عراقجي لدى استقباله الأعرجي في طهران:

طهران وبغداد قلقتان إزاء استمرار انتهاك الكيان لوقف إطلاق النار

استقبل وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، مستشار الأمن القومي العراقي "قاسم الأعرجي"، اليوم الثلاثاء، وأجرى محادثات معه.

وأشار وزير الخارجية، في هذا اللقاء، إلى العلاقات الجيدة جداً بين طهران وبغداد في كافة المجالات، مؤكداً على ضرورة المشاورات المستمرة بين مسؤولي البلدين وضرورة تعزيز التعاون في المجالات الأمنية، بما في ذلك أمن الحدود. كما ناقش عراقجي والأعرجي التطورات الإقليمية، لاسيما قضية فلسطين المحتلة، وأعرب الجانبان عن قلقهما إزاء استمرار انتهاك الكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار، وأكدا على مسؤولية المجتمع الدولي في منع الإبادة الجماعية والجرائم في غزة، وإرسال الإمدادات اللازمة لسكانها.

 

من جانبه، أكد مستشار الأمن القومي العراقي، خلال تقديمه تقريراً عن مفاوضاته في طهران وتقدم تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين البلدين، عزم الحكومة العراقية والتزامها الكامل بتنفيذ هذه الاتفاقية.

 

وأشاد الأعرجي بتضامن الشعب الإيراني ووحدته الوطنية في مواجهة العدوان الخارجي، مُؤكّداً أن العراق لن يسمح مطلقاً بأي تهديد لسيادة إيران وأمنها القومي من داخل أراضيه. كما استعرض الجانبان آخر التطورات في غزة ولبنان، وأكدا على جهود الدول الإسلامية وتعاونها لمواجهة محاولات الکیان الصهيوني إثارة الحروب والهيمنة.

 

كما إلتقى رئيس مجلس الشورى الاسلامي، محمد باقر قاليباف، يوم الثلاثاء، الأعرجي والوفد المرافق له، وبحث معه آخر التطورات في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التطورات في فلسطين المحتلة، والعدوان الصهيوني الأخير على البلاد.

 

* أعداء المنطقة يسعون لإضعاف الوحدة الداخلية للدول

 

إلى ذلك، أعلن القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء محمد باكبور، خلال لقائه الأعرجي والوفد المرافق له، استعداد إيران التام للردّ الحاسم على أي عدوان مُستقبلي، قائلًا: “سنُشعل جحيما ضد العدو”.

 

ورحّب اللواء باكبور بالوفد العراقي، مُعتبراً هذا الاجتماع بالغ الأهمية في المرحلة الراهنة التي يمرّ بها العراق، وحذّر من أن أعداء المنطقة يسعون إلى إضعاف الوحدة الداخلية للدول، وقال: خلال حرب الأيام الاثني عشر المفروضة، كان الكيان الصهيوني ينوي زعزعة الوحدة الوطنية الإيرانية من خلال اغتيال القادة وخلق الفوضى، لكن حكمة قائد الثورة ويقظة الشعب أحبطت هذه المؤامرة.

 

وفي إشارة إلى القدرات الدفاعية الإيرانية خلال حرب الاثني عشر يوما المفروضة، قال: ظنّ العدوّ في البداية أن قدراتنا الصاروخية ستتراجع؛ لكننا تحرّكنا بقوة وكثافة ودمّرنا الأهداف بدقة عالية. كما أعلن القائد العام للحرس الثوري استعداد إيران التام للردّ الحاسم على أي عدوان مستقبلًا، مؤكدًا: “سنُصعّد ضدّ العدوّ”.

 

وأشاد اللواء باكبور بجهود العراق في السيطرة على الفصائل المناوئة خلال حرب الاثني عشر يوماً المفروضة، ودعا إلى التنفيذ الكامل للاتفاقيات الأمنية وتشكيل لجنة ميدانية لمراقبة المناطق الحدودية، مؤكدا: “هذه الجماعات تُشكّل تهديدًا لأمن البلدين، ويجب احتواؤها من خلال التعاون المشترك”.

 

كما نقل الأعرجي تحيات الرئيس العراقي ورئيس الوزراء إلى اللواء باكبور خلال الاجتماع، وأكد التزام العراق بتنفيذ الاتفاقيات الأمنية مع إيران، وأكد أن “أمن إيران من أمن العراق”، ورفض بشكل قاطع أي استغلال للأراضي العراقية ضد إيران، وأعلن عن تشكيل لجنة مشتركة لمراقبة تنفيذ المعاهدة الأمنية بين البلدين ومنع أي تحركات غير قانونية.

 

* التأكيد على حفظ استقرار المنطقة

 

ويوم أمس كان قد إلتقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، مع الأعرجي، وأكد خلال اللقاء إن وزير الخارجية “عباس عراقجي” أعلن بعد اجتماع القاهرة، أن تفعيل “آلية الزناد” يعني إلغاء المفاوضات، وإذا قدّمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية طلباً بهذا الشأن، فيجب بحثه في أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي.

 

وأشار لاريجاني إلى أن “العراق حكومةً وشعباً دولة صديقة وشقيقة لإيران، وأن الأعرجي من الشخصيات البارزة ذات التاريخ الطويل في العمل السياسي والأمني”.

 

وأضاف، أن “اللقاء تناول قضايا مهمة في المجال الأمني، إلى جانب استعراض نتائج الزيارة التي أجراها لاريجاني إلى بغداد سابقاً”؛ مبيناً أن “العديد من الملفات المشتركة تمت مناقشتها”.

 

وأوضح لاريجاني أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني استغلّا الأراضي العراقية خلال الحرب الأخيرة، مؤكداً أن “إخواننا في العراق يتابعون هذه المسألة بجدية”. وتابع: العراق بلد مستقل، وقد حافظ على استقلاله بعد عقود من الدكتاتورية، إلا أن أمريكا والكيان الصهيوني لا يريدان لهذا الاستقلال أن يستمر.

 

من جهته قال الاعرجي بأنه تم خلال لقائه مع لاريجاني، التأكيد على حفظ استقرار المنطقة، وأنه لا ينبغي السماح لبعض الأطراف بزعزعة الأمن الاقليمي. وفي رده على سؤال أحد الصحفيين حول الاتفاق الامني بين إيران والعراق، صرح بأن الحكومة العراقية ملتزمة تماما بالاتفاق الأمني المبرم بين إيران والعراق، كما لفت الى أن “مسعود بارزاني” (رئيس إقليم كردستان العراق) يلتزم بهذا الاتفاق، مُؤكّداً بأن النشاط الميداني لتنفيذ هذا الاتفاق مدرج على جدول الأعمال.

 

المصدر: الوفاق/وكالات