يأتي ذلك في وقت قالت فيه المتحدثة باسم المكتب الأممي للشؤون الإنسانية بغزة أولغا تشريفكو، إن الاحتياجات الإنسانية في القطاع لا تزال هائلة.
وفي هذا السياق، زعمت مصادر صهيونية، أن الاستعدادات الميدانية متواصلة لفتح معبر رفح بين غزة ومصر، مؤكدة، أنه لن يفتح الأربعاء، ولا موعد محددا لذلك، بعد أنباء راجت في وقت سابق عن إعادة فتحه الأربعاء.
في حين دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأربعاء الوسطاء إلى إلزام الكيان الصهيوني باتفاق وقف الحرب، في وقت هددت فيه تل أبيب بفرض تنفيذ الاتفاق بالقوة.
وفي الضفة الغربية، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد فلسطيني من ضربه على الرأس من قوات جيش الاحتلال قرب معبر قلنديا شمال القدس، في حين اقتحم جيش الاحتلال مدنا وبلدات عدة بالضفة منذ فجر الأربعاء.
حماس تدعو الوسطاء لإلزام الاحتلال بالاتفاق وإسرائيل تهدد
العدو الصهيوني يخرق الاتفاق
قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم إن الحركة تتابع ما تم الاتفاق عليه في ما يتعلق بتسليم جثامين الجنود الصهاينة الأسرى لدى المقاومة ضمن التزامها باتفاق وقف الحرب على قطاع غزة.
وفي بيان نشرته وسائل إعلام فلسطينية، أضاف قاسم أن الاحتلال ارتكب خرقا واضحا لاتفاق وقف الحرب باستهدافه المدنيين في حي الشجاعية بمدينة غزة وفي رفح جنوبي القطاع، حيث أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين.
ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأربعاء الوسطاء إلى إلزام قوات الاحتلال الصهيوني باتفاق وقف الحرب.
وسلمّت كتائب القسام حتى مساء الثلاثاء جثث 8 أسرى صهاينة من بين 28 يعتقد أنها لديها. وزعم جيش الاحتلال الصهيوني الأربعاء أن فحوص المعهد الوطني للطب الشرعي أكدت أن إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تتطابق مع أي محتجز.
تهديدات صهيونية
في الأثناء، قال وزير الحرب الصهيوني الإرهابي ايسرائيل كاتس الأربعاء إنه سيكون هناك رد فوري قوي على كل خرق، حسب تعبيره.
ولاحقا الأربعاء، قال رئيس أركان الاحتلال الإرهابي إيال زامير متوعدا حركة حماس إن” إسرائيل” لن تسمح بأي تهديدات، وإن يدها على الزناد وعلى الدبابة وعلى الطائرة الحربية، وفق زعمه.
يذكر أن اتفاق وقف الحرب دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء بدء المرحلة الثانية من الاتفاق بعد انتهاء المرحلة الأولى التي شهدت وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال الصهيوني جزئيا، وإطلاق 20 أسيرا صهيونيا أحياء.
وكانت حكومة الاحتلال الصهيوني أعلنت الثلاثاء أنها ستبقي معبر رفح مغلقا وتخفض عدد شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة بذريعة تأخر حماس في إعادة جثث الأسرى، وذلك على الرغم من الإفراج عن أربع جثث أخرى مساء الثلاثاء.
انتهاكات صهيونية لوقف إطلاق النار
من جانبه قال مركز غزّة لحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت 36 انتهاكًا لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، أسفرت عن استشهاد 7 مدنيين فلسطينيين وإصابة آخرين، منذ بدء سريان اتفاق وقف الحرب يوم الجمعة الماضية.
وأوضح المركز في بيان له الأربعاء، أن فريقه الميداني وثّق تنفيذ القوات الصهيونية 36 عملية قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار منذ وقف إطلاق النار عند الساعة 12:00 ظهر يوم الجمعة الماضي 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025.
وذكر أنّ فريقه وثّق قصف طائرات صهيونية مُسيّرة مجموعة مواطنين في حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزّة ما تسبب باستشهاد 5 مواطنين خلال محاولتهم تفقد منازلهم، رغم أنهم لم يشكلوا أي خطر على القوات الصهيونية. كما استشهد مواطن وأصيب آخر جراء غارة مماثلة على بلدة الفخاري شرقي خان يونس، فيما سجلت إصابات في جباليا ورفح.
وأشار إلى أنّ باقي الانتهاكات تمثلت في إطلاق نار وإطلاق قذائف مدفعية أحدثها صباح يوم الأربعاء تركز أغلبها شرقي القطاع وشماله، واستهدف المواطنين الذين يحاولون تفقد منازلهم ومناطقهم السكنية.
وبيّن المركز الحقوقي أن جميع الاستهدافات الصهيونية جاءت دون أي مبرر، وليس لها أي ضرورة عسكرية، ما يدلل أنها تعكس محاولة الجيش الصهيونية إبقاء حالة الخوف والتوجس ومعادلة القتل والقصف تحت ذرائع مختلفة.
ووفق المركز الحقوقي؛ فإنّ الانتهاكات الصهيونية لم تقتصر على إطلاق النار والقصف، بل امتدت إلى استمرار التحكم في حجم المساعدات وتقليصها، حيث أدخلت خلال الأيام الماضية 173 شاحنة من أصل 1800 كان يفترض دخولها.
وشدّد على أنّ تحكّم “إسرائيل” في كميات المساعدات الإنسانية، وتراجعها عن الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، واتّجاهها نحو تقليص إضافي في الإمدادات، لا يشكّل مجرد خرق للاتفاق، بل استمرارًا فعليًا لجريمة الإبادة الجماعية من خلال حرمان المدنيين من حقوقهم الأساسية في الغذاء والماء والدواء، وفرض ظروف معيشية قاتلة.
وأشار إلى أنّ هذه الممارسات تكشف عن إصرار “إسرائيل” على استخدام التجويع كأداة مركزية في استراتيجيتها لتدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزّة.
وشدّد على أنّ أي محاولة لربط الغذاء أو الدواء باعتبارات سياسية أو أمنية تمثّل انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية، وفي مقدمتها الحق في الحياة والكرامة والسلامة الشخصية والصحة والغذاء والماء.
وذكّر المركز المجتمع الدولي بأن استهداف المدنيين وحصارهم وتجويعهم محظور بموجب القانون الدولي الإنساني، وبخاصة اتفاقيات جنيف، وأن صمت المجتمع الدولي يشكّل تشجيعًا لـ”إسرائيل” على مواصلة سياسة الأرض المحروقة.
وطالب المركز الحقوقي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والعمل على إلزام “إسرائيل” بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، والعمل على تسريع التحقيق في جريمة الإبادة الجماعية وضمان مساءلة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم.
الحملة الأمنية بغزة تحظى بإجماع وطني
من جهة اخرى شددت فصائل المقاومة الفلسطينية الأربعاء على أن الحملة الأمنية في قطاع غزة تحظى بإجماع وطني لإعادة الأمن “وملاحقة المرتزقة وأذناب العدو”.
وثمنت -في بيان- الحملة الأمنية التي تنفذها وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة من أجل ضبط وإنفاذ القانون وملاحقة الخارجين عنه من العملاء والمرتزقة واللصوص وقطاع الطرق والمتعاونين مع الكيان الصهيوني.
وأكدت أن الحملة تحظى بدعم كامل وإجماع وطني فلسطيني ومن كافة الفصائل الفلسطينية، وإسناد من أمن المقاومة من أجل إعادة الأمن والاستقرار.
وكان تجمع القبائل والعشائر الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلن الثلاثاء، رفضه القاطع لمظاهر الفلتان الأمني والبلطجة التي ارتكبتها “الفئات المارقة”، حيث استغلت حالة الفراغ الأمني الناتجة عن الحرب، مما أدى إلى تفاقم معاناة المواطنين وتهديد أمنهم وسِلْمهم الأهلي.
العدو يواصل دهم منازل لعائلات أسرى محررين
في غضون ذلك أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني الأربعاء باستشهاد فلسطيني بعد تعرضه للضرب على الرأس من قوات جيش الاحتلال قرب معبر قلنديا شمال القدس بالضفة الغربية المحتلة، في حين اقتحم جيش الاحتلال مدنا وبلدات عدة بالضفة فجر الأربعاء، كما واصل دهم منازل لعائلات أسرى فلسطينيين محررين بعدما جرى الإفراج عن مئات منهم الاثنين بموجب اتفاق إنهاء الحرب على قطاع غزة.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أغلقت مدخل قرية المغير شمال شرق رام الله ومنعت الأهالي من الدخول والخروج.
واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني مدينة طوباس وبلدة طمون الواقعة جنوبيها حيث أطلقت قنابل ضوئية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال دهمت منزل الأسير المحرر رائد الشوعاني بمنطقة أم الشرايط في رام الله.
من ناحية أخرى، قالت جمعية الهلال الأحمر -في بيان- “طواقمنا في رام الله (وسط الضفة) تسلمت من الجانب الصهيوني جثمان شهيد تعرض للاعتداء بالضرب على رأسه”.
وذكرت أن الشهيد يبلغ من العمر 57 عاما، جرى تسليمه في معبر قلنديا بين القدس ورام الله، وتم نقله إلى المستشفى.
إعادة 140 ألف طالب للدراسة بغزة
بدورها أعلنت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – “الأونروا” التابعة للأمم المتحدة أنها وضعت أولوية لإعادة 140 ألف طالب إلى مقاعد الدراسة في قطاع غزة، بعد أن حرموا منها بسبب العدوان الصهيوني.
وأكد المستشار الإعلامي لوكالة الـ”الأونروا” عدنان أبو حسنة، أكد أن هناك أطفال أعمارهم 10 سنوات لا يعرفون القراءة والكتابة، مشيرًا إلى أن أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة هم من الأطفال، وحتى الآن لم يحدث أي تغيير في ظروفهم.
وتشير الأرقام إلى أن حرب الإبادة الجماعية التي شنتها سلطات الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى سنتين تسببت في حرمان أكثر من 70 ألف طالب وطالبة من مواليد 2006 و2007 من التقدم لامتحان الثانوية العامة، علاوة على استشهاد 4 آلاف طالب، في حين تقدم 4 آلاف آخرون للامتحان خارج قطاع غزة على مدى عامين.