صحيفة «نيويورك تايمز»:

حديث ترامب عن «إبادة مسيحيي نيجيريا» استهزاء بضحايا الإبادات الحقيقية

في مقال لصحيفة «نيويورك تايمز»؛ علّق الكاتب نيكولاس كريستوف، على كلام دونالد ترامب عن «استهداف المسيحيين في نيجيريا»، فقال: «بينما جرى قتل مسيحيين ومسلمين على حدٍ سواء في البلد الأفريقي، فإنّ وَصْف الوضع بالإبادة الجماعية يُعَدُّ استهزاءً بضحايا الإبادات الجماعية الحقيقية».

وأضاف الكاتب، في مقالة نشرتها الصحيفة، أنّ «مزاعم «معسكر اليمين» عن قَتْل عشرات آلاف المسيحيين في نيجيريا تبدو غير دقيقة إطلاقًا»، مشيرًا إلى أنّ مجموعة «بيانات الأحداث وموقع العنف المسلّح»، وهي مجموعة مستقلّة تقول، إنّه جرى مقتل 33 شخصًا حتى الآن هذا العام؛ إثر هجمات كان لها دافع ديني».

 

كما لفت كريستوف الانتباه إلى أنّ «عدد القتلى المسلمين نتيجة هذا النوع من الهجمات بلغ 88 حتى الآن هذا العام»، ونبّه إلى أنّ «بعض أعمال القتل شملت مواجهات بين رُعاة مسلمين من عرقية «الفولاني» البدوية ومزارعين مسيحيين»، فـ«بالتالي، من الصعوبة بمكان معرفة ما إذا كان القتل ناجمًا عن دافع ديني أم يعود إلى خلافات بين الرُعاة والمزارعين حول الأرزاق»، وفق الكاتب.

 

وبينما اعتبر أنّه «ليس واضحًا ما إذا كان العدد الأكبر من الضحايا مسلمين أو مسيحيين»، أشار إلى تقرير صدر عن «لجنة الولايات المتحدة حول الحرية الدينية في العالم» في عام 2025، جاء فيه أنّ «العنف يؤثّر في أعداد كبيرة من المسيحيين والمسلمين على حد سواء».

 

وتحدّث الكاتب عن «سبب آخر يدعو إلى الشك في المزاعم المتعلّقة بالإبادة الجماعية بحق المسيحيين في نيجيريا، وهو أنّ العديد من المسؤولين النيجيريين الكبار هم مسيحيون، وأنّ السيدة الأولى ليست مسيحية فحسب بل قسيسة مسيحية».

 

وبيّن أنّ «عدد أعمال القتل في نيجيريا، بينما هو مأساوي، لا يُقارَن بعدد الذين يُعتقَد أنّهم قُتلوا في الحرب الأهلية في السودان والذي يبلغ 400 ألف شخص».

 

وبينما رأى كريستوف أنّ «قمع المسيحيين والمسلمين وغيرهم آفّة عالمية تستحق المزيد من الاهتمام»، أشار إلى أنّ «من بين القضايا الأكثر إلحاحًا في هذا السياق اليوم ما يحصل بحق المسلمين الروهينغا في ميانمار».

 

المصدر: وكالات