أحيا الدواء الجديد الذي قدمته شركة «سانا فارمد» تحت الاسم التجاري «ميدوونس» أملاً جديداً للمرضى المصابين باللوكيميا النخاعية الحادة؛ كما إنه خفض تكاليف علاج هؤلاء المرضى بنسبة تصل إلى 95% ويُضاهي نظيره الأجنبي من حيث الفعالية.
وصرّح محمد كريم رضائي، مدير البحث والتطوير في الشركة: هذا المنتج الجديد يُنتج لأول مرة في البلاد، وعلى المستوى العالمي أيضاً لا تمتلك سوى دول قليلة القدرة على تصنيعه، وكان هذا الدواء يُستورد سابقاً بشكل محدود وعبر وصفات طبية فقط، لأن سعره كان مرتفعاً للغاية، وإنتاجه العالمي كان محدوداً أيضاً.
وأشار رضائي إلى الخصائص العلاجية لهذا الدواء، وقال: يُستخدم ميدوستاورين تحت العلامة التجارية «ميدوونس» لعلاج المرضى المصابين باللوكيميا النخاعية الحادة AML الحاملة للطفرة FLT3، وكذلك الورم الخلايا البدينة الجهازي، في المستشفيات، وهؤلاء المرضى، غالباً ما تكون مدة حياتهم قصيرة بعد تشخيص المرض، والدواء الوحيد المعتمد دولياً لهم هو هذا المستحضر بالذات.
وبحسب مدير البحث والتطوير في شركة «سانا فارمد»، فإن الإنتاج المحلي لهذا الدواء يمكن أن يُحدث تغييراً جذرياً في مسار علاج المرضى.
وأبرز ميزاته تمديد عمر المرضى إلى نحو خمس سنوات؛ وهي مدة تتيح لهم الدخول في قائمة انتظار زراعة نخاع العظم، والحصول على فرصة العودة إلى الحياة الطبيعية.
وأوضح رضائي الجانب الاقتصادي للمنتج قائلاً: يبلغ سعر العبوة الواحدة من ميدوستاورين الأجنبي في الأسواق العالمية نحو 13 ألف دولار، أي ما يقارب ملياراً ونصف المليار تومان، أما النسخة الإيرانية التي تنتجها الشركة فتُقدَّم بتكلفة شهرية تبلغ حوالي 25 مليون تومان فقط، مما يُظهر فارقاً سعرياً مذهلاً.
وأكد رضائي: إن خفض السعر لا يعني بأي حال انخفاض الجودة، فقد تم تأكيد التكافؤ التام لهذا المستحضر مع العينة الأصلية في التجارب السريرية، حيث تتجلى أهمية هذا الأمر عندما نعلم أن المرضى الإيرانيين أصبحوا الآن، بانتهاء الاعتماد الدوائي على الخارج، ليسوا فقط في مأمن من مشكلة التوريد، بل انخفضت تكاليف علاجهم بشكل كبير.
وأضاف مدير البحث والتطوير في الشركة: كان المرضى سابقاً يواجهون تحديين أساسيين؛ الأول نقص الدواء في السوق، والثاني سعره الباهظ، أما الآن، وبعد الإنتاج المحلي، فقد زال هذان العائقان تماماً، وأصبح الدواء متاحاً بثبات في المراكز العلاجية في جميع أنحاء البلاد.
وأشار رضائي إلى القدرة التصديرية للمنتج، وقال: يمتلك دواء ميدوستاورين، إلى جانب تلبية احتياجات المرضى الإيرانيين، القدرة على التواجد في الأسواق الإقليمية، رغم أن تصديره الرسمي لم يبدأ بعد.
وختم رضائي قائلاً: قبل الإنتاج المحلي، لم يكن هناك دواء معادل فعال لمرضى اللوكيميا النخاعية الحادة AML في البلاد، وكانت احتياجاتهم تُلبَّى فقط عبر استيراد محدود بوصفات طبية، والآن، وبفضل إنتاج هذا الدواء الحيوي أصبح العلاج المستدام والمنخفض التكلفة متاحاً لهؤلاء المرضى.