وخلال الجلسة العامة لمجلس الشورى الإسلامي، اليوم الاحد، اشار رئيس المجلس محمد باقر قاليباف،الى زيارته الأخيرة الى باكستان،موضحا انها جاءت استجابة لمطالبة قائد الثورة الاسلامية الموجّهة الى البرلمان، وفي إطار “الدبلوماسية البرلمانية”،وتلبية لدعوة رئيس المجلس الوطني الباكستاني “أياز صادق”.
وتابع قاليباف لافتا الى ان أهداف هذه الزيارة هي إيصال رسالة شكر من قائد الثورة الاسلامية والشعب الايراني على دعم البرلمان والمسؤولين، ولا سيما الشعب الباكستاني، بالاضافة الى تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والأمنية بين البلدين.
ايران تولي اهمية استراتيجية كبيرة لباكستان
وصرّح رئيس مجلس الشورى الإسلامي قائلا: “باكستان تتمتع بأهمية استراتيجية عالية جدا بالنسبة لإيران في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والأمنية، وذلك لأن الاحتياجات التجارية لكلا البلدين متكاملة، ولديهما تشابه ثقافي عميق للغاية، كما أن هناك إمكانات كبيرة للتعاون الأمني والدفاعي يمكن تحقيقها، فضلا عن أن الموقع الجغرافي لباكستان يمكن أن يكون جسرا يربط إيران بشرق آسيا و مابعدها.
وذكر قاليباف انه وخلال هذه الزيارة، التقى الوفد البرلماني الإيراني مع كبار المسؤولين الباكستانيين، أي رئيس المجلس الوطني ونائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشيوخ ورئيس الوزراء وقائد الجيش الباكستاني، كما عُقد لقاءان وديّان مع فاعلين اقتصاديين إيرانيين وباكستانيين، إضافة الى نخب سياسية وثقافية من كلا البلدين.
واضاف انه تمّ خلال هذه اللقاءات مناقشة واتخاذ قرارات بشأن متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقّعة في زيارة رئيس الجمهورية، وزيادة حجم التبادل التجاري الثنائي ليصل إلى 10 مليارات دولار، وتسهيل مقايضة السلع عبر تحسين البنية التحتية.
وتابع ان المحادثات تطرقت ايضا الى مواضيع اخرى منها :استكمال إجراءات منطقة التجارة الحرة، توسيع التعاون الحدودي،تنمية الأسواق المشتركة،تعزيز الأمن الحدودي والتخطيط للتعاون الثلاثي بين إيران وباكستان والصين في مشاريع مشتركة.معربا عن امله في ان يتمّ تنفيذ هذه البنود من قبل حكومتي البلدين، ليتم التمكن قريبا من رؤية نتائج ملموسة لها.
زيارة الوفد البرلماني الى باكستان تأتي كخطوة كبيرة على طريق تعزيز التحالف بين البلدين
وأثنى رئيس مجلس الشورى الإسلامي على استقبال الشعب الباكستاني الحماسي للوفد الإيراني وترحيبه الحار به، خاصة في مدينتَي إسلام آباد وكراتشي، معتبرا انه هذا الاستقبال يدلّ على عمق المحبّة والأخوة بين الشعبين.
ومضى قاليباف يقول ان حضوره في صلاة الجمعة في كراتشي كان من اللحظات التي لا تُنسى خلال هذه الزيارة، حيث تم استقباله من قبل المصلّين الباكستانيين بحماس وشغف غير متوقّع، وعبّروا عن محبّتهم ودعمهم لإيران وفلسطين، مما خلق مشاهدَ لا تُمحى من الذاكرة.معتبرا ان هذا الاستقبال لم يكن له شخصيا،انما كان بمثابة استقبال لكل الشعب الإيراني المقاوم، وأثبت أن الشعب الباكستاني ينظر بنظرة الاخوة الى الشعب الإيراني.
وأضاف: “إن هذه المشاهد تتحقّق في ظلّ الأخوّة الإسلامية، وتدلّنا على أن المسلمين، تحت ظلّ الإسلام وفي إطار «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»، قادرون على تجاوز كلّ الحسابات المادية والانتصار على أقوى القوى”.
وضمن تأكيده على أن هذه الزيارة كانت خطوة كبيرة على طريق تعزيز التحالف بين البلدين، ختم رئيس مجلس الشورى الإسلامي قائلا: “آمل أن نتمكّن، من خلال جهود مشتركة، من صياغة مستقبل أكثر إشراقا لكلا الشعبين”.