قال رئيس معهد الفضاء الإيراني أن هذه المنظمة نجحت مؤخراً بالتعاون مع وزارة الجهاد الزراعي في تحقيق تقييم مساحة زراعة بعض المنتجات الزراعية الاستراتيجية.
وأضاف وحيد يزدانيان بشأن تطبيقات الصور الساتلية «الاقمار الصناعية»: تنقسم الأقمار الصناعية إلى ثلاثة أقسام: الاستشعارية، والاتصالية، والملاحية، وقد بذلنا في بلادنا جهوداً عديدة لبناء وإطلاق أقمار استشعارية والاستفادة من صورها.
وأشار في هذا السياق إلى قمر «خيام» بدقة تمييز متر واحد، وقال: منذ عدة سنوات نستخدم صور هذا القمر، وبناءً على دقة تمييزه يتم تحديد تطبيقات يمكننا من خلالها، على سبيل المثال، استخدام هذه الصور في تقدير وتقييم مساحة زراعة المنتجات الزراعية.
وقال يزدانيان: في البلاد كان يحدث على مدى سنوات عديدة أن يصبح محصول زراعي معيّن نادراً في عامٍ ما، مما يؤثر على سعره، ثم نرى في العام التالي أن ذات المنتج يصبح وفيراً إلى درجة تُلحق الضرر بالمزارع، وأن يتمكن صانع السياسات من تقدير كمية كل محصول متوفرة في البلاد بدقة، فإذا وُجد نقص يتم تداركه عبر الاستيراد، وإذا وُجد فائض يمكن تصديره؛ كل ذلك يتحقق من خلال تقدير مساحة الزراعات الخاصة بالمنتجات الزراعية.
ووصف يزدانيان إدارة موارد المياه بأنها أحد التطبيقات الأخرى لصور الأقمار الاستشعارية، وقال: نحن الآن نواجه في مناطق مختلفة من العالم مشكلات نقص المياه، وتشمل منطقة آسيا وإيران هذه المشكلة أيضاً، ويمكننا معرفة أي أحواض مائية لدينا في طور الجفاف وأين توجد المياه الوفيرة باستخدام صور الأقمار الصناعية، ونحن نتابع هذا المشروع بجدية.
وأضاف رئيس معهد الفضاء: إدارة الفيضانات أيضاً من التطبيقات الأخرى لصور الأقمار الاستشعارية، فبعض المناطق في بلادنا لا تشهد هطولاً ملحوظاً، لكنها تتعرض للفيضانات فور هطول الأمطار، ويمكننا باستخدام صور الأقمار الصناعية التنبؤ بالفيضانات وكذلك نمذجة سيناريوهات الفيضانات.
وقال: في هذا الخصوص، حددنا مشروعاً بتمويل دولي، وقد وضعنا نتائجه تحت تصرف الجهات المختصة.
وأضاف يزدانيان: إدارة المدن من التطبيقات الأخرى لصور الأقمار الصناعية التي تم متابعتها خلال الأشهر الماضية، وقد وقّعنا عقوداً مع رؤساء بلديات المدن الكبرى ليتعرفوا على كيفية سير أعمال البناء في المناطق المختلفة.
وقال رئيس معهد الفضاء الايراني: إن قضايا مثل وقف البناء في منطقة حضرية معينة، أو تشجيع البناء في منطقة أخرى، وكذلك السماح ببناء الأبراج العالية في بعض المناطق أو منعها، كل ذلك يمكن رصده عبر صور الأقمار الصناعية.
وتابع: حتى التعدي على الأراضي، ونهب الجبال، والعوامل المهددة للأراضي يمكن رصدها وإدارتها عبر هذه الصور.
وقال: خلال الأشهر الخمسة الماضية، اتخذنا خطوات جيدة في مجال تطبيق صور الأقمار الصناعية، والسياسة التي نتبعها الآن هي “الإطلاق من أجل الخدمة”، أي أنه كان في فترات سابقة ضرورياً في البلاد إجراء الإطلاق لنقول إننا قادرون، لكن الآن وبعد أن دخلنا نادي الدول صاحبة التكنولوجيا الفضائية، يجب أن تكون خطوتنا التالية الإطلاق لتقديم الخدمة، أي أن القمر الصناعي الذي يُبنى يجب أن يكون له بالتأكيد تأثير إيجابي مباشر على معيشة الناس وحياتهم.
وأضاف رئيس معهد الفضاء بشأن تطبيقات الأقمار الاتصالية أيضاً: كان أحد هذه الأقمار قمر «ناهيد2» الذي تم إطلاقه بنجاح قبل نحو ثلاثة أشهر ووضعه في المدار، وقد تمكنا من إجراء اتصال نصي، أي أرسلنا نصوصاً واستقبلناها، تماماً كما يحدث مع الرسائل النصية عبر شبكة الهاتف المحمول، وكان الجانب الأكثر نجاحاً لهذا القمر هو تمكننا من إقامة ترحيل هاتفي، ولأول مرة تم إجراء اتصال هاتفي من سطح الأرض مع القمر الصناعي، ثم نقل هذا القمر الاتصال الهاتفي إلى منطقة أخرى.
وتابع: من التطبيقات الأخرى لصور الأقمار الصناعية الوصول إلى المناطق المحرومة، ذلك أن صعوبة التضاريس تمنع إيصال الإشارات إلى هذه المناطق.
وقال يزدانيان: في مجال صور الأقمار الصناعية، يمكننا أيضاً تقدير حجم الأضرار الناجمة عن الفيضانات والزلازل، ولدينا في هذا الشأن تجربة ناجحة في فحص ملفات دعاوى التعويضات مع السلطة القضائية، سواء في مجال الكوارث الطبيعية أو في مجال الشكاوى العقارية.
وأضاف رئيس معهد الفضاء: الذكاء الاصطناعي الذي أصبح الآن منتشراً في البلاد يتكوّن من عدة أركان، أحدها محرك الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بالتحليل والمعالجة، والركن الآخر هو البيانات التي تمكّن من الحصول على نتائج أكثر دقة.
وقال: إن أحد موردي البيانات هو الأقمار الصناعية، والآن تمتلك كاميراتنا دقة تمييز تتراوح بين ٨٠ سنتيمتراً و١٠٠ سنتيمتر، وبعض القرارات تتطلب دقة تمييز أعلى، ودمج الذكاء الاصطناعي مع هذه البيانات يؤدي إلى تحسين دقة التمييز، بل إننا في صور قمر «خيام» الذي يتمتع بدقة تمييز متر واحد، تمكنا باستخدام الذكاء الاصطناعي من رفع دقة التمييز إلى ٨٠ سنتيمتراً، مما جعل القرارات أكثر دقة.