إنطلاق ماراثون أفلام الدورة الـ 42

مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة.. حين تصبح الشاشة مرآةً للهوية والخيال

الوفاق: یُقام مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة، تحت شعار «التركيز على العقل والتفكير» لتتحول طهران إلى عاصمة للخيال البصري، والتأمل الثقافي، والإحتفاء بالشباب.

في زمن تتسارع فيه الصور وتتشظى فيه المعاني، يعود مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة في دورته الثانية والأربعين ليؤكد أن السينما القصيرة ليست مجرد تمرين فني، بل هي لغة كاملة، قادرة على التعبير عن أعمق الهواجس وأكثر القضايا تعقيداً. من قاعات مجمّع «إيران مال» السينمائي، انطلقت هذه الدورة وسط حضور جماهيري كثيف، ومشاركة عالمية غير مسبوقة، لتتحول طهران إلى عاصمة للخيال البصري، والتأمل الثقافي، والاحتفاء بالشباب. وتُقام الدورة الثانية والأربعون من مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة، تحت شعار «التركيز على العقل والتفكير»، بإدارة بهروز شعيبي، وذلك من تاريخ 19 اكتوبر وحتى 24 منه في مجمّع إيران مال السينمائي بطهران.

 

 

بدأ عرض الأفلام القصيرة بعد عام من التوقف، ويعود المهرجان هذا العام إلى مجمع إيران مال السينمائي بعد غياب دام أربع سنوات، ليكون ملتقى لصنّاع ومخرجي السينما القصيرة من جديد.

 

 

 الفيلم القصير.. مختبر الإبداع الإيراني

 

 

لقد أصبح الفيلم القصير في السنوات الأخيرة أحد أهم ميادين التجربة والإبداع في السينما الإيرانية، حيث بدأ العديد من المخرجين المحترفين مسيرتهم من خلال هذا النوع الفني.

 

 

فقد شهد المهرجان إقبالاً واسعاً من المخرجين حول العالم. ووفقاً للإحصائيات النهائية، تم تسجيل 10,200 عمل من 145 دولة للمشاركة في هذا الحدث المرموق والمعتمد من أكاديمية الأوسكار.

 

 

فقد تم تسجيل أكبر عدد من الأعمال في الفئات التالية: الأفلام الروائية، الأفلام التجريبية، أفلام الرسوم المتحركة، أفلام الذكاء الاصطناعي، آفاق جديدة، ومن حيث عدد المشاركات، جاءت الصين في المرتبة الأولى بـ3,650 فيلماً، تلتها إسبانيا بـ891 فيلما، ثم الهند بـ494 فيلما، والولايات المتحدة بـ452 فيلما، وفرنسا والبرازيل بـ323 فيلما لكل منهما. كما شاركت دول مثل إيطاليا، كوريا الجنوبية، روسيا، المكسيك، ألمانيا، الأرجنتين، البرتغال، مصر، وتشيلي ضمن قائمة أفضل 15 دولة من حيث عدد الأعمال المرسلة.

 

 

تجدر الإشارة إلى أن التسجيل في القسم الدولي تم عبر ثلاث منصات، بشكل منفصل عن التسجيل في القسم الوطني والمخرجين الإيرانيين. كما أن الأفلام الإيرانية المشاركة في القسم الدولي ستُضاف إلى المنافسة الدولية بناءً على توصية لجنة اختيار القسم الوطني.

 

 

وتتم عروض الأفلام في قاعات هذه الدورة من خلال أول عرض لقسم «المقاومة» والقسم الخاص «الوطن كما أراه»، تكريماً لأبطال المقاومة.

 

 

بزشكيان: شجرة إيران الثقافية المثمرة تُرسَم بعقول الشباب النشطة

 

 

كتب الرئيس مسعود بزشكيان في رسالة بمناسبة افتتاح المهرجان: «أيها الشباب الأعزاء، صنّاع السينما الواعدون في هذا الوطن، اعلموا أننا جميعاً نرسم اليوم ملامح مستقبل شجرة إيران الثقافية المثمرة، وقوة إيران المعنوية، من خلال هذه الأوراق الخضراء، والأفكار الشابة، والذوق، والإبداع النشط الذي تتحلون به، فأنتم فريدون.

 

 

الجدير بالذكر أن مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة، هو أكثر مهرجانات السينما شباباً في البلاد، وهو نافذة تطل على أفق الأمل ومستقبل يبعث على البهجة لإيران. وبكل فخر، نعلن افتتاح مهرجان طهران للفيلم القصير».

 

 

وفي رسالة ثقافية مؤثرة، يؤكد رئيس منظمة السينما الإيرانية «رائد فريد زاده» أن الفن يولد من تفاعل حر بين العقل والخيال، وأن الفيلم القصير يمثل استعارة مكتملة بذاتها، كقصيدة قصيرة تحمل لغة خاصة وتكشف جوانب غير مكتشفة من الحقيقة، ويشيد بدور المخرجين في دمج الفكر والخيال، مما يعكس الأصالة والتفرد الفني. كما يعبّر عن فخره بالشباب الإيراني الذين مثّلوا البلاد في المحافل العالمية، ويثمّن مساهماتهم في توثيق صمود الشعب الإيراني، خاصة خلال الحرب الصهيونية المفروضة. ويختتم بتطلعه إلى دورة جديدة من مهرجان طهران، بوصفه فضاءً يجمع النور والعقل في عالم الفن.

 

 

كما كتب بهروز شعيبي أمين المهرجان في رسالة قصيرة عن «السينما»، «الفيلم القصير»، و«الحياة» قائلاً: «الحياة قصيرة، وأحلامنا كبيرة. السينما هي حلمنا، والفيلم القصير هو الحياة بعينها».

 

 

 

إفتتاح المهرجان

 

 

انطلقت الدورة الثانية والأربعون من المهرجان رسمياً أمس الأول، في حفل افتتاح خُصص لتكريم ذكرى المخرج الراحل ناصر تقوائي وشهداء الحرب الصهيونية المفروضة. وعبّر بهروز شعيبي، مدير المهرجان والمدير التنفيذي لجمعية السينما الشبابية الإيرانية، في كلمته عن فخره بانطلاق المهرجان في هذا التوقيت، مشيراً إلى أن الافتتاح هذا العام غير تقليدي، مع التخطيط لاحتفالية ختامية مميزة.

 

 

شعيبي استعرض ثلاث نقاط رئيسية: سعادته بالعمل مع فريق التنظيم، حضور المخرج فرهاد توحيدي، والحزن لفقدان تقوائي، الذي وصفه بأنه أحد أعظم رموز الفن الإيراني. كما تم تكريم المخرج آرش رصافي تقديراً لمسيرته التعليمية والفنية. وشكر شعيبي أعضاء الفريق التنظيمي، منهم محمدرسول صادقي، عالية هاشمي، وحيد رونقي، وحميدرضا مدقق، على تنظيم 20 جلسة تخصصية ضمن فعاليات المهرجان. كما أشار إلى جهود عطا مجابي وسيد غلامرضا نعمتي في القسم الدولي، وأشاد بالتصميم البصري للمهرجان الذي نفذه الفنان أمر الله فرهادي.

 

 

 من آثار كيارستمي الراحل إلى أجواء طهران القديمة

 

 

إنطلقت فعاليات اليوم الأول من المهرجان وسط حضور كبير لعشاق السينما، حيث امتلأت قاعات العرض منذ الجلسات الأولى، واضطر عدد كبير من الجمهور للجلوس على درجات السلالم الجانبية. وقد تحوّل المهرجان إلى ملتقى للمخرجين الشباب الذين يسعون لعرض مواهبهم واتخاذ أولى خطواتهم نحو السينما الطويلة.

 

 

وفي فقرة «صندوق المراجعة القصيرة»، تم تسليط الضوء على مجموعة من الأعمال البارزة، منها:

 

 

– «ماه بنه»: فيلم «ماه بنه» أي «القمر الخفي»، من إخراج مهسا أحمد زاده يستلهم روح كيارستمي، ويعالج موضوع «البحث» من خلال أداء طفولي مؤثر.

 

 

– «ما قبل التاريخ»: عمل فانتازي لآرمين اعتمادي يجمع بين المسرح والواقع، موجّه للجمهور المحترف.

 

 

– «جشم بسته»: فیلم «جشم بسته» أي «مغمض العينين»، فيلم اجتماعي لحميد يوسفي يتناول أزمة مالية وتأثيرها على الأسرة، بأداء واقعي من سیاوش جراغي بور.

 

 

– «تايبيست»: فيلم «تايبيست» أي «الطبّاعة» هو فيلم تاريخي من إخراج هادي نوري، يتناول الإعاقة الذهنية بعيداً عن الصور النمطية، ويتميز بسرد بصري كلاسيكي.

 

 

– «هذا الفتى يحتاج إلى كلية!»: فيلم «إين بسر به يك كليه نياز دارد!» أي «هذا الفتى يحتاج إلى كلية!» فيلم كوميدي بصري قوي من إخراج كرباسي، يعاني من ضعف في منطق السرد والمواقف الكوميدية رغم إخراجه المتقن.

 

 

إفتتاح معرض صور طهران

 

 

من جهة أخرى افتُتح معرض صور طهران في اليوم الأول المهرجان، وذلك في مجمع إيران مال السينمائي، تحت عنوان «المرأة والأسرة». شهد حفل الافتتاح حضور عدد من الشخصيات الفنية والسينمائية، أبرزهم مهدي آشنا، عضو لجنة التحكيم، ونرجس أبو القاسمي، نائبة مدير قسم الدراسات الإستراتيجية في معاونية شؤون المرأة والأسرة برئاسة الجمهورية، التي تمثل هذه الدورة من المهرجان. وشكّل المعرض مساحة بصرية لتناول قضايا المرأة والأسرة من منظور فني.

 

 

المصدر: الوفاق