ميدانياً، واصلت قوات الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار باستهداف خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة، بغارات جوية وقصف مدفعي بالتوازي مع عمليات نسف لمبان في المنطقة. وفي الضفة الغربية، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إنها وثقت 259 اعتداء على فلسطينيين نفذها جيش الاحتلال والمستوطنون خلال موسم قطف الزيتون.
*غارات جوية ومدفعية على القطاع
ميدانياً، نفّذ جيش الاحتلال، صباح الأحد، عمليات نسف بالتزامن مع غارات جوية ومدفعية على خان يونس ورفح (جنوبي قطاع غزة) ودير البلح (وسطه)، وسط تزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية.
وأفادت وسائل إعلام بأن قوات الاحتلال الصهيوني نفذت عمليات نسف بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة. كما استهدف جيش الاحتلال بقصف مدفعي وغارات مدينة رفح جنوبي القطاع واستهدف بقصف مدفعي شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني نفذ عمليات نسف ضخمة شرقي خان فجر الأحد.
*حاجات إنسانية
في الأثناء، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية لسكان القطاع، مع اقتراب فصل الشتاء. وفي هذا الصدد، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”: إن لوازم إيواء شتوية، تكفي لتلبية حاجيات مليون إنسان، مكدسة في المستودعات؛ لكنها ممنوعة من الدخول بقرار صهيوني.
في السياق ذاته، قال علاء الدين البطة رئيس بلدية خان يونس ونائب رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة: إن 900 ألف نازح يعيشون في مخيمات تعاني نقصاً حاداً في مقومات الحياة. وأضاف: أنه ليس هناك أي تحرك حتى الآن لتخفيف المعاناة اليومية للنازحين، مشيراً إلى أن القطاع بحاجة ماسة للخيام والإسمنت وقطع غيار الآليات الثقيلة.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن نحو 3200 شاحنة دخلت إلى القطاع من 10 إلى 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبلغ المتوسط اليومي لدخول الشاحنات التجارية والمساعدات 145 شاحنة، من أصل 600 شاحنة يفترض دخولها يوميا وفقا للاتفاق.
*مزاعم أميركية بشأن المساعدات
في غضون ذلك، ردّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على تصريحات القيادة المركزية الأميركية بشأن ما زُعم بـ”نهب شاحنة مساعدات” في قطاع غزة، مستنكرة بشدة هذه الافتراءات ومؤكدة أنها ادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة.
وقالت الحركة، في بيان رسمي، الأحد: إن الادعاءات الأميركية تأتي في سياق تبرير تقليص المساعدات الإنسانية المحدودة أصلاً للمدنيين في القطاع، والتغطية على عجز المجتمع الدولي في إنهاء الحصار والتجويع المفروضين منذ أكثر من عامين. وأضاف البيان: إن الأجهزة الشرطية والأمنية في غزة قدّمت أكثر من ألف شهيد ومئات الجرحى أثناء قيامها بواجبها في تأمين قوافل الإغاثة الإنسانية وضمان وصولها إلى مستحقّيها، مشيراً إلى أن مظاهر الفوضى والنهب انتهت فور انسحاب قوات الاحتلال، ما يؤكد أن الاحتلال كان الجهة التي رعت تلك العصابات وأدارت الفوضى المصاحبة لوجوده.
وأكدت حماس أنه لم تتقدّم أي مؤسسة دولية أو محلية، ولا أي سائق من العاملين في القوافل الإغاثية، بأي بلاغ أو شكوى حول حادثة من هذا النوع، معتبرة أن المشهد الذي استندت إليه القيادة المركزية الأميركية “مختلق ومفتعل لتبرير سياسات الحصار وتقليص الدعم”. وأضافت الحركة أنه “إذا كانت طائرات الدولة العظمى قد التقطت مشهداً مزعوماً لشاحنة، فإنها لم تر الجرائم اليومية للاحتلال الإسرائيلي التي يراها العالم بأسره”، مشيرة إلى أن الطائرات الأميركية لم ترصد استشهاد 254 فلسطينياً منذ بدء وقف إطلاق النار، 91% منهم من المدنيين، بينهم 105 أطفال و37 امرأة و9 مسنين، فضلاً عن إصابة 595 آخرين بينهم 199 طفلاً و136 امرأة.
كما لفت البيان إلى أن تلك الطائرات لم تُظهر الاختراقات الإسرائيلية اليومية للخط الأصفر، التي تمتد على شريط يتجاوز 35 كيلومتراً مربعاً (10% من مساحة القطاع)، ولا عمليات النسف والتدمير الممنهج لمنازل المدنيين في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الاحتلال.
وشدّدت الحركة على أن الوسطاء والهيئات الدولية الأكثر حيادية ومصداقية لم يرصدوا أي حادثة مشابهة لما زعمت واشنطن، معتبرة أن تبني الإدارة الأميركية لرواية الاحتلال “يُعمّق انحيازها غير الأخلاقي ويجعلها شريكاً في الحصار والمعاناة الإنسانية في غزة”.
*مستوطنون يقتحمون مدرسة بالضفة
بموازاة ذلك، اقتحم مستوطنون مدرسة فلسطينية شمال شرق طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وحطموا محتوياتها ونهبوا ممتلكات منها، وسط تواصل الاعتداءات والاقتحامات في مدن الضفة.
وقال معتز بشارات مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: إن مستوطنين اقتحموا مدرسة التحدي في خربة ابزيق، ودمروا محتوياتها.
بدوره، قال مدير التربية والتعليم في طوباس عزمي بلاونة، إن المستوطنين دهموا المدرسة وخلعوا أبوابها، وخربوا محتوياتها، وحرقوا العلم الفلسطيني، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
كما هاجم مستوطنون قرية سوسيا في مسافر يطا جنوب الخليل وحاولوا الاعتداء على منازل الفلسطينيين، وقطعوا عددا من أشجار الزيتون المحيطة بالقرية قبل أن يتصدى لهم الأهالي ويجبروهم على التراجع.
من جهتها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن الشهر الماضي سجّل أعلى معدلات العنف من قبل المستوطنين في الضفة الغربية منذ أكثر من عقد، في تصعيد غير مسبوق يهدد حياة الفلسطينيين وأمنهم المعيشي.