ويقول ليئور أكرمان، الباحث في معهد السياسات والإستراتيجيا- جامعة ريخمان، المنظّم لمؤتمر هرتزليا السنوي للمناعة القومية، إنه مع انتهاء الحرب في معظم الجبهات وعودة القتلى، تبدو حكومة نتنياهو كأنها بدأت تعود إلى نوع من الروتين في مجالات عديدة، لكن هذا الروتين ليس بالضرورة إيجابياً.
وفي مقال ينشره موقع المعهد المذكور، يسوّغ رؤيته بالقول إن هناك إجراءات تفرضها حكومة الاحتلال تقود خطوات إستراتيجية ورؤيوية، لكنها مدمرة بصورة خاصة، لتغيير ملامح الكيان الصهيوني وطبيعته. فقضية التجنيد وتقاسم العبء لا تزال بلا حل؛ إذ إنها لا تلتزم بحكم المحكمة العليا لسن قانون التجنيد كما طلب منها، إنما تستمر في تأجيل الحل العادل، وتمتنع من التشريع وكذلك من تجنيد اليهود الحريديم، وتحاول تأسيس آليات التفافية تسمح لها بالاستمرار في تجنب تجنيدهم، ما يزيد العبء على الفئات التي تؤدي الخدمة فعلياً.
ويتوقع أكرمان أن يعمّق هذا المسار الانقسامات والاستقطاب في صفوف الصهاينة، ويمكن أن يصل- في غياب حل- إلى حرب أهلية مستقبلية، إذ لا يبدو أن الأطراف قادرون على التوصل إلى تسوية مقبولة. ويضيف أكرمان: “مع انتهاء الحرب، تعود إلى الواجهة الدعوة إلى إقامة لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في أسباب الأحداث، والكشف عن الإخفاقات والمسؤولين، والأهم وضع الأسس لمنع تكرار أحداث مشابهة مستقبلاً، لكن الحكومة ترفض ذلك خشية تحميلها المسؤولية، وتحاول إيجاد بدائل غير مناسبة، كـلجنة تحقيق حكومية أو برلمانية لا تملك صلاحية تحميل الحكومة المسؤولية”.