قال وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية الايراني، رضا صالحي أميري، ان ايران وسلطنة عُمان تخطوان خطوات نحو تطوير السياحة البحرية والسياحة العلاجية مشددا على أهمية تعزيز التعاون المشترك في هذه المجالات.
ووفقا لما اوردته الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام في وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الايرانية،انه وعلى هامش الدورة الـ26 للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) في الرياض،فقد التقى وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية الايراني، رضا صالحي أميري، نظيره العُماني سالم بن محمد المحروقي، وتباحثا حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياحية.
وخلال هذا اللقاء ، اشار صالحي اميري الى سياسات الحكومة الإيرانية في مجال الاقتصاد البحري والسياحة البحرية، قائلا: “تعتمد سياستنا على تعميق التعاون الإقليمي واستغلال طاقات الخليج الفارسي بشكل فعّال. وإن تطوير السياحة البحرية لا يُعد فحسب وسيلة لتعزيز التواصل الثقافي والاقتصادي بين الشعوب، بل يُسهم أيضا في تقوية الروابط الإنسانية بين البلدين الشقيقين إيران وعُمان.”
ونوه بدعم قائد الثورة الاسلامية الفعّال وتأكيد رئيس الجمهورية على تقوية الدبلوماسية الاقتصادية والسياحية،مصرحا انه في الأسبوع الماضي تم عقد اجتماعا مع محافظي المحافظات الساحلية لوضع استراتيجية وطنية لتطوير السياحة البحرية. مضيفا انه في هذا المسار، يمكن أن يتحول التعاون مع سلطنة عُمان الى نموذج ناجح يحتذى به في كامل المنطقة.
ثلاث محاور رئيسية للتعاون الثنائي
كما اقترح وزير السياحة الإيراني ثلاث محاور رئيسية للتعاون، وقال: “من الضروري رفع عدد الرحلات الجوية المباشرة بين إيران وسلطنة عُمان من 12 رحلة أسبوعيا حاليا الى 60 رحلة، وتنظيم رالي سياحي بالسيارات، وتنظيم فعاليات ثقافية مشتركة، بالإضافة الى إقامة معارض سياحية متبادلة في طهران ومسقط لاستعراض الإمكانيات السياحية لكلا البلدين.”
كما أشار صالحي أميري الى الطاقات الكبيرة التي يتمتع بها قطاع السياحة العلاجية في إيران، موضحا ان ايران تملك أكثر من 1000 مستشفى، وعشرات الآلاف من الأطباء والمتخصصين، مما يؤهلها لتقديم خدمات طبية عالية الجودة وبأسعار تنافسية للسياح العُمانيين. ويمكن لهذا المجال أن يصبح أحد الركائز الأساسية للتعاون بين البلدين.
وفي ختام حديثه، وجّه صالحي أميري دعوة رسمية لوزير سلطنة عُمان لحضور المعرض الدولي للسياحة في طهران المقرر عقده في شهر (فبراير/شباط)، للتعرّف عن كثب على الإمكانيات والمشاريع السياحية الحديثة في إيران.
ايران شريك استراتيجي وتاريخي
من جهته، أعرب وزير التراث والسياحة العماني ،سالم بن محمد المحروقي عن سعادته بلقاء نظيره الإيراني، وقال: “تُعد إيران شريكا استراتيجيا وتاريخيا لنا، وهي مصدر استقرار في المنطقة. وتقوم العلاقات بين الشعبين على أساس الاحترام المتبادل والصداقة التاريخية، وقد دأبنا دائما على استقبال ودعم أي خطوة تهدف لتعزيز التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.”
وأضاف المحروقي: “فكرة تطوير السياحة البحرية فكرة ذكية وعملية جدا. فسلطنة عُمان تمتلك أكثر من 40 ميناء وتحيط بها ثلاثة بحار، ونحن مستعدون لتوقيع مذكرة تفاهم مشتركة لتطوير السياحة البحرية والسفن السياحية (الكروز) وتبادل السياح في مجال السياحة الساحلية والبحرية مع إيران.”
كما أشار وزير السياحة العُماني الى الإقبال الكبير من المواطنين العُمانيين على زيارة إيران، مؤكدا على ان إيران وجهة جذابة وآمنة وغنية ثقافيا، كما تمتلك إمكانات عالية في السياحة التاريخية والطبيعية، إضافة الى السياحة العلاجية.
وأعلن المحروقي دعمه لمقترح إقامة المعارض السياحية المتبادلة، وكذلك للمشروع المشترك لتسجيل القنوات (المائية التقليدية) ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، قائلا: “نحن على استعداد لاستضافة معرض السياحة العلاجية الإيرانية في مسقط، لإطلاع المواطنين العُمانيين على الإمكانيات الطبية والسياحية التي تمتلكها إيران. فطهران تحتل مكانة متميزة في مجال الطب والخدمات الصحية على مستوى المنطقة.”
وفي ختام اللقاء، شدّد الوزيران على أهمية تعزيز التعاون المشترك في مجالات السياحة البحرية، والسياحة العلاجية، والثقافية، والمعارض، واتفقا على تشكيل فريق عمل مشترك لمتابعة تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه.