تم إدراج أسماء ثلاث قرى إيرانية في القائمة العالمية ما يُمثل فرصة تاريخية لإعادة تعريف مفهوم «التنمية من قلب الشعب». هذه القرى، بالاعتماد على عناصرها الثقافية، الطبيعية والتاريخية، استطاعت أن تُصنّف بين مئات الخيارات الدولية كنماذج ناجحة للتعايش بين الإنسان والطبيعة.
قرية «سهیلي» بجوار غابات حرا، وقرية کندلوس بتراثها التاريخي وثقافتها الشمالية الأصيلة، وقرية شفیعآباد الواقعة على هامش صحراء لوت، تُقدم للعالم ثلاثة وجوه مختلفة من المناخ، الحياة والحضارة الإيرانية.
لكن أهمية هذا الاختيار تتجاوز مجرد تسجيل اسم في قائمة؛ فهذه القرى أصبحت الآن «مراكز لتحديد الأهداف» على خارطة السياحة في إيران، نقاط يمكن أن تخلق توجهات جديدة في سياسات جذب السياح، توزيع الرحلات، وتنمية المناطق الأقل شهرة.
رئيس الجمهورية: إيران تتألق مجدداً على خريطة السياحة العالمية
نشر رئيس الجمهورية رسالة على شبكة التواصل الاجتماعي «إكس» كتب فيها: مع تسجيل ثلاث قرى ايرانية في القائمة العالمية للسياحة، لمع اسم إيران مرة أخرى في الساحة العالمية.
وكتب رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان: من قلب الصحراء إلى سفوح البرز وساحل الخليج الفارسي الأزرق، ثلاث قرى شفيعآباد في كرمان، كندلوس في مازندران وسهيلي في قشم، جعلت اليوم اسم إيران يتألق مجدداً على خريطة السياحة العالمية. إيران أرض الشجاعة والفن التي احتضنت ارثاً عظيماً.
وقد أدرجت ظهر يوم الجمعة 17 اكتوبر 2025، قرى كندلوس في مازندران، شفيعآباد في كرمان وسهيلي في قشم في قائمة أفضل القرى السياحية في العالم.
وزير التراث الثقافي: تسجيل ثلاث قرى إيرانية عالمياً بيان ثقافي إلى العالم
من جانبه كتب وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية: إن تسجيل ثلاث قرى إيرانية في قائمة منظمة السياحة العالمية يُعد بيانًا عالميًا من إيران الثقافية يُظهر أن الاستدامة متجذرة في الهوية.
وقال سيد رضا صالحي أميري، إن هذا الحدث يُعتبر «نقطة تحول في تاريخ السياحة الريفية في البلاد»، وأضاف: في عصر الاضطرابات الحضارية والتحولات العالمية المتسارعة، حيث يبحث العالم عن المعنى والاستدامة والعودة إلى الجذور الثقافية، أصبحت القرى مجددًا كمصادر للأصالة والتوازن والحياة الحكيمة في مركز اهتمام صانعي السياسات العالمية.وأضاف: تسجيل قرى شفيع آباد، سهیلي وکندلوس ضمن التراث العالمي، عزز مكانة إيران بين الدول القليلة التي تمكنت في عام واحد من تسجيل ثلاث قرى في قائمة منظمة السياحة العالمية المرموقة (UNWTO). هذا الإنجاز هو شهادة على قدرة المجتمعات المحلية ونضج الفكر الوطني وتحقيق التنمية القائمة على الثقافة والهوية والبيئة.
وأشار صالحي أميري إلى مؤشرات تقييم منظمة السياحة العالمية، وقال: إن تقييم التسجيل العالمي يعتمد على أكثر من خمسين مؤشرًا في مجالات مثل الموارد الثقافية والطبيعية، والاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، وحماية البيئة، والابتكار في السياحة. وفي هذا السياق، قدمت كل واحدة من القرى الإيرانية الثلاث المختارة صورة حيّة عن التنوع الثقافي والقدرات المحلية للبلاد.
واعتبر صالحي أميري هذا النجاح ثمرة «الإيمان العميق بدور الثقافة في التنمية الوطنية»، وأضاف: إن إيران، التي تضم أكثر من ستين ألف قرية، تُعد كنزاً حياً من الحضارة البشرية، ويمكنها بالاعتماد على تراثها الثقافي والاجتماعي أن تصبح نموذجاً عالمياً في السياحة المستدامة.
وفي الختام، أكد قائلاً: إن تسجيل ثلاث قرى إيرانية عالمياً هو بيان ثقافي من إيران؛ ورسالة واضحة للعالم بأن التنمية الحقيقية تنبع من جوهر الثقافة ولا تُفرض من الخارج. وأؤمن بأنه مع استمرار هذا المسار، سيبقى اسم إيران خالداً، ليس فقط في قائمة التراث العالمي، بل أيضاً في الذاكرة الثقافية للبشرية أكثر من أي وقت مضى.
رئيس منظمة السياحة العالمية: إجراءات قرية «كندلوس» في تطوير السياحة متميزة
ومن جهته اعتبر رئيس منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة «زوراب بولوليكاشويلي»، أن التسجيل العالمي لقرية «كندلوس» الإيرانية في قائمة المنظمة هو نتيجة الإجراءات المتميزة التي اتخذت في مسار التنمية السياحية للقرية. حيث بعث رسالة بعد إعلان نتيجة تقييم ملفات القرى المرشحة للادراج على القائمة العالمية لأفضل القرى السياحية في العالم، حيث هنأ فيها أهالي قرية «كندلوس» بمحافظة مازندران (شمال ايران) والناشطين والمسؤولين في قطاع السياحة الإيراني بهذا الإنجاز.
وكتب بولوليكاشويلي في رسالته: يشرفني أن أتقدم إليكم بالتهنئة على هذا الإنجاز المهم، وهو إنجاز يعترف بالثراء الثقافي والطبيعي لقرية كندلوس؛ لقد تم اختيار كندلوس من بين أكثر من 270 طلبا لـ 65 دولة، وهذا يدل على قيمها وإجراءاتها المتميزة في مسار تطوير السياحة الريفية، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب مجددا عن أخلص تهانيّ لكم ولقريتكم.
محافظ كرمان: الاختيار هو بداية ابتسامة العالم لكرمان 2026
وفي اجتماع منظمة السياحة العالمية الذي عُقد يوم الجمعة 17 اكتوبر في مدينة هويجو الصينية، بحضور محافظ كرمان، ورئيس دائرة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في محافظة كرمان، ومسؤولين من وزارة التراث الثقافي في بلدنا، تم اختيار وتقديم ثلاث قرى ایرانيةكقرى سياحية عالمية.
وأعلن محمد علي طالبي، محافظ كرمان الذي سافر إلى الصين لهذا الغرض، في مقطع فيديو من مكان انعقاد الاجتماع أن هذا الاختيار هو بداية ابتسامة العالم لكرمان 2026 وقال: وقف العالم احتراماً لشفيعآباد وتم اختيار هذه القرية كقرية سياحية عالمية.
وأضاف: هذا الاختيار يدل على الاستدامة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في قلب الصحراء، ويمكن لهذا الحدث السعيد، إلى جانب الإجراءات والأنشطة والبرامج الأخرى لتطوير السياحة في المحافظة، أن يُسهم في ازدهار السياحة الداخلية والخارجية بشكل أفضل.
وهنأ طالبي بهذا الاختيار سكان المحافظة، ومدينة شهداد، ونساء ورجال قرية شفيعآباد، معرباً عن أمله في استمرار مثل هذه الإنجازات في مجال السياحة.
وبفضل نشاط العديد من بيوت الضيافة البيئية في هذه القرية، يمكن القول إن تقريباً كل سائح أجنبي سافر من جهة شهداد إلى لوت لديه ذكريات عن ضيافة هذه القرية، لأن شفيعآباد تقع في طريق الكلوتات (المعالم الطبيعية).
ويعد نشاط مجموعة من النساء والفتيات في إطار جمعية «غوجينو» من أبرز سمات هذه القرية، حيث أعادوا وأحيوا الصناعات اليدوية المحلية وخلقوا سوقاً مزدهراً لها، كما أنهم من خلال عائدات بيع الصناعات اليدوية حافظوا على حياة القنوات المائية في تلك المنطقة.
محافظ مازندران: تسجيل قرية كندلوس عالمياً ينقل رسالة السلام إلى العالم
كذلك أصدر محافظ مازندران مهدي يونسي رستمي بياناً بمناسبة تسجيل قرية كندلوس، التابعة لمدينة نوشهر، ضمن قائمة القرى السياحية العالمية، واصفاً هذه القرية بأنها رائدة السياحة الريفية في إيران، ومؤكداً أن تسجيل كندلوس عالمياً هو دليل على عظمة وأصالة وقدرة الشعب الإيراني الأبي وشعب مازندران في مجال السياحة العالمية، وقال: إن تسجيل كندلوس عالمياً ينقل رسالة السلام والصداقة والأمل من إيران إلى العالم.
ووصف رستمي عالمية كندلوس بأنها نجاح كبير، وأضاف: إن هذا النجاح هو ثمرة الإيمان والتعاطف والجهود الدؤوبة لمجموعة من المخلصين والمؤمنين بالهوية الإيرانية؛ من وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية التي وفرت، من خلال سياساتها الذكية ونظرتها الوطنية ودعمها الاستراتيجي، أرضية لهذه الإنجازات، إلى إدارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في مازندران التي استطاعت من خلال المتابعة المنسقة، والإدارة الميدانية الفعالة، والتوثيق الدقيق للملف، والتفاعل البنّاء مع المجتمع المحلي، والبلدية ومجلس القرية، أن تحول كندلوس من وجهة سياحية إلى علامة تجارية عالمية ودائمة لإيران.
وأقيمت المراسم الرسمية للإعلان عن أفضل القرى السياحية لعام 2025، باستضافة مدينة هوجو في مقاطعة جيجيانغ الصينية، حيث أعلنت نتائج تقييم ملفات القرى المرشحة للتسجيل في قائمة القرى السياحية العالمية، والتي تضمنت اسم قرية كَندَلوس في محافظة مازندران.