اعتبر مسؤول المشروع العملاق للخط 765 كيلوفولتاً في الشبكة الكهربائية الوطنية، أن هذا الخط، بوصفه شبكة وطنية فائقة الجهد، يُعدّ أكبر خطوة لتطوير صناعة الكهرباء في البلاد خلال العقد الماضي ونقطة تحول في أمن الطاقة والجيوبوليتيك في منطقة الشرق الأوسط، حيث ينفذ تبادل الطاقة بين النفط والغاز والكهرباء ويمهد الطريق لمعالجة الاختلال الداخلي وربط إيران بالممرات الدولية للكهرباء.
وأشار مهدي عرب صادق إلى أن التكنولوجيا المتاحة في البلاد كانت حتى الآن على مستوى الجهد العالي (حتى 400 كيلوفولت)، مؤكداً أن شبكة 765 كيلوفولتاً تقع في فئة فائقة الجهد، وأن تنفيذها يمثل قفزة كبيرة في صناعة الكهرباء في البلاد، وقال: هذا المشروع يُتيح تبادل الطاقة بين قطاعات النفط والغاز والكهرباء، وهدفه الكبير هو تحقيق مركز الطاقة “هاب” في الشرق الأوسط. وأضاف: تشمل المرحلة الأولى من هذا المشروع 1200 كيلومتر من دوائر الخطوط، وأربع محطات فائقة الجهد، ومعدات تحكم للطاقة النشطة، والتي تم تصميمها بالتعاون مع أبرز جامعات البلاد لضمان عدم وجود أي نقطة ضعف في العملية الفنية.
ربط إيران بالممر الدولي للطاقة
وقال عرب صادق: هذه الشبكة تبدأ بممر الطاقة الإيراني من جنوب البلاد، وتتصل عبر كابلات تحت مياه الخليج الفارسي وخطوط فائقة الجهد إلى شمال البلاد، ثم إلى الدول المجاورة مثل روسيا وقطر وجمهورية أذربايجان والهند وباكستان. وأضاف: هذه البنية التحتية الضخمة توفر إمكانية مقايضة الطاقة وتحويل الغاز الفائض من روسيا إلى كهرباء ونقلها إلى الأسواق الإقليمية. وتابع: مع تنفيذ هذا المشروع الوطني الضخم، يمكن لإيران أن تقلل من اعتمادها على الوقود الأحفوري وتعزز دورها في أمن الطاقة في الشرق الأوسط.
توفير مليارات الدولارات
وأكد مسؤول المشروع العملاق للخط 765 كيلوفولتاً في الشبكة الكهربائية الوطنية أن “المرحلة الأولى من هذا المشروع تحتاج إلى استثمار بحوالي ملياري دولار؛ لكن من المتوقع أن يحقق عائداً اقتصادياً للبلاد يزيد عن 10 مليارات دولار خلال السنوات الأربع القادمة”. وقال: يمكن لهذا المشروع أن يخفض التكلفة السنوية البالغة 8/3 مليار دولار لوقود التدفئة الشتوي، وأن يحقق توفيراً كبيراً للبلاد من خلال خفض فقدان الشبكة بمقدار 250 ميغاواطاً.
وقال عرب صادق: إن خسارة كل ميغاواط في الشبكة على مدى 30 سنة يعادل توفيراً اقتصادياً يزيد عن 3393 يورو، كما يمثل هذا المشروع فرصة تاريخية لتحويل اقتصاد الطاقة وزيادة أمن الكهرباء في البلاد.
تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري
وأشار مسؤول المشروع العملاق للخط 765 كيلوفولتاً في الشبكة الكهربائية الوطنية إلى الدور الكبير للمشروع في أمن الطاقة، قائلاً: تنفيذ هذا المشروع لن يعالج فقط اختلال توازن الطاقة في البلاد، بل سيحول إيران إلى أحد المراكز الرئيسية لتبادل الطاقة في المنطقة من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ووفقاً له، فإن التركيز على الطاقة النظيفة وتحسين كفاءة الشبكة سيجلب منافع اقتصادية واجتماعية وبيئية واسعة النطاق للأسر والصناعات في البلاد.
نقل التكنولوجيا ورفع القدرات المحلية
وتحدّث عرب صادق حول البُعد التكنولوجي للمشروع، قائلاً: هدفنا هو نقل تكنولوجيا خطوط فائقة الجهد من الدول المتقدمة ومحليتها داخل البلاد، وسيُرفع هذا المشروع بمصنّعي المعدات المحليين إلى مستوى جديد من القدرة في تصميم وتصنيع معدات فائقة الجهد.
وقال: شبكة 765 كيلوفولتاً هي أكبر تحول في مجال الطاقة في البلاد خلال العقد الماضي؛ وبنفس القفزة التي تحققت في الماضي في صناعة النفط والغاز من خلال تعزيز الضغط، فإنها تحدث الآن في صناعة الكهرباء. وأضاف: هذا المشروع هو ثورة الطاقة في الشرق الأوسط، ونحن نبذل كل جهد لضمان إنجازه، مع ترقية الشبكة، وتقليل الخسائر، ومعالجة اختلال الطاقة، ستنفتح أبواب جديدة لدبلوماسية الطاقة والتنمية المستدامة أمام البلاد.