وصرّح حسن سالارية، رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، أمس السبت: من القضايا المهمة في الخطة الفضائية الوطنية التي تمتد لعشر سنوات، هو مجال علوم واستكشافات الفضاء، ومن محاور هذا الموضوع تحديداً، مجال الكبسولات الحيوية، واستكشاف واستغلال موارد الكرات الأخرى.
وقال سالارية: للولوج إلى مجال استغلال موارد الكرات الأخرى، ونظراً للتكاليف الباهظة ومستوى التكنولوجيا العالي، هناك حاجة إلى تعاون دولي والاستفادة من قدرات الدول الصديقة والمتعاونة في الصناعة الفضائية. وأضاف: هناك برنامجان مهمان يجري تنفيذهما في العالم في مجال الاستكشافات الفضائية واستغلال موارد القمر. الأول هو برنامج “أرتميس” الذي يُدار بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع الدول الغربية وبعض الدول الشرقية، والآخر هو برنامج “ILRS” الذي يتم بشكل أساسي بإدارة من الصين وروسيا، وكلاهما من القوى الرائدة في مجال الفضاء عالمياً، وقد تم التخطيط لاستغلال موارد القمر في هذا البرنامج الذي يضم بدوره العديد من الدول الأعضاء.
وتابع سالارية: “تشانغ آه-8” هو أحد البرامج الهامة للصين في مجال استغلال سطح القمر والاستكشافات الفضائية القمرية، وهذا البرنامج يندرج تحت مظلة برنامج ILRS؛ وبناءً على المشاورات الفنية المتعددة، تم كسب ثقة الصين في الباحثين والعلماء في الصناعة الفضائية الإيرانية، ومن المقرر أن يتم وضع حمولة بحثية، صنعت بواسطة أحد المراكز البحثية والجامعية الإيرانية، على سطح القمر بواسطة هذا المسبار ضمن برنامج “تشانغ آه-8”.
وصرح سالارية: في 24 أبريل 2025، الموافق ليوم تكنولوجيا الفضاء في الصين، تم الإعلان رسمياً من قبل الحكومة الصينية عن انضمام إيران فعلياً إلى هذا البرنامج وتواجد إيران في هذا المسبار الهام. وتابع: الحمولة التي نعمل عليها هي حمولة قياس الإمكانات الكهربائية الساكنة على سطح القمر، ونظراً لأن توزيع الشحنات الكهربائية على سطح القمر ليس متساوياً أو متجانساً، فإن وجود مثل هذه الحمولة على السطح وقياس الإمكانات الكهربائية أمر بالغ الأهمية لعمليات الاستغلال المستقبلية؛ وعلى أي حال، إنها فرصة ثمينة جداً لبلدنا للتعاون مع دول أخرى في مجال كبير من الاستكشافات لسطح القمر.
واختتم سالارية حديثه قائلاً: نأمل أن يكون تواجد بلدنا في هذا البرنامج بمثابة مقدمة لكي نكون في عداد الدول التي خطت خطوات في مسار استغلال سطح القمر واستغلال موارده القيمة، وكذلك موارد الكرات الأخرى.
يذكر أن الهيئة الوطنية الصينية للفضاء كشفت، الخميس، أنه من المقرر إطلاق المسبار القمري “تشانغ آه-8” حوالي عام 2029، والذي سيحمل حمولات من 11 دولة ومنطقة ومنظمة دولية واحدة في إطار التعاون الدولي.
وستستهدف مهمة “تشانغ آه-8” هضبة ليبنتز-بيتا بالقرب من منطقة القطب الجنوبي للقمر، لتعمل مع مهمة “تشانغ آه-7” السابقة لإجراء استكشافات علمية وتجارب استغلال للموارد في الموقع. وستمهّد هذه الجهود الطريق لمحطة أبحاث القمر الدولية المستقبلية.