نُشر هذا البحث في صورة مقالة مستمدة من أطروحة الدكتوراه للسيدة مهدية دهقاني، وبإشراف الأستاذ رضا آقاييزاده ظروفي، أستاذ كلية الهندسة الكهربائية والحاسوب بالكلية، في مجلة دولية مرموقة، ويبيّن أن النموذج قادر على تحديد الموضع الدقيق للآفات والتشوهات في الصورة بشكل آلي، مع الإفصاح عن نسبة احتمالية صحة التشخيص.
وقال الأستاذ آقاييزاده ظروفي، الذي أشرف على هذا البحث، بشأن أهميته في مجال الصحة والعلاج في طب الأسنان: إن الأسنان تلعب دوراً أساسياً في الصحة العامة للإنسان، وتعتمد الوقاية من أمراض الفم والأسنان وعلاجها إلى حد كبير على تقنيات التصوير.
وتوفر الصور البانورامية بالأشعة السينية معلومات شاملة عن تاج السن وجذره، وحالة اللثة وعظام الفك، وتُعد أداة فعالة لفحص التشوهات التشريحية، وتقييم ظروف الزراعات، وتخطيط علاجات تقويم الأسنان؛ غير أن تفسير هذه الصور يدوياً عملية تستغرق وقتاً طويلاً ومعرضة للخطأ البشري، وتعتمد على خبرة الطبيب وظروفه المهنية.
وأضاف: إن تحديد النتائج السريرية في الصور البانورامية يعتمد على خبرة الطبيب وتخصصه، مما يجعل عملية كتابة التقارير تستغرق وقتاً طويلاً وتعتمد على الظروف المهنية. كما يمكن أن يؤدي ازدياد حجم البيانات والإرهاق الناتج عن العمل المستمر إلى انخفاض دقة التشخيص. وفي مثل هذه الظروف، يمكن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة في تفسير الصور الطبية، لتسهيل عملية كتابة التقارير والتشخيص.
وأشار أستاذ كلية الهندسة الكهربائية والحاسوب بجامعة طهران إلى أن الباحثين في هذا البحث الجديد سعوا لحل هذا التحدي بمساعدة التقنية، وقال: لهذا الغرض، تم تصميم منظومة تشخيصية قائمة على الذكاء الاصطناعي، تعتمد هذه المنظومة على معمارية متقدمة للشبكة العصبية تُدعى YOLOv11، وقد تم تدريبها على مجموعة بيانات عامة، حيث يتمكن هذا النموذج من تحديد الموضع الدقيق للآفات والتشوهات في الصورة بشكل آلي، كما يعلن عن نسبة احتمالية صحة تشخيصه.
واعتبر آقاييزاده ظروفي أبرز نقاط قوة هذا البحث في تحويله إلى تطبيق عملي على شكل منصة ويب، وقال: تكمن إحدى أبرز نقاط قوة هذا البحث في طابعه التطبيقي العملي، فقد تم تنفيذ النموذج في صورة تطبيق ويب يتيح لأطباء الأسنان وأخصائيي الأشعة استخدامه بكل سهولة.
وأشار أستاذ كلية الهندسة الكهربائية والحاسوب بجامعة طهران أيضاً إلى زيادة السرعة والثقة في اتخاذ القرارات السريرية كإحدى المزايا الإضافية لاستخدام هذه المنظومة في تشخيص مشكلات طب الأسنان، وقال: حسب آراء الخبراء، فإن الاستفادة من منظومات كهذه لا ترفع سرعة عملية كتابة التقارير فحسب، بل تعمل كمراقب ثانٍ، يقلل من الأخطاء الناتجة عن الإرهاق أو كثرة العمل، مما يعزز دقة التشخيص النهائي، ويؤدي دوراً تكميلياً فعالاً لأخصائيي الفك والوجه.
ووفقاً لنتائج هذا البحث، أظهر النموذج المقترح دقة أعلى في تحديد وتصنيف التشوهات مقارنة بالإصدارات السابقة.