وتتيح هذه التقنية تعزيز النفاذ العميق إلى أنسجة الورم وامتصاص الدواء على المستوى الخلوي في الوقت ذاته، مع منع التأثيرات الضارة للبيئة الحمضية خارج الخلايا.
وتتميز الناقلات النانوية PAMAM المطورة بقدرتها على تغيير الحجم والشحنة السطحية، مما يجعلها واعدة بعلاج ذي كفاءة أعلى، مع تقليل مقاومة الدواء وأقل ضرر على الأنسجة السليمة، وتوفر مسارًا جديدًا لتطوير علاجات السرطان بمخاطر أقل لعودة المرض، حيث أظهرت نتائج التجارب أن هذه الناقلات النانوية، إلى جانب حماية الدواء، تتمتع بفعالية مضادة للأورام ملحوظة.
وفي عالم علاج السرطان، تُعدّ اختراق الأدوية إلى عمق أنسجة الورم وامتصاصها بفعالية من قِبل الخلايا أحد أكبر التحديات. فالعديد من أدوية العلاج الكيميائي، حتى لو تمكنت من الوصول إلى الورم، لا تستطيع اختراق الأجزاء الداخلية أو تُصبح غير فعالة في البيئة الحمضية خارج الخلايا. ولذلك، يسعى الباحثون إلى تصميم ناقلات نانوية قادرة على ضبط حجمها وشحنتها السطحية وفقًا لظروف البيئة، مع نقل الدواء إلى داخل الخلايا في الوقت ذاته.
في هذا السياق، نجح فريق البحث من جامعة طهران للعلوم الطبية وشركاؤهم الدوليون في تطوير ميجامرات بولي أميدوأمين PAMAM قابلة لتغيير الحجم والشحنة SChPMs، والتي صُممت لنقل دواء دوكسوروبيسين. وأظهرت التجارب الحيوانية باستخدام فئران مصابة بورم 4T1 أن هذه الناقلات النانوية تتمتع بفعالية مضادة للأورام ملحوظة، مع تسببها في أقل قدر من الضرر النسيجي.
وأكد الباحثون على أهمية التعاون بين الأساليب المختبرية والمحاكاة الجزيئية، مشيرين إلى أن تصميم هذه الناقلات النانوية لا يعزز فقط كفاءة الدواء العلاجية، بل يمكن أن يمهد الطريق لتطوير تقنيات سريرية مماثلة لعلاج أنواع مختلفة من السرطانات. علاوة على ذلك، فإن تغيير حجم وشحنة الجزيئات السطحية يعزز عملية الاندوسيتوز الخلوي ويسهل النفاذ إلى النقاط الأعمق في الورم.
ويمكن للناقلات النانوية PAMAM المطورة نقل دواء دوكسوروبيسين بفعالية إلى المناطق الداخلية للورم، ومنع تعطله في البيئة الحمضية. وتُعد هذه الخاصية ميزة قوية مهمة مقارنة بالقيود الدوائية الحالية، وتفتح المجال أمام علاجات مستهدفة ذات آثار جانبية أقل.
ويُعتبر هذا البحث نموذجًا ناجحًا للابتكار في تصميم الناقلات النانوية والاستفادة الذكية من خصائص البيئة الورمية، مما قد يحمل تطبيقات واسعة في تطوير علاجات السرطان ذات القدرة العالية على النفاذ وحماية الدواء.
وأظهرت الناقلات النانوية PAMAM، من خلال تغيير حجمها وشحنتها السطحية، قدرتها على معالجة تحديين رئيسيين في علاج السرطان، وهما النفاذ العميق والامتصاص الخلوي الفعال في الوقت ذاته.
وتوفر هذه النتائج مسارًا جديدًا للأبحاث السريرية، وتصميم الأدوية المستهدفة، وتطوير العلاجات القائمة على النانوتكنولوجي، وتبشر بجيل جديد من الأدوية المضادة للسرطان ذات الكفاءة العالية والضرر الأدنى للأنسجة السليمة.