عُقد صباح اليوم الأحد المؤتمر الدولي «القانون الدولي تحت الهجوم: العدوان والدفاع» بمشاركة الوزير عباس عراقجي، وعدد من كبار المسؤولين والنخب والباحثين وممثلي مراكز الفكر من إيران والعالم، وذلك في مركز الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية.
وخلال جلسة الحوار في المؤتمر، قال عراقجي إن الهجوم العسكري الأخير على إيران لم يكن مجرد عمل عدائي، بل استهداف مباشر لمسار الدبلوماسية. وأضاف أن ما تكشّف بعد الحرب يؤكد أن الطريق الوحيد المتاح هو طريق التفاوض، بعدما فشل كلٌّ من إسرائيل والولايات المتحدة في بلوغ أهدافهما.
وأشار إلى أن «المنشآت قد تُدمَّر، لكن المعرفة والإرادة لا يمكن القضاء عليهما بالقصف». وأكد أن مسار الدعوات للمفاوضات الجديدة قد بدأ.
وأوضح وزير الخارجية أن الدبلوماسية محكومة بقاعدة أساسية: لا يمكن فرض المطالب بالقوة. وأول خطوة في الدبلوماسية أن يُتفق على أن الحوار يجب أن يحلّ محلّ القوة. وإذا توافرت هذه الأرضية، فإن إيران أثبتت مراراً استعدادها للتفاوض. وأكد: «لم نغادر طاولة المفاوضات يوماً؛ الأطراف الأخرى هي التي تركتها».
وتابع قائلاً إن الولايات المتحدة والدول الغربية كانت على الدوام تسعى لفرض مطالبها. وأضاف أن الدبلوماسية لا تزال ممكنة، شرط الالتزام بمبادئها.
وفي ما يخص موقف إيران في المنطقة، شدد عراقجي على أن بلاده متمسكة بالحلول السلمية، وقال: «تحدثتُ في كلمتي عن طريقين: القوة والدبلوماسية. وبالنسبة لنا، الدبلوماسية هي الخيار الأول».
وحول المشهد الإقليمي، أشار إلى أن إيران تنظر بتفاؤل إلى المسار الذي تسلكه، مضيفاً: «استطعنا أن نتجاوز حرباً بكل ما حملته من تحديات. كانت حرب دفاعية في مواجهة اعتداءات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بدعم بعض الدول». وبيّن أن طلب وقف إطلاق النار غير المشروط في اليوم الثاني عشر للحرب دليل على فشل المعتدين في بلوغ أهدافهم.
وأضاف عراقجي أن إيران أثبتت قدرتها على الدفاع بقوة، قائلاً: «يُقال إن أجواء إيران كانت في متناولهم، لكن لا يُقال إن أجواء الكيان كانت في متناول صواريخ إيران. لم يكن أمامهم خيار سوى القبول بوقف إطلاق النار».
وأكد أن الأهم اليوم هو إرادة الشعب الإيراني التي لم تُكسر رغم الهجمات. وقال: «بعد أشهر من الحرب، يمكنني القول بكل ثقة إن قوتنا الدفاعية اليوم أكبر بكثير مما كانت عليه قبل يونيو. تعلّمنا الكثير من الحرب، وحددنا نقاط القوة والضعف، ونحن أكثر استعداداً للدفاع، وهذا بحد ذاته عنصر ردع».
وأشار وزير الخارجية إلى أن إيران أصبحت اليوم أقوى، وأن تكرار التجارب الفاشلة السابقة لن يؤدي إلا إلى النتائج نفسها. وأضاف أن طهران أعادت بناء قدراتها، وأن العقوبات رغم كلفتها لم تستطع كسر إرادة الشعب الإيراني.
وختم عراقجي قائلاً: «على الولايات المتحدة وغيرها أن تدرك أنه لا سبيل للتعامل مع إيران إلا من خلال الدبلوماسية ومنطق الكرامة والاحترام. إن تحدّثوا بلغة الاحترام، سيكون الرد بالمثل؛ وإن اختاروا لغة أخرى، فسيردّ الشعب الإيراني باللغة نفسها. التجارب السابقة يجب أن تُفهم ويُستفاد منها. لدينا خبرة في التفاوض وفي الحرب؛ عرفنا التفاوض في عام 2015، وعرفوا لغة القوة في الحرب الأخيرة، ونحن مستعدون لكلا المسارين».