في مهرجان «دايرافِست» الدولي

«هم‌نوازان فاخته» يضيئون سماء سانت بطرسبورغ بموسيقى إيران الكلاسيكية

الحضور المميز لـ«هم‌نوازان فاخته» في روسيا أثبت أن الموسيقى الإيرانية، بجذورها العميقة وأصالتها، ما تزال قادرة على أن تكون لغة عالمية للتواصل والإبداع، لغة تنبع من التراث وتجد صداها في الحاضر.

شهدت مدينة سانت بطرسبورغ الروسية حضوراً لافتاً لفرقة «هم‌نوازان فاخته» التي أعادت بريق الموسيقى الكلاسيكية الإيرانية إلى واجهة الاهتمام الثقافي، من خلال مشاركتها في مهرجان «دايرافِست» الدولي.

 

 

المهرجان، الذي يُقام على مدى عامين بهدف التعريف بالفنون الإيرانية، قدّم بالتعاون مع الفرقة بقيادة خشايار بارسا صورة حيّة لمسار تطور الموسيقى الإيرانية من عصورها الكلاسيكية حتى تجلياتها المعاصرة.

 

 

في العام الأول من المشروع، أعادت الفرقة إحياء ملامح مدرسة «منتظميه» عبر أعمال عبدالقادر مراغي ومجايليه، لتكشف عن جماليات الموسيقى الإيرانية في القرون الوسطى، وهو ما لاقى ترحيباً واسعاً من الجمهور الروسي.

 

 

أما هذا العام، فقد قدّمت الفرقة عرضين متكاملين: الأول في ١٩ أكتوبر، ركّز على موسيقى العصر القاجاري من خلال أعمال درويش‌خان وأصوات طاهرزاده، بمشاركة هدايت كلاري «سه‌تار» (آلة موسيقية إيرانية تشبه العود الصغير أو البُزُق، وهي آلة وترية رقيقة الصوت، تُستخدم للعزف الفردي والتأمل)، عليرضا رسولي «كمانجه» (آلة موسيقية إيرانية تشبه الكمان العربي من حيث طريقة العزف بالقوس، لكن صوتها أعمق وأكثر خشونة)، والمنشد مهدي شهسوار، في أجواء بداهية أعادت الحياة إلى تراث ذلك العصر.

 

 

الثاني في ٢٦ أكتوبر، قدّم رؤية معاصرة لموسيقى «منتظميه» والعصر القاجاري، حيث قاد خشايار بارسا «السنتور» الفرقة بمشاركة أبوذر حسيني «العود»، محمدمهدي شيخ «تار» (آلة موسيقية إيرانية تشبه العود العربي، لكنها أطول قليلاً ولها نغمة أكثر حِدّة)، آرمان حيدريان «كمانجه»، حسين كازر «تنبك» (آلة موسيقية إيرانية تشبه الطبلة أو الدربكة في الموسيقى العربية وهي آلة إيقاعية أساسية)، إلى جانب الأصوات الإنشادية لأحمد شكوري وندا شهسوار، ليشكّلوا لوحة صوتية متعددة الأصوات عكست أفقاً جديداً للموسيقى الإيرانية.

 

 

العروض أقيمت في فضاءات تاريخية مرموقة، أبرزها مسرح «ألكساندرينسكي» العريق، حيث نفدت التذاكر قبل يومين من الحفل، في إشارة إلى الإقبال الكبير من الجمهور الروسي واهتمام الإعلام الثقافي، وصولاً إلى النقل التلفزيوني المباشر.

 

 

وفي تصريح له، أكد خشايار بارسا أن هدف الفرقة هو تقديم الموسيقى الإيرانية «ليس فقط كتراث تاريخي، بل كلغة حيّة للحوار بين الثقافات». وأضاف أن التعاون مع مهرجان «دايرافست» خلال العامين الماضيين شكّل جسراً بين الفنانين الإيرانيين والروس، وفتح نافذة عالمية أمام الذائقة الموسيقية الإيرانية.

 

 

الحضور المميز لـ«هم‌نوازان فاخته» في روسيا أثبت أن الموسيقى الإيرانية، بجذورها العميقة وأصالتها، ما تزال قادرة على أن تكون لغة عالمية للتواصل والإبداع، لغة تنبع من التراث وتجد صداها في الحاضر.

 

 

المصدر: الوفاق+ ارنا