنوات الدفاع المقدس الثماني (1980-1988)، لكن في ذلك الوقت، كانت حربًا تقليدية بالرصاص، وفي خضمها ، اتُخذت أيضًا تدابير قيّمة لمواجهة الأعداء. أما في حرب الأيام الاثني عشر المفروضة، فقد كانت أول مواجهة مع الكيان الصهيوني، ولم تكن حربًا تقليدية، بل حربًا علمية وتكنولوجية”.
وتابع النائب الأول لرئيس الجمهورية: “اليوم يجب علينا مواصلة تطوير التقنيات، وخاصةً التقنيات الناشئة والمتقدمة، مما يُسهم في تحقيق الازدهار في حياة الناس واقتصاداتهم”.
وأكد عارف أن سلسلة العلوم والتكنولوجيا يجب أن تنتهي برفاهية الشعب وسلامته وأمنه، وقال: “خلال حرب الاثني عشر يومًا، اتضح لنا أننا كنا الأوفر حظًا في القطاعات التي أولينا فيها اهتمامًا بالعلم والتكنولوجيا، وبعد دراسة شاملة لهذه الحرب المفروضة، اتضح لنا في أي القطاعات نحتاج إلى مزيد من العمل”.
الذكاء الاصطناعي
وشدد النائب الأول لرئيس الجمهورية على ضرورة الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب الاهتمام بتطوير التقنيات الناشئة والمتقدمة الأخرى، وقال: “نتوقع من الجامعات ومراكز البحث الانخراط في الأنشطة العلمية لتلبية احتياجات البلاد”.
وقال عارف: “عند صياغة وثيقة رؤية العشرين عامًا، كنا في المركزين الثاني والثالث بين دول المنطقة في العديد من مجالات العلوم والتكنولوجيا، لكن اليوم يجب أن نصل إلى المركز الأول في المنطقة ونؤثر عالميًا، والمرجعية العلمية التي وضعها قائد الثورة تسير في هذا الاتجاه أيضًا”.
وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى تقدم علوم الفضاء كأحد المجالات المهمة لتحقيق أهداف وثيقة رؤية العشرين عامًا، وفي إشارة إلى صياغة برنامج لمدة ثلاث سنوات في الحكومة الرابعة عشرة لتعويض التخلف في مجال العلوم والتكنولوجيا، تابع قائلًا: “نظرًا لاحتياجات البلاد، ليس أمامنا خيار سوى التواجد في الفضاء وتحقيق علوم الفضاء. لقد كانت لدينا مناهج منطقية وأساسية في هذا القطاع خلال السنوات الماضية، لكننا بعيدون كل البعد عن المكانة الأصيلة للبلاد”.
وأكد عارف أن على معهد أبحاث الفضاء الإيراني وباحثي علوم الفضاء تصميم وبناء قمر “زهرة” الصناعي كمؤشر وهدف، وقال: “في السابق، كنا في البلاد نسعى للوصول إلى مدار 36 ألف كيلومتر ، ولم نتمكن حتى من استخدام الفضاء المداري الأدنى، وكنا نطلب المساعدة من الدول الأخرى، ولكن اليوم، بالاعتماد على القدرات العلمية للعلماء المحليين، حققنا هدفنا المتمثل في الوصول إلى مدارات أعلى”.
وأعلن النائب الأول لرئيس الجمهورية عن استعداد الحكومة الرابعة عشرة ودعمها الكامل لأنشطة معهد أبحاث الفضاء الإيراني، وخاصةً في تصميم وبناء القمر الصناعي زهرة، مؤكدًا: “اليوم، خُصصت جميع الميزانيات السنوية والموارد الحكومية لأولوية التقنيات المتقدمة للتعويض عن تخلف البلاد، لنتمكن من إيجاد تفوقنا ومكانتنا الحقيقية في المنطقة، ونحقق التقنيات المتقدمة”.
وأضاف عارف: “عندما تأسس مقر تقنية النانو، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الخبراء، لكننا اليوم حققنا إنجازات باهرة عالميًا في هذا المجال، وعلينا أيضًا إحراز تقدم كبير في القطاعات الأخرى”.