وأكد وحيد يزدانیان في المؤتمر الصحفي حول فرص الاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي عقد في مقر وزارة الاتصالات، على عدة نقاط رئيسية بشأن التطورات الأخيرة في القطاع الفضائي للبلاد، مما حول هذا الحدث إلى جلسة هامة ومعاصرة.
وقال: في حكومة الثالثة عشرة، تم بذل جهود جادة لترقية صناعة الفضاء في البلاد، وفي هذا السياق، تم تبني نهج جديد لتطوير الخدمات الفضائية، وأضاف: في الماضي، كان النظر الاقتصادي إلى هذا المجال ضعيف الاهتمام، لكن اليوم، مع النظر إلى أهمية هذه الصناعة على المستوى العالمي، لا يمكن تجاهلها بعد الآن.
ووفقاً للتقييمات العالمية، يبلغ حجم سوق الفضاء أكثر من 500 مليار دولار، ويأتي الجزء الأكبر من هذا السوق، أي أكثر من 80 في المئة منه، متعلقاً بالاتصالات عبر الأقمار الصناعية.
وأشار رئيس معهد أبحاث الفضاء الإيراني، في معرض حديثه، إلى أن صناعة الفضاء تمثل اقتصاداً كبيراً يتمتع بقدرات هائلة وقد أصبحت شديدة التنافسية على المستوى العالمي، وقال: إن الدول التي استثمرت في هذا المجال تمكنت، من خلال الأقمار الصناعية، من تحقيق تقدم ملحوظ ليس فقط في الميادين العلمية والتكنولوجية، بل في المجالات الاقتصادية والتجارية أيضاً.
وأوضح يزدانیان بشأن موقع إيران في هذا السوق العالمي قائلاً: بينما حققت إيران نجاحات جيدة في مجال إطلاق الأقمار الصناعية، إلا أنه يجب الاعتراف بأن القطاع الخاص يتعين عليه أن يلعب دوراً أساسياً في تطوير هذه الصناعة، فأكثر من 95 في المئة من سوق الفضاء في البلاد يخضع لسيطرة القطاع الخاص، ويجب أن يكون دور الحكومة في هذا المجال كصانع سوق وداعم.
كما أعلن عن الكشف عن عدة مخططات جديدة في مجال الأقمار الصناعية الاتصالية والاستشعارية في المستقبل القريب، وأضاف: في هذا الحدث، سيتم الكشف عن عدة مخططات جديدة في مجال تطوير الأقمار الصناعية، مع التأكيد على منظومات الأقمار الصناعية الاتصالية، كما أن هناك مخططات قيد التنفيذ لتطوير المنتجات الاستشعارية، والتي يمكن أن تلعب دوراً فعالاً في تحسين الخدمات الفضائية في البلاد.
وأشار رئيس معهد أبحاث الفضاء الإيراني في الختام إلى ضرورة التعاونات الدولية في صناعة الفضاء، وقال: إن المشاريع الفضائية الكبرى، وخاصة تلك التي تحتاج إلى استثمارات عابرة للحدود، يجب أن تكون مصحوبة بالتعاونات الدولية، فهذه التعاونات لا تساعد فقط في نمو السوق المحلية، بل تساهم أيضاً في جذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير التكنولوجيات الحديثة في هذا المجال.
وبيّن يزدانيان، أن هذه المنظمة قد قامت، في إطار تطوير صناعة الفضاء في البلاد، باستثمارات كبيرة، وأن شركات عديدة تُبدي رغبة في المشاركة في المشاريع الخاصة-الحكومية، وأضاف: في السنوات الأخيرة، دخل القطاع الخاص تدريجياً إلى سوق الأقمار الصناعية، وهذا الاتجاه مستمر حتى الآن، ولهذا السبب، توجد فرص مناسبة للاستثمار في هذا المجال، مشيراً إلى التعاونات الدولية في هذا الشأن، وقال: تجري مفاوضات مع دول مختلفة، خاصة في منطقة الخليج الفارسي والدول المجاورة، حيث تهدف هذه التعاونات إلى إنشاء أسواق أكثر انفتاحاً لتصدير الخدمات والتكنولوجيات الفضائية للبلاد.
وتابع: على الرغم من ترحيبنا بالاستثمار في القطاع الفضائي، إلا أنه يجب الانتباه إلى أنه في بعض الحالات، ينبغي أخذ تقييمات السوق والموارد الطبيعية مثل المياه والمواد الأولية بعين الاعتبار، فإن الأسواق المجاورة، بسبب القرب الجغرافي، توفر فرصاً مناسبة لبدء الاستثمار، والمفاوضات الأولية في هذا الصدد قيد التقدم، وقال يزدانیان: إن معهد أبحاث الفضاء الإيراني يسعى إلى توسيع التعاونات الدولية وجذب الاستثمارات الأجنبية لدفع أهداف هذه الصناعة في البلاد إلى الأمام.
يعقد المؤتمر الوطني لفرص الاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في 30 نوفمبر في قاعة المؤتمرات الدولية لمنظمة الإذاعة والتلفزيون.