وقال محمدمهدي إسماعيلي: إن تكنولوجيا الفقاعات النانوية تتعلق بفقاعات دقيقة للغاية، يبلغ حجمها ألف مرة أصغر من قطر شعرة الإنسان، وهذه الفقاعات متناهية الصغر يمكن أن يكون لها تأثيرات عميقة على مجموعة واسعة من الصناعات. وأضاف: نسعى لمناقشة تأثير تكنولوجيا الفقاعات النانوية في مجالي الزراعة والثروة السمكية، اللذين يعدان من أهم ركائز الأمن الغذائي في البلاد.
وأوضح إسماعيلي: أن تعريف الأمن الغذائي يشمل ثلاثة محاور رئيسية: إنتاج أغذية صحية، توفرها، واستدامة هذا التوفر على مر الزمن، ويجب أن يتم إنتاج الغذاء الصحي بكميات كافية بشكل مستمر، وأن يتم توضيح هذا الإنتاج بشكل جيد، مع استمرارية هذا النهج بشكل دائم ومنتظم. وأضاف: لكي نتمكن من تحقيق إنتاج مستدام للغذاء دائمًا، وفي ظل ندرة الموارد، يجب أن يتم ذلك بأسرع الطرق وأقلها تكلفة وأكثرها صحة. وفي هذه المرحلة، تأتي تكنولوجيا الفقاعات النانوية لتساعدنا.
وأشار إسماعيلي إلى تطبيقات هذه التكنولوجيا في الزراعة، قائلاً: باستخدام الفقاعات النانوية، يمكن إدخال فقاعات دقيقة للغاية تحتوي على غاز الأكسجين إلى المياه المستخدمة في الزراعة، مما يتيح تحقيق عدة أهداف في آن واحد، وقال: في الخطوة الأولى، تتمتع الفقاعات النانوية بخصائص مضادة للميكروبات، حيث تقضي على العوامل المسببة للأمراض عند دخولها في عملية الري، مما يتيح الحصول على نباتات أكثر صحة دون الحاجة إلى استخدام المبيدات الكيميائية. وأضاف: التأثير الثاني لهذه التكنولوجيا يكمن في أن وجود كمية كافية من الأكسجين يمكّن النبات من تكوين جذور أقوى وأكبر، مما يؤدي إلى امتصاص أسرع وأكثر للمغذيات. وبفضل هذا الآلية، يمكن إنتاج محصول أكثر وأعلى جودة مع استهلاك أقل للمياه والأسمدة الكيميائية. وتابع: علاوة على ذلك، تساهم الفقاعات النانوية أثناء حركتها في التربة في زيادة مسامية التربة وتمنع تراكم الأسمدة الكيميائية في قاعدة التربة، مما يضمن صحة التربة.
وتحدث مسؤول مشروع الفقاعات النانوية في هيئة تطوير تكنولوجيا النانو عن تأثيرات هذه التكنولوجيا في مجال الثروة السمكية، قائلاً: تطبيق الفقاعات النانوية في الثروة السمكية بسيط للغاية ومشابه لتطبيقها في الزراعة؛ حيث يتعين أولاً إدخال فقاعات نانوية تحتوي على الأكسجين إلى مياه أحواض تربية الأسماك.
وأوضح إسماعيلي: الهدف الأول هو القضاء على العوامل المسببة للأمراض، وهو ما تقوم به الفقاعات النانوية بكفاءة عالية، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام الأدوية والمضادات الحيوية. وأضاف: تساهم هذه التكنولوجيا في تقليل معدلات نفوق الأسماك بشكل كبير خلال فترة التربية. في الخطوة التالية، عندما تدخل الفقاعات النانوية المحملة بالأكسجين، والتي يبلغ عددها المليارات، إلى مياه الأحواض، فإنها ترفع مستوى الأكسجين المذاب إلى درجة تجعل الأسماك ليست فقط بعيدة عن ضغط وتوتر نقص الأكسجين، بل يمكن أيضًا زيادة عدد الأسماك في الحوض بأكثر من الضعف.
وأكد مسؤول مشروع الفقاعات النانوية في هيئة تطوير تكنولوجيا النانو: هذا في حد ذاته يُعد معجزة في الإنتاج؛ بمعنى أنه يمكن، باستخدام نفس الإمكانيات والأحواض المتوفرة، إنتاج كمية مضاعفة من الأغذية البحرية.
وأشار إلى أن الحالات المذكورة تمثل مثالين فقط من التأثيرات الواسعة لتكنولوجيا الفقاعات النانوية، حيث تجد هذه التكنولوجيا تطبيقات في مجموعة واسعة من الصناعات الأخرى، بما في ذلك الطب، والتعدين، ومعالجة المياه والصرف الصحي، وغيرها من القطاعات، وكل منها يمكن أن يترك أثرًا خاصًا على الاقتصاد والحياة اليومية للناس.