سكة حديد جابهار – زاهدان.. بوّابة دخول إيران إلى أسواق أفغانستان

اعتبر خبير في المناطق الحرة التجارية إن إكمال خط جابهار - زاهدان الحديدي وربط ميناء الشهيد بهشتي سيجعل جابهار محطة عبور رئيسية في الجنوب وبوابة للوصول إلى أسواق أفغانستان وما بعدها.

وأكّد كمال إبراهيمي كاوري على ضرورة إكمال ممر جابهار – زاهدان الحديدي وربط ميناء الشهيد بهشتي بهذه الشبكة، مشيراً إلى أن الربط الفعال للموانئ بالشبكة الحديدية يُعدّ أحد المحاور الأساسية للتطور اللوجستي والتنمية الاقتصادية في العقود الأخيرة، وقال: عندما يتم ربط الميناء بالسكك الحديدية، تصبح سلسلة التوريد الوطنية أكثر تكاملاً، تنخفض تكاليف النقل، وتتعزز قدرة الصادرات الوطنية على المنافسة بشكل ملحوظ. فيما يلعب إكمال خط جابهار – زاهدان الحديدي وربط ميناء الشهيد بهشتي بهذه الشبكة دوراً يتجاوز كونه مجرد مشروع بنية تحتية محلية، ويعزز بشكل جذري قدرة جابهار على التحول إلى محطة عبور إقليمية.

 

وأوضح إبراهيمي كاوري: إن ربط الموانئ بالسكك الحديدية على المستوى الوطني يعني نقل البضائع من محطات الموانئ إلى الداخل والأسواق الإقليمية المستهدفة بكفاءة أعلى، وتعتبر السكك الحديدية أكثر اقتصاداً وأقل مخاطر وأكثر استدامة من الطرق البرية للمسافات الطويلة؛ وبالتالي فإن ربط ميناء الشهيد بهشتي بالشبكة الحديدية يتيح نقل الحاويات والشحنات السائبة والسلع ذات القيمة المضافة بسرعة وبتكلفة أقل، ويفتح طرق عبور جديدة أمام المصدرين ومشغلي النقل.

 

وأضاف: من منظور وظيفي، فإن المزايا الرئيسية لربط الميناء بالشبكة الحديدية تتلخص في عدة محاور أساسية:

 

أولاً، خفض التكاليف اللوجستية وزيادة الإنتاجية؛ حيث يقلل النقل بالسكك الحديدية للبضائع الثقيلة ولمسافات طويلة من تكلفة كل طن-كيلومتر بشكل ملحوظ، مما يعزز قدرة السلع الإيرانية على المنافسة في الأسواق الخارجية.

 

ثانياً، زيادة قدرة وسرعة تفريغ وتحميل الميناء مع الوصول للسكك الحديدية، مما يجعل تدفق خروج ودخول البضائع أكثر سلاسة، ويقلل من طوابير الشاحنات والازدحام في ساحة الميناء.

 

ثالثاً، تقليل المخاطر الطرقية والبيئية؛ حيث يؤدي نقل كميات كبيرة من البضائع من الطريق إلى السكك الحديدية إلى تقليل الحوادث واستهلاك الوقود والانبعاثات الملوثة، ويخفض على المدى الطويل التكاليف الاجتماعية والبيئية.

 

رابعاً، ضمان استمرارية وقدرة تحمل سلسلة التوريد؛ فالشبكة الحديدية، بالإضافة إلى تنويع وسائل النقل، تخلق استقراراً أكبر في الخدمات اللوجستية الوطنية في ظل ظروف الأزمات أو الاضطرابات الطرقية. إن التركيز الخاص على ميناء شهيد بهشتي وطريق جابهار – زاهدان له أسبابه الاستراتيجية الخاصة.

 

وأكّد هذا الخبير في المناطق الحرة التجارية بالقول: تمتلك جابهار موقعاً فريداً في جنوب شرق البلاد بفضل إطلالتها المباشرة على المياة الدولية وعمقها المناسب لاستيعاب السفن الكبيرة.

 

إن إكمال المسار الحديدي جابهار – زاهدان وربط ميناء الشهيد بهشتي، سيجعل جابهار محطة عبور رئيسية في جنوب البلاد وبوابة موثوقة للوصول إلى أسواق أفغانستان، آسيا الوسطى وما بعدها.

 

وأشار إبراهيمي كاوري إلى أن هذا الممر يمكن أن يعمل كطريق بديل ومكمل للمسارات الإقليمية للنقل، مما يخفف الضغط على الطرق التقليدية ويستقبل شحنات العبور للدول المجاورة، وأحد النتائج المهمة لمثل هذا الربط هو جذب شحنات العبور الإقليمية، نظراً لحاجة أفغانستان ودول آسيا الوسطى إلى طرق متاحة ومنخفضة التكلفة للوصول إلى المياة الدولية،

 

وقال: يمنح ممر جابهار – زاهدان، بالاقتران مع الشبكة الحديدية الداخلية، مساراً تنافسياً مقارنة بالمسارات الإقليمية الأخرى، ويعزز الجدوى الاقتصادية لنقل البضائع من الطريق البحري إلى داخل القارة، وهذه القدرة يمكن أن تؤدي إلى نمو إيرادات الميناء، وتطوير الخدمات اللوجستية المحلية، وترقية سلاسل القيمة الإقليمية.

 

وأكد أنه إلى جانب هذه المزايا، يجب الانتباه إلى التحديات والاعتبارات الفنية والتنظيمية أيضاً، حتى لا يؤدي مجرد تنفيذ الخط الحديدي إلى تحقيق الفوائد المتوقعة.

 

ومن الناحية الفنية، يجب أن يتم تصميم سعة محطات ومحطات التبادل الوسيط في ميناء شهيد بهشتي بما يتناسب مع التوقعات لحجم الحاويات والشحنات السائبة.

 

وأضاف: إن إنشاء محطات حاويات مجهزة، وساحة سكك حديدية ذات سعة مناسبة، وأنظمة تفريغ ميكانيكية، ومرافق تخزين الحاويات تعد من المتطلبات الأساسية.

 

كما يجب توفير ربط أنظمة المعلومات بين الميناء ومشغلي السكك الحديدية “أنظمة إدارة المستودعات/ إدارة النقل وأنظمة المراقبة” لتنسيق مواعيد السفن والقطارات والشاحنات، ومنع ظهور اختناقات تشغيلية.

 

وتابع إبراهيمي كاوري: من المنظور الدولي والقانوني، يتطلب الربط الناجح تنسيق الإجراءات الجمركية والعبور، وإنشاء نافذة إلكترونية موحدة للإفراج السريع، واعتماد إجراءات تيسيرية لمرور البضائع العابرة الأجنبية. ولجذب العملاء الإقليميين، يجب أيضاً تقديم حزم تعريفية تنافسية، وضمان أمن الشحنات، وتوفير مرافق متكيفة.

 

وأكد: الأبعاد التنموية لهذا المشروع تستحق التأمل أيضاً. سيكون الربط الحديدي بميناء الشهيد بهشتي حافزاً لتشكيل مجمعات لوجستية، ومناطق صناعية متصلة بالميناء، وسلاسل القيمة للمواد الأولية في القطاعات التعدينية والزراعية.

 

ويمكن لهذه المجمعات الصناعية خلق قيمة مضافة محلية، وتوفير فرص عمل مستدامة، وتنويع الصادرات غير النفطية، كما أن تقليل استخدام الشاحنات الثقيلة الملوثة يحقق مزايا بيئية كبيرة، ويساهم في تحسين جودة الحياة للمجتمعات المحلية وزيادة القبول الاجتماعي للمشروع.

 

وفي الختام، أشار إبراهيمي كاوري إلى أن ربط ميناء الشهيد بهشتي بالشبكة الحديدية وإكمال خط جابهار – زاهدان يتجاوز كونه مجرد مشروع بنية تحتية، ويمكن أن يشكل نقطة تحول في إعادة تعريف دور إيران في شبكات النقل الإقليمية والعالمية.

 

ومن خلال وضع السياسات الذكية، والاستثمار المستهدف، والتنسيق بين القطاعات، يمكن أن تتحول جابهار من ميناء محلي إلى محطة لوجستية وإقليمية للنقل، تخلق قيمة مضافة، وتوفر فرص عمل، وتكون مستدامة، وتفتح باب اقتصاد إيران على أسواق جديدة وواسعة.

 

 

 

المصدر: الوفاق خاص