وسجلت موجات هجرة متزايدة وصفها مسؤولون بانها الاخطر منذ عقود ما يثير مخاوف واسعة حول استقرار المجتمع والسياسة الداخلية. تتزايد مؤشرات انعدام الأمن داخل كيان الاحتلال بعد حربه الأخيرة مع إيران وعملية طوفان الأقصى، في ظل موجة هجرة متصاعدة وصفتها أوساط صهيونية بأنها تسونامي بشري يهدد بنية المجتمع الصهيوني ومستقبله حسب تعبيرهم.
تقرير صادر عن مركز الأبحاث في الكنيست كشف أن أكثر من 145 ألف صهيوني غادروا الاراضي المحتلة خلال الأعوام الأربعة الماضية، وهو رقم يفوق بكثير عدد القادمين إليها، وسط تحذيرات من تفاقم الظاهرة بعد الانتخابات المبكرة المقبلة. وبحسب التقرير، فإن معدلات الهجرة قفزت بشكل كبير بعد تشرين الأول/أكتوبر 2023، أي عقب اندلاع الحرب على غزة، وتضاعفت في عام 2024، فيما تشير التقديرات إلى استمرار الارتفاع خلال العام المقبل.
اللافت أن أكثر من 40% من المهاجرين هم من فئة الشباب بين 20 و40 عاماً، ما يشير إلى فقدان الكيان لطاقاته البشرية المنتجة، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا والاقتصاد. كما أظهرت البيانات أن غالبية المغادرين من مناطق تل أبيب والوسط، وهي الأكثر كلفة للمعيشة في كيان الاحتلال.
رئيس لجنة الهجرة في الكنيست جلعاد كاريف وصف الظاهرة بأنها تهديد استراتيجي حقيقي لحصانة المجتمع، واتهم حكومة الاحتلال بتفكيك المجتمع الصهيوني وإهمال الجبهة الداخلية خلال العامين الماضيين. خصوصا وان كثيرون يرون أن الحكومة لا تملك خطة منهجية لوقف هذه الظاهرة وتشجيع عودة مجتمع المهجرين. ومع غياب خطة رسمية لوقف الهجرة، يتخوف المراقبون من موجة نزوح جديدة بعد الانتخابات المقبلة عام 2026، التي يراها 70% من الصهاينة انتخابات مصيرية ستحدد هوية الكيان ومستقبله.