ورغم فرحة التأهل غير المسبوقة، فإن الأنظار تتجه الآن إلى التصنيف الرسمي للفيفا الذي سيحدد موقع المنتخب الأردني في قرعة المجموعات، وسط تساؤلات كبيرة حول أي مستوى سيقع فيه النشامى، ومن هم المنافسون المحتملون في البطولة التي ستُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بمشاركة 48 منتخبًا لأول مرة في التاريخ.
آلية التصنيف في قرعة كأس العالم
بحسب النظام المعتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، سيتم توزيع المنتخبات المشاركة على أربعة مستويات استنادًا إلى التصنيف العالمي للفيفا الصادر في نوفمبر أو ديسمبر 2025، أي قبل أيام قليلة من سحب القرعة.
وسيضم المستوى الأول المنتخبات الأعلى تصنيفًا في العالم إضافة إلى الدول الثلاث المستضيفة: الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك.. وتشمل المستويات الثانية والثالثة والرابعة سيتم ترتيبها تبعًا للتصنيف العالمي، بحيث تتوزع المنتخبات بشكل متوازن لتجنّب تكرار المنتخبات القوية في مجموعة واحدة.
هذه المعايير تجعل موقع كل منتخب في التصنيف عاملاً حاسمًا في تحديد صعوبة مجموعته وفرصه في بلوغ الدور التالي.
موقع الأردن في التصنيف العالمي
في تصنيف شهر أكتوبر الجاري، يحتل منتخب الأردن المركز 66 عالميًا وفق تصنيف الفيفا، وهو ما يجعله متقدمًا على بعض المنتخبات الآسيوية لكنه لا يزال بعيدًا عن المراكز الأولى في القارة.
وبالنظر إلى المنتخبات الآسيوية المتأهلة للمونديال، مثل اليابان، كوريا الجنوبية، إيران، أستراليا، والسعودية، وقطر فإن هذه المنتخبات جميعها تتفوق على الأردن في التصنيف العالمي بفارق واضح، ما يعني أن النشامى لن يكون في المستويين الأول أو الثاني على الإطلاق.
ورغم إمكانية تحسن ترتيب الأردن في التصنيف إذا خاض مباريات ودية قوية وحقق نتائج إيجابية قبل موعد القرعة، إلا أن أقصى ما يمكن أن يصل إليه هو الاقتراب من المستوى الثالث، أما السيناريو الأقرب للواقع فهو أن يكون في المستوى الرابع بين المنتخبات الأدنى تصنيفًا.
إذا ظل ترتيب الأردن قريبًا من مركزه الحالي، فمن المرجّح أن يُوضَع في المستوى الرابع رفقة منتخبات من القارات الأقل تمثيلًا أو ذات التصنيف المتواضع وغيرها من المنتخبات التي تشارك للمرة الأولى أو نادرًا ما تصل إلى النهائيات.
وتقلصت حظوظ النشامى في تحسين التصنيف مع النتائج السلبية في توقف شهر أكتوبر الحالي بالخسارة أمام ألبانيا بأربعة أهداف مقابل هدفين وبوليفيا بهدف دون رد.
منافسون محتملون في القرعة
مع زيادة عدد منتخبات كأس العالم إلى 48 منتخبًا، ستضم كل مجموعة 4 منتخبات (12 مجموعة إجمالًا)، وسيتأهل أول وثاني كل مجموعة مباشرة إلى دور الـ32، مع إمكانية صعود أفضل 8 منتخبات تحتل المركز الثالث حسب نظام البطولة الجديد.
بناءً على السيناريو الواقعي لوقوع الأردن في المستوى الرابع، فسيكون مرشحًا لمواجهة منتخبات عملاقة من المستويين الأول والثاني.
من المستوى الأول، قد يصطدم النشامى بمنتخبات عالمية مثل الأرجنتين، البرازيل، إنجلترا، إضافة إلى أحد المنتخبات المضيفة مثل الولايات المتحدة أو المكسيك.
ومن المستوى الثاني ستضم المجموعة أيضاً منتخبات قوية مثل هولندا، كرواتيا، الدنمارك حال حسمهم تأهلهم، اليابان، المغرب، أو أوروجواي.
وبذلك، قد تكون مجموعة الأردن نارية بكل المقاييس، تجمع بين بطل عالمي أو أوروبي وفريق آسيوي أو إفريقي قوي، إلى جانب منتخب آخر من المتأهلين الجدد أو متوسطي المستوى.
رغم صعوبة المهمة المنتظرة، إلا أن المنتخب الأردني يمتلك بعض المقومات التي قد تمنحه فرصة للظهور بشكل مشرّف في أولى مشاركاته المونديالية.
دائماً يتميز منتخب الأردن بالروح القتالية والانضباط التكتيكي، ولكن تراجع مستوى بعض اللاعبين يهدد النشامى قبل المشاركة الأولى في كأس العالم.
وفي ظل النتائج الباهتة مؤخراً للمنتخب الأردني، فإن الحديث يتصاعد حول مستقبل المدرب المغربي جمال السلامي صاحب إنجاز التأهل للمونديال.
ويواجه السلامي انتقادات واسعة بسبب النتائج السيئة في وديتي بوليفيا وألبانيا بجانب استمرار المشاكل الدفاعية التي يعاني منها النشامى بخلاف الأداء المتراجع بالنسبة لبعض اللاعبين مثل يزن النعيمات وعلي علوان وغيرهم من النجوم الذين لفتوا الأنظار سواء في رحلة التأهل للمونديال أو كأس آسيا.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من جانب الاتحاد الأردني بشأن مستقبل السلامي ولكن أول بطولة رسمية يخوضها النشامى ستكون في كأس العرب خلال الفترة بين 1 إلى 18 ديسمبر المقبل في قطر.
وقد تكون بطولة كأس العرب حاسمة بشأن مستقبل السلامي مع منتخب الأردن فالظهور المميز سيساعد المدرب المغربي على الاحتفاظ بمنصبه في المرحلة القادمة.