وتندرج هذه الاعتداءات ضمن موجة تصعيد صهيونية واسعة في الضفة من الجيش والمستوطنين. ومن الميدان إلى المشفى، تُجسّد الصحفية رنين اليوم ثمن الكلمة الحرة في مواجهة الرصاص والعنف. فالصحفية رنين صوافطة، التي خرجت لتوثيق اعتداءات المستوطنين على المزارعين في بلدة بيتا جنوب نابلس، وجدت نفسها ضحيةً لذات الاعتداءات التي حاولت نقلها إلى العالم، بعدما نجت من محاولة اغتيال حتمية أُصيبت على إثرها بكسور متفرقة.
يقول أحد الشهود: “طريقة الهجوم على المزارعين، وعلى الصحفيين، وحتى على المسعفين، كانت طريقة مجنونة؛ كانت هناك إصابات عديدة. ما حدث تحديدًا مع الصحفيين كان استهدافًا منظمًا، وتحديدًا للصحفية رنين. أنا رأيت بعيني كيف حاولوا قتلها، كان الأمر محاولة قتل حقيقية، لكنها نجت بقدَرة الله.”
لم تكن رنين وحدها في مرمى الخطر؛ فالمشهد في بيتا تجاوز الاستهداف الفردي. الهجوم طال كل من تحرك في المكان: المزارعين الذين خرجوا بأيديهم العارية ليحرسوا الزيتون في موسمٍ يكره الاحتلال مشهده، وحتى الطواقم الطبية التي تحولت من مُنقِذةٍ للأرواح إلى مَن يحتاج من ينقذه.