بصوت أشبه بوقع خطى على أرض ترتجف، شقّ سكون دمشق دويّ انفجار تردد صداه في أزقة المزة ستة وثمانين وأحيائها المتشابكة. انفجار ترك خلفه سؤالا معلّقاً في الهواء: من استهدف ماذا؛ ولماذا الآن؟
في الرواية الرسمية، كما تقول وكالة الأنباء السورية سانا بعبارات مقتضبة لا تفصح عن شيء، لكنها تبقي الباب موارباً أمام كل الاحتمالات. صواريخ أطلقت من منصّة متحركة، استهدفت منزلاً في حي المزة ستة وثمانين، فقتلت امرأة في الثلاثينيات من عمرها، وجرحت آخرين.
ووسط هذا الاضطراب، عثرت وزارة الدفاع على أجهزة عسكرية بدائية الصنع استخدمت في عملية إطلاق الصواريخ التي استهدفت حي المزة 86 في العاصمة دمشق، وتبين أن مصدر هذا الإطلاق يعود إلى محيط حي كفرسوسة. وبين منصة متحركة ووسائل بدائية تتسع الهوة في الرواية، ما يوحي أن الجهات نفسها لا تتفق على سردية محددة.
اما الروايات المحلية فلم تكن أقل تناقضاً من الرسمية، فالشارع الذي وقف على أطرافه عناصر الأمن، هو ذاته الذي تقول مصادر أهلية إن قذيفة صاروخية هوت فيه على مبنى من ثلاثة طوابق. فيما ذهب أخرون إلى أن ما حدث كان عبارة عن خطأ بشري من قبل الفصائل المنتشرة في المنطقة أثناء تدريبات عسكري، ما يجعل المشهد مربكاً، وتتزاحم فيه الروايات، وتتقدّم فيه الأسئلة على الإجابات.
المنطقة التي ازدحمت بالدوريات والانتشار الامني تبدو مسرحاً لروايات اكثر مما هي مسرح لانفجار وما بين صمت الجهات الرسمية وارتباك الرواية المحلية تبقى دمشق مدينة تسير فوق خطوط متصدعة قادرة على أن تهتز بسهولة.