ووفقاً لصحيفة “ذا صن” البريطانية، فإنّ مجموعة غير معروفة من المستثمرين الإماراتيين تجهّز عرضاً لشراء الحصّة، التي يسيطر عليها الملاك الحاليون للنادي، عائلة جليزر، وقد طلبت دعم أسطورة الفريق ديفيد بيكهام ليكون وجهاً لهذه الصفقة المحتملة.
وذكرت صحيفتا “ستار” و”ميرور” أنّ التحالف الإماراتي تواصل مع بيكهام، المتوَّج بستة ألقاب في الدوري الإنجليزي والفائز بالثلاثية التاريخية عام 1999، لمعرفة مدى استعداده لتولّي دور السفير الرسمي للعرض.
كما يتضمّن المقترح منحه فرصة للاستثمار في ناديه السابق، إذا رغب في ذلك.
ثروة كبرى .. مانشستر يونايتد
ويمتلك بيكهام، البالغ من العمر 50 عاماً، ثروة تُقدَّر بنحو 300 مليون جنيه إسترليني، ويدير حالياً ناديي إنتر ميامي الأمريكي وسالفورد سيتي الإنجليزي. وتُعَدّ شهرته العالمية سبباً رئيسياً في اختياره لهذا الدور، متقدّماً على رموز أخرى في تاريخ مانشستر يونايتد مثل إريك كانتونا وواين روني.
وبيكهام من المنتقدين البارزين لملكية عائلة جليزر التي استمرت نحو 20 عاماً، إذ حمّلها مسؤولية الديون الكبيرة التي تراكمت على النادي، والتي بلغت فوائدها ومدفوعاتها ورسومها نحو 1.2 مليار جنيه إسترليني.
وتُقدَّر قيمة مانشستر يونايتد حالياً بنحو ملياري جنيه إسترليني، إلا أنّ عائلة جليزر تضع سعراً يقارب 5 مليارات مقابل التخلي عن حصّتها. وتبقى العائلة الأمريكية المساهم الأكبر في النادي، رغم بيعها ما يقارب 30% من الأسهم إلى الملياردير البريطاني جيم راتكليف وشركته “إينيوس”، مقابل 1.2 مليار جنيه العام الماضي.
وكان راتكليف قد تفوّق في سباق الاستحواذ عام 2023 على الشيخ القطري جاسم بن حمد آل ثاني، بعدما أعلنت عائلة جليزر استعدادها لبيع كامل النادي أو جزء منه.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كشفت صحيفة “ذا صن” أنّ أنباء العرض الإماراتي المزعوم أثارت دهشة داخل أروقة النادي، خصوصاً بعد تصريحات تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية، الذي ألمح إلى وجود مفاوضات حول بيع محتمل للنادي.
وربطت تقارير تلك الأنباء بعلاقة آل الشيخ برجل الأعمال رودولف سعادة، رئيس مجموعة “CMA CGM” للشحن، التي استحوذت مؤخراً على شركة “فريتلاينر” المالكة لأراضٍ محيطة بملعب “أولد ترافورد”، والمخطَّط أن تكون جزءاً من مشروع بناء ملعب جديد يتّسع لـ100 ألف متفرج.
مسيرة أسطورية
وُلد ديفيد بيكهام في الثاني من مايو عام 1975 في لندن، ليبدأ منذ صغره رحلة شغفٍ بكرة القدم جعلته أحد أبرز النجوم في تاريخ اللعبة الإنجليزية.
انضمّ بيكهام إلى أكاديمية مانشستر يونايتد في سن الـ14، حيث صقل مهاراته تحت إشراف المدرب الأسطوري السير أليكس فيرجسون، ليصبح أحد أبرز أفراد جيل “فئة 92” الذهبي، إلى جانب بول سكولز ورايان جيجز ونيكي بات.
بدأ بيكهام مسيرته الاحترافية مع مانشستر يونايتد في موسم 1992-1993، وسرعان ما أثبت نفسه كلاعب خط وسط يتمتّع بقدم يمنى ذهبية، وقدرة استثنائية على تنفيذ الكرات الثابتة والتمريرات الدقيقة الطويلة.
وفي موسم 1998-1999، بلغ ذروته مع الفريق عندما ساهم في تحقيق الثلاثية التاريخية (الدوري الإنجليزي، كأس الاتحاد، ودوري أبطال أوروبا)، مسجلاً نفسه ضمن أساطير النادي.
وخلال فترته مع يونايتد، حقق بيكهام ستة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولقباً في دوري الأبطال، وكأس إنجلترا مرتين، إضافة إلى لقب كأس القارات للأندية. لكنّ توتر علاقته مع فيرجسون في موسم 2002-2003، الذي شهد الحادثة الشهيرة بإصابته في وجهه بعد ركلة حذاء من المدرب، عجّل برحيله عن “أولد ترافورد” في صيف 2003 إلى ريال مدريد مقابل نحو 35 مليون يورو.
“فريق الأحلام”
في ريال مدريد، انضمّ بيكهام إلى “فريق الأحلام” الذي ضمّ زيدان ورونالدو وفيجو وراؤول، وكان أحد أبرز نجوم مشروع “الجالاكتيكوس”. ورغم أنّ الفريق لم يحقّق ألقاباً كثيرة خلال وجوده، إلا أنّ بيكهام ترك بصمة فنية وجماهيرية قوية، وقاد ريال مدريد إلى التتويج بلقب الدوري الإسباني في موسمه الأخير 2006-2007 قبل رحيله إلى الولايات المتحدة.
في عام 2007، فاجأ العالم بانتقاله إلى لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي، في صفقة ضخمة غيّرت وجه كرة القدم في أميركا الشمالية. هناك، ساهم بيكهام في زيادة شعبية اللعبة وحصد لقب الدوري الأمريكي مرتين. كما خاض فترات إعارة قصيرة مع ميلان الإيطالي في 2009 و2010، قبل أن يختتم مسيرته في باريس سان جيرمان عام 2013، حيث ساهم في فوز الفريق بلقب الدوري الفرنسي.
على الصعيد الدولي، مثّل بيكهام منتخب إنجلترا في 115 مباراة، حمل شارة القيادة لعدة سنوات، وسجّل 17 هدفاً. واشتهر بكراته الثابتة الحاسمة، أبرزها هدفه التاريخي ضد اليونان في تصفيات مونديال 2002، الذي منح إنجلترا بطاقة التأهل.
بعد اعتزاله، تحوّل بيكهام إلى عالم الاستثمار والإدارة، فأسّس نادي إنتر ميامي الأمريكي، ليواصل تأثيره في كرة القدم من خارج المستطيل الأخضر.