في مقابلة خاصة ضمن برنامج "طاولة الدبلوماسية "

جابري انصاري: تعزيز العلاقات بين إيران والدول العربية يصب في مصلحة المنطقة

أکد "جابري أنصاري" على ضرورة تعزيز عناصر القوة الداخلية، مبينا أن "كل ما أنجزته الثورة الإيرانية كان نابعا من قدراتها المحلية والشعبية وإن جوهر قوة للثورة الإسلامية الإيرانية يتبلور في قوة الشعب".

قال المدير العام لوكالة الجمهورية الاسلامية للانباء (ارنا) “حسين جابري أنصاري” : إذا تحسنت العلاقات بين إيران والدول المجاورة لها، وخاصة الدول العربية المهمة والمؤثرة كالسعودية، فسيكون ذلك في صالح الوضع العام للمنطقة والعالم الإسلامي.

 

وفي مقابلة خاصة ضمن برنامج “طاولة الدبلوماسية ” التابع لـ “ارنا”، قال جابري أنصاري: لقد شهد الوضع الستراتيجي لإيران في منطقة غرب آسيا تغيرات نتيجة للتطورات الأخيرة، ولا ينبغي إنكار هذه الحقائق، بل يجب أن ندرك جميع جوانبها ونضع خطة شاملة ومتكاملة بدءأً بالتركيز على قوة الشعب في الداخل، ومن الضروري أيضا الحفاظ على التحصينات العسكرية للبلاد وقدراتها الاستخباراتية والأمنية وتعزيزها.

 

ومضى إلى القول : يجب تعويض الثغرات التي نشأت في هذه المجالات، کما ينبغي أن تتعاظم القوة العسكرية الإيرانية أكثر فاكثر.

 

وعن عدوان الکیان الصهیوني الأخير علی إیران، صرح مدير عام وكالة إرنا : لم يتوقف الکیان الصهيوني عن اعتداءاته على إيران بعد حرب الـ 12 يوما لأسباب إنسانية، بل كان ذلك بفضل امتلاك إيران القوة والاقتدار على ردع آلة الحرب “الإسرائيلية”؛ مبينا أن هذا الواقع تعزز بفضل نفوذ إيران الناعم اقليميا، حيث أثبتت قدرتها على الصمود في وجه آلة حرب تحظى بدعم سياسي وعسكري كبيرين من العالم، وخاصة الولايات المتحدة وجزء من حلف شمال الأطلسي (الناتو).

 

وشدد جابري انصاري قائلا : لو لم تكن إيران بهذه القوة، لاستمرت الحرب؛ لافتا إلى أن اهم مؤلفات اقتدار الثورة الإسلامية الإيرانية يتمثل في القوة الداخلية والأواصر الوثيقة التي تربط بين الدولة والشعب؛ مؤكدا بأن هذا العنصر يشكل القوة المركزية في البلاد والذي يجب أخذه بعين الاعتبار.

 

كما أکد “جابري أنصاري” على ضرورة تعزيز عناصر القوة الداخلية، مبينا أن “كل ما أنجزته الثورة الإيرانية كان نابعا من قدراتها المحلية والشعبية وإن جوهر قوة للثورة الإسلامية الإيرانية يتبلور في قوة الشعب”.

 

وأضاف، أن الاعتماد على القدرات الوطنية والذاتية في إيران، وترسيخ الرابطة الوثيقة بين الحكومة والشعب، ومعالجة الانقسامات الداخلية، تشكل أهم عناصر القوة في إيران وأي اتفاق، وأي مخرج من المأزق، لا معنى له بدون هذه العناصر الأساسية.

 

وقال مدير عام إرنا، فیما یتعلق بعلاقات إيران مع دول الجوار : إذا تحسنت العلاقات بين إيران وجيرانها وخاصة الدول العربية المهمة والمؤثرة كالسعودية، فسيكون ذلك في صالح الوضع العام للمنطقة والعالم الإسلامي، قطعا.

 

واستطرد : لقد كانت سياسة إيران في هذا الصدد واضحة تماما، حيث اتُخذت خطوات أساسية بهذا الاتجاه، وبعض التطورات الإيجابية هي في الواقع نتيجة لسياسية حسن الجوار الايرانية التي حققت نتائج ايجابية ينبغي دعمها وتوفير السبل الكفيلة باستمرارها.

 

وحول المفاوضات بین إیران والولایات المتحدة الأمریکیة، أوضح : اليوم، تراكمت لدينا خبرة واسعة اكتسبناها على مدى عقدين أو ثلاثة عقود من التفاعل والتفاوض، بما في ذلك “خطة العمل المشترك الشاملة” (الاتفاق النووي)؛ حيث دخلت إيران المحادثات بجدية في الجولة الجديدة من المفاوضات، أي في الولاية الثانية للرئیس الأمریکي “دونالد ترامب ” وعُقدت خمس جولات من المفاوضات؛ باعتقادي فإن الوفد الإيراني دخل الميدان بنوايا صادقة وهادفة، رغم إدراكه للصعوبات والضغوط والسياسات المفرطة والغطرسة الأمریکة، بهدف إفساح المجال أمام التوصل إلى الاتفاق.

 

وتابع قائلا : لقد سعى الوفد الإيراني للتوصل إلى اتفاق، بجدية وإرادة، لكن في النهاية، أغلق الطرف الآخر الطريق أمامه، وطالبت الولايات المتحدة إيران باتخاذ خطوات، بما في ذلك وقف تخصيب اليورانيوم، لكنها لم تقدم أي تنازلات أو مكاسب محددة؛ وفي كل جولة من المفاوضات، طرحت واشنطن مطالب واسعة وشروطا متنوعة.

 

وأضاف: لقد بذلت إيران قصارى جهدها من أجل التوصل إلى اتفاق، بينما قال الطرف الآخر، “اقبلوا ما أمليه عليكم”؛ مؤكدا بأن “هذا ليس اتفاقا، بل هو فرض سياسة أحادية الجانب من أحد طرفي المفاوضات على الطرف الآخر”.

 

واستدرك جابري أنصاري : هذه المفاوضات لا تعني سوى الاستسلام، وإيران لم ولن تستسلم، وفي الوقت نفسه بذلت قصارى جهدها لإبرام اتفاق لا يؤدي إلى حرب، لكن الأمريكيين والإسرائيليين” هم من بدأوا الحرب؛ وبينما كانت خمس جولات من المحادثات قد عُقدت بين إيران وأمريكا، بل وحتى أُعلن عن موعد الجولة السادسة، واجهنا فجأةً عدوانا “إسرائيليا”، ثم شارك الأمريكيون أيضا في العدوان على المنشآت النووية الإيرانية، وفي نهاية المطاف سارت الأحداث على نفس المنوال الذي شهدناه.

 

وأوضح المدير العام لـ إرنا : يمكن القول بأن الجولة الأخيرة من المفاوضات كانت عملية تضليل؛ مبينا أنه “عندما يُعلن عن موعد الجولة السادسة، من الطبيعي أن يحدث أي تطور أو إجراء سلبي بعد تلك الجولة، وليس قبلها، ولكن قبل بدء الجولة السادسة، شنت إسرائيل عدوانا ضد إیران، ودعمته الولايات المتحدة وشاركت فيه”.

 

وأكمل جابري أنصاري قائلا : لهذا السبب، يمكن القول، أن الجولة الأخيرة من المفاوضات كانت عملية تضليل ضد إيران … نحن مستعدون لاتفاق يراعي مصالح الطرفين، ويخدم مصالح واهتمامات الشعب الإيراني وحكومته.

 

 

المصدر: الوفاق/ارنا