قاليباف: الانتصارات خلال الدفاع المقدس تحققت على أساس النهج الثقافي

أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف أن الثورة الإسلامية علمتنا أن الأصالة تكمن في الثقافة، مضيفاً أن الانتصارات خلال الدفاع المقدس تحققت على أساس النهج الثقافي.

في كلمة له خلال مراسم الاحتفاء بيوم الكتاب والقراءة والمكتبات، أشار قاليباف إلى أن مسألة الكتاب والمكتبات والمكتبيين لم تحظ بالاهتمام الكافي، معتبراً ذلك ضعفاً يستوجب المعالجة. وقال: «كلما توفرت لنا فرص خدمة، حاولنا عدم التغافل عن هذا المجال، رغم أن الحق لم يُؤدَّ كما ينبغي لمكانة الكتاب».

 

 

وأشار إلى الجهود المبذولة في مجلس الشورى في مجال المكتبات والأرشيف، مؤكداً أن هذا يفرض عليه مسؤولية متابعة الموضوع في الأشهر والسنوات القادمة لضمان عدم تكرار التغافل عن هذا الأمر المهم.

 

 

وشدد على أن الكتاب والقلم والبيان والعقل والعلم تحتل مكانة رفيعة في الإسلام، وذكّر بأن القرآن الكريم مليء بالإشارات إلى هذه القيم، وأن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم استندت على هذه المبادئ. وأضاف: «كل ما نقوم به في هذا المجال قليل، فالكتاب يمثل خلاصة العقل الجمعي للبشرية وموثّق التجربة الإنسانية؛ إنه كنز لا ينضب يتيح لنا كل إرث الوحي والمعرفة البشرية».

 

 

وأكد أن الاهتمام بالكتاب واجب عقلي وشرعي ومكانته عالية، مشيراً إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات الإنسانية المجمعة في الكتب لفهم العالم بشكل صحيح وعدم الوقوع في الغفلة خلال مسيرة الحياة.

 

 

وتناول قاليباف دور المجتمع في تربية الإنسان، قائلاً: «إلى جانب النظام التعليمي الرسمي من رياض الأطفال حتى الجامعة، المجتمع هو المدرسة الحقيقية للإنسان. الفرد يتأثر بالمجتمع سواء أراد أم لم يرد، والعائلة تشكل النواة الأولى لهذا المجتمع والبيئة التربوية الأولى». وأضاف: «إذا اعتبرنا المجتمع كائنًا حيًا، فإن الكتاب هو الدم الجاري في عروقه».

 

 

وحذر من حصر الكتاب في الاختبارات والجامعات، مشدداً على دوره الرئيس في الحياة الاجتماعية، ولفت إلى أن خبرته في رئاسة البلدية بيّنت له أهمية المكتبات وكيفية توفيرها للجمهور مادياً ومضمونياً وتسهيل الوصول إلى فرص القراءة.

 

 

ورداً على القلق من تأثير الفضاء الرقمي على قيمة الكتاب، أكد أن هذا الفضاء ليس تهديداً بل فرصة لتعميق ثقافة القراءة، خصوصاً في ظل الحروب المعرفية والحروب النفسية، إذ يم

ثل الكتاب أداة معرفية وهوية مهمة للمجتمع. وقال: «أكبر تفكيك يمكن أن يحدث هو تفكيك العقول. عندما ينفصل العقل عن المجتمع، يتضرر المجتمع، وهنا تظهر أهمية الكتاب المفيد والمحتوى الصحي».

وأضاف: «إذا لم يكن الحكم ثقافيًا، فلن يكون للأخلاق مكانة في السياسة والمجتمع. لقد علمتنا الثورة الإسلامية أن الأصالة للثقافة، والانتصارات في الدفاع المقدس تحققت على قاعدة النهج الثقافي. الأشهر الأولى للحرب، حين لم يسمح بني صدر بالنظر الثقافي، لا يمكن مقارنتها بالسنوات بعد عزله. الحكم القائم على الثقافة قوة في الحرب وغيرها من المجالات».

وأشار إلى زيارته الأخيرة لباكستان، حيث وجد مكتبة تضم أكثر من 60 ألف نسخة خطية فارسية، لكنها تفتقر إلى الإمكانات اللازمة للحفاظ عليها، مؤكداً أنه سيضع ذلك ضمن أولوياته، قائلاً: «كما ندافع عن الجغرافيا المكانية، علينا الدفاع عن الجغرافيا الثقافية، والكتاب يمكن أن يكون قوس الدفاع الثقافي».

وشدد على ضرورة توسيع الثقافة والأدب والفكر الإيراني-الإسلامي في الخارج، معتبراً أن اللغة والثقافة الفارسية لها نفوذ واسع في شبه القارة. وأضاف: «نحن بحاجة إلى حركة حكم قائمة على الثقافة. يجب على المثقفين وأهل الفكر والكتّاب أن يعملوا بإخلاص من أجل إيران والإسلام والقرآن وأهل البيت».

كما أكد أن مواضيع مثل فلسطين، والحرب الثانية عشرة، والدفاع المقدس تمثل فرصاً كبيرة لإنتاج الكتب والمحتوى الثقافي.

وفيما يخص مكتبة مجلس الشورى، قال إن أهميتها تكمن في الذاكرة التاريخية للمجلس، موضحاً أن المكتبة التي تجاوز عمرها 120 عاماً تتمتع بمزايا فريدة لا تتوفر في أي مكتبة أخرى، داعياً إلى التركيز على هذه الميزة لتصبح مركزاً للغنى الفكري والحكم الرشيد. وأشار إلى ضعف استفادة النواب من هذه الموارد، مؤكداً ضرورة تعزيز التواصل بين المكتبة والنخب وصناع القرار.

واختتم قاليباف بالإشارة إلى أمله في أن تصبح مكتبة المجلس مؤسسة مبدعة وديناميكية وذات أثر، مع ضمان توظيف جهود العاملين فيها لتعظيم الاستفادة منها لصالح المجتمع.

المصدر: وكالات