وفي هذا السياق، أعطى الرئيس بري توجيهاته لجهاز الإطفاء التابع للدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية إلى استنفار كافة آلياته المخصصة للإطفاء وطاقاته البشرية والتطوعية من كافة المناطق ووضعها في تصرف المجالس البلدية في تلك المناطق والمؤازرة في عمليات إخماد النيران لاسيما في إقليم الخروب وغابة بكاسين التي تمثل واحدة من أهم الثروات الوطنية والبيئية في لبنان والمنطقة، وتنسيق خطط التحرك مع الأجهزة الرسمية المعنية.
*اندلاع حرائق واسعة
وكانت حرائق واسعة، اندلعت في مناطق مختلفة من جنوب لبنان، جراء الاعتداءات “الاسرائيلية”، مساء الإثنين، والتي طالت مناطق شحيم وداريا والمطلة وحصروت والزعرورية والغباطية وعاراي وبكاسين وعرمتى والريحان.
كما تجددت حرائق حرج شدرا، خلال منتصف ليل الإثنين، على نطاق واسع، نتيجة الرياح القوية التي تضرب المنطقة ما تسبب بمزيد من الأضرار في كامل مساحة الغابة. وعملت عناصر الإطفاء في الدفاع المدني، بمساعدة الجيش ومتطوعين من الأهالي، طوال النهار والليل، على محاصرة النار، خصوصًا في المناطق التي اقتربت فيها من المنازل.
وفجر الثلاثاء، انحسرت الحرائق التي اندلعت جراء العدوان الصهيوني في الجرمق والعيشية، إلا أنها استمرت في مناطق الريحان وعرمتى نتيجة صعوبة الوصول إليها وإخمادها.
بدورها، لفتت وزيرة البيئة تمارا الزين إلى أن “في جنوب لبنان تحديدًا، أحرق العدو ما يزيد عن 8700 هكتار من الأراضي الزراعية والحرجية، والبارحة أيضًا استكمل الجريمة البيئية عبر إلقاء أجسام حارقة في العديد من الأحراج ما زاد من حجم الكارثة”، مؤكداً أنه “مع الأسف؛ وعلى الرغم من استمرار العدوان، ما نشهده من إبادة بيئية على أيدي العدو، لم نجد من يرفع الصوت معنا إلّا ثلة صادقة من الفاعلين في النشاط البيئي؛ وذلك لأسباب نعرفها جميعًا”.
*اعتداء صارخ للعدو على عيترون
في سياق آخر، أدانت بلدية عيترون، في بيان، “عملية تفجير 4 منازل، أقدمت عليها قوة تابعة للاحتلال الصهيوني فجر الثلاثاء”، ورأت انه “اعتداء صارخ يستهدف أمن البلدة وسلامة أهاليها “، ونددت بـ”الاختراقات التي تحصل من حين إلى آخر”، داعية “الدولة والأجهزة الأمنية المختصّة إلى اتّخاذ المواقف والإجراءات الحاسمة والرادعة الكفيلة بحماية المواطنين وضمان استقرار حياتهم اليومية وصون كرامتهم”. كما استهدفت مدفعية جيش الاحتلال “الإسرائيلي” ظهر الثلاثاء، أحد أحياء بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل بقذيفة مدفعية، بحسب ما أفادت به “الوكالة الوطنية للإعلام”.
*جريمة فاشية يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين
في سياق غير متصل، اعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية، الثلاثاء، أن مصادقة ما يسمى “الكنيست” الصهيوني بالقراءة الأولى على قانون إعدام الأسرى هي جريمة فاشية تشرعن القتل، وتُجسّد الطبيعة العنصرية والإجرامية للاحتلال الذي يواصل انحداره نحو تشريع الإعدام الممنهج.
كما أكدت الفصائل أن هذا القانون يمنح الضوء الأخضر لتوسيع سياسات القتل البطيء داخل السجون من خلال التعذيب والإهمال الطبي، ويحوّل المحاكم العسكرية الصهيونية إلى أدوات قتل مشرعنة، محذّرة من أن الصمت الدولي إزاء هذه الجريمة يُعدّ مشاركة فعلية فيها. واعتبرت حركة حماس أن تصديق قانون إعدام الأسرى بالقراءة الأولى يمثل امتداداً لنهج الحكومة الصهيونية العنصري ومحاولة لتشريع القتل الجماعي المنظّم.
بدورها، رأت حركة الجهاد الإسلامي أن القانون يشكّل تصعيداً إجرامياً خطيراً ضمن سلسلة الإبادة والتطهير الممنهج الذي يمارسه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فوصفت إقرار القانون بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان وخطوة فاشية تشرعن القتل بحق الأسرى الفلسطينيين.
يُذكر أنه الاثنين، صادقت الهيئة العامة لـ “الكنيست”، بالقراءة الأولى على مشروع قانون “إعدام الأسرى الفلسطينيين” المدانين بذريعة قتل صهاينة، الذي تقدمت به ليمور سون هرملخ من حزب “عوتسما يهوديت”، وذلك بعد تصويت أيّده 36 عضواً مقابل معارضة 15، وأُحيل المشروع إلى اللجنة البرلمانية المختصة تمهيداً للتصويت عليه في القراءتين الثانية، والثالثة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.