خلال مراسم إحياء اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي؛

قاليباف: استقلال إيران ليس للمساومة بأي ثمن

قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي: إن الهدف النهائي للنظام الاستكباري ليس سوى الابتزاز وفرض الهيمنة. واليوم أيضاً يحاول رئيس الولايات المتحدة، بذات العقلية القديمة، أن يساوم على استقلال الشعب الإيراني ورفاهيته من خلال وعود جوفاء ولعب سياسية.

محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، قال خلال مراسم إحياء اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي وذكرى الاستيلاء على وكر التجسس الأمريكي، مشيراً إلى أهمية يوم الثالث عشر من آبان (4 نوفمبر) في التاريخ المعاصر لإيران: إن هذا اليوم هو الذي أعلن فيه شعبنا بصوت عالٍ وواضح أنه لن يقبل بالهيمنة، وسيقف في وجه الاستكبار. هذا المبدأ هو الأساس الذي تقوم عليه سياستنا الخارجية، لأن العلاقات الدولية يجب أن تبنى على أساس المصالح الوطنية. فالدولة التي تفتقر إلى الاستقلال لا تملك لا العزة الوطنية، ولا المكانة، ولا القوة، ولا تقدماً مستداماً.

 

 

وأشار إلى ثلاثة أحداث تاريخية كبرى وقعت في يوم الثالث عشر من آبان قائلاً: إن جوهر هذا اليوم هو مقاومة الشعب الإيراني للاستعباد والاستكبار. فمنذ انطلاق النهضة الإسلامية، وقف قائدنا الإلهي الإمام الخميني (رضوان الله عليه) في وجه التبعية والإهانة الوطنية. ففي خطابه الشهير في الرابع من آبان عام 1343 (1964م) بشأن قانون الحصانة، حذّر من بيع استقلال وعزة إيران. وبعد ذلك، نفى النظام الشاهنشاهي الإمام في الثالث عشر من آبان من العام نفسه، فكانت أساس نهضتنا منذ البداية “مناهضة الاستكبار”.

 

 

وأضاف قاليباف: في الثالث عشر من آبان عام 1357 (1978)، صرخ طلابنا بدمائهم في مواجهة نظام الشاه والاستكبار العالمي، حاملين رسالة الاستقلال والحرية. وفي الثالث عشر من آبان عام 1358 (1979م)، بعد انتصار الثورة الإسلامية، كشف الطلاب السائرون على نهج الإمام من خلال اقتحام وكر التجسس الأمريكي عن الوجه الحقيقي لجرائم وتآمر ذلك النظام، إذ أظهرت وثائق السفارة أن العدو كان يسعى، حتى بعد الثورة، للتغلغل في أسس البلاد.

 

 

وأكد رئيس مجلس الشورى على دور الجيل الشاب في حماية الاستقلال الوطني قائلاً: إن طلابنا وتلاميذنا لم يشاركوا فقط في الثورة، بل دافعوا خلال فترة الدفاع المقدس بأرواحهم عن استقلال البلاد، وكان معظم شهداء الجبهات من هذه الفئة.

 

 

وقال قاليباف مؤكداً استمرار عداوة النظام الاستكباري: إن طبيعة النظام الاستكباري لم تتغير حتى اليوم، فعقلية إدارة كارتر تجاه الشعب الإيراني تتكرر الآن بأساليب أكثر تطوراً. فهم يغتالون علماءنا في قلب طهران ويظنون أن إيران القوية لا يجب أن توجد، وإن وُجدت فلا ينبغي أن تكون مستقلة.

 

 

وأضاف: إن الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً أظهرت أن وجوههم تغيرت لكن وحشيتهم وعداءهم للشعوب الحرة، ولا سيما إيران، ما زالا على حالهما. إنهم يحاولون تبرير جرائمهم بمصطلحات مثل “الضربة الوقائية”، لكن الحقيقة أنهم يعادون إيران المستقلة والموحدة.

 

 

وأشار قاليباف إلى أدوات النفوذ الجديدة قائلاً: إن أخطر أسلحة الاستكبار اليوم هي بث اليأس والدونية، إذ يحاولون عبر إمبراطوريتهم الإعلامية أن يقنعوا الشباب بأن التقدم من دون التبعية للغرب غير ممكن، بينما إنجازات إيران في مجالات الطاقة النووية، والنانو، والتكنولوجيا الحيوية، والدفاع، والطب، تمثل رداً قاطعاً على هذه الأكذوبة الكبرى.

 

 

ولفت رئيس المجلس إلى عمق العداء الأمريكي التاريخي تجاه الشعب الإيراني قائلاً: إن بعضهم يظن أن العداء الأمريكي بدأ منذ الاستيلاء على وكر التجسس، لكن هذه خدعة تاريخية. فالعداء بدأ منذ أن قرر شعبنا أن يمسك بزمام مصيره وألا يسمح لسفارات لندن وواشنطن أن تقرر مصير إيران.

 

 

وأضاف قاليباف: لقد رأينا في انقلاب 28 مرداد ضد حكومة مصدق كيف استهدفت أمريكا استقلال إيران، ولاحقاً حاولت إدارة كارتر أن تواصل النهج ذاته في وكر التجسس. واليوم يشكل الإسلام الضامن الحقيقي لاستقلال بلادنا، وطالما بقيت إيران قوية ومستقلة فلن تنتهي عداوة النظام الاستكباري.

 

 

وتابع رئيس المجلس قائلاً: يسأل بعضهم لماذا يرفع الإيرانيون شعار “الموت لأمريكا”. لا يظنن أحد أن هذا الشعار صُنع في غرف التفكير، بل هو نابع من الذاكرة التاريخية والوجدان الجمعي للشعب الإيراني. إنه صرخة تجسد الغضب المكبوت في وجه الإهانة والخضوع، وليس شعار كراهية عمياء.

 

 

وأضاف: إن شعار “الموت لأمريكا” يعني الموت لمنطق الهيمنة، وليس الموت للشعوب. ففي يوم الثالث عشر من آبان نتحدث عن العقلانية في مواجهة الاستكبار، فهذا اليوم هو رمز الوعي الجمعي واليقظة التاريخية للأمة الإيرانية.

 

 

وتابع قاليباف قائلاً: لا شك أن الهدف النهائي للنظام الاستكباري هو الابتزاز وفرض السيطرة. واليوم يحاول رئيس الولايات المتحدة بذات العقلية القديمة أن يساوم على استقلال ورفاه الشعب الإيراني من خلال وعود كاذبة ومناورات سياسية.

 

 

وشدّد رئيس مجلس الشورى قائلاً: إن شباب إيران بالأمس قطعوا بسواعدهم وبصمودهم قيود التبعية والطفيليات الاستعمارية، وأثبتوا أن الشعب الإيراني لا يخضع للضغوط والعقوبات. واليوم هو يوم “الجهاد التبييني”، اليوم الذي يجب أن نوضح فيه للعالم حقيقة استقلال وعزة هذا الشعب.

 

 

وختم قاليباف بالقول: لا ينبغي أن تُعاقَب أي أمة على استقلالها، ولا أن يُلام أي إنسان على إيمانه ومعتقده. طريقنا هو طريق القوة والعقلانية؛ طريق يبدأ بالإيمان، ويستمر بالعلم، ويُختتم بالعدالة.

 

 

 

المصدر: وكالات