وأكد، متحدين في وجه صعوبات كبرى، إلى أن انتزعوا حقهم في وطن نهائي يضمهم تحت علمه، إخوة في الهوية والانتماء. سنوات كثيرة كانت حافلة بالمحطات المفصلية، والتحديات التي وضعت اللبنانيين أمام اختبارات صعبة، وتركت أثرها في وطنهم، لكنهم تخطوها كل مرة، ومضوا قدمًا في مسعاهم لبناء مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم. وها هو وطننا يشهد اليوم مرحلة مصيرية هي من الأصعب في تاريخه، وسط الاحتلال الصهيوني لأراض لبنانية، واستمرار الاعتداءات والانتهاكات التي تؤدي إلى وقوع شهداء وجرحى، وتمنع استكمال انتشار الجيش، وتتسبب بدمار في الممتلكات والمنشآت”.
وأضاف: “أيها العسكريون لقد بذل الجيش جهودًا جبارة منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ، رغم الإمكانات المحدودة والصعوبات الناتجة عن الأزمة، حيث قدمت المؤسسة العسكرية تضحيات جسامًا، ووقع العديد من عناصرها شهداء وجرحى على مذبح الوطن، وصمدت في مواقعها رغم الظروف الخطيرة، للمحافظة على حق لبنان في السيادة على كل شبر من أرضه، وهي لن تتوانى أو تبخل بأي جهد أو قطرة دم لتحقيق هذه الغاية، بالإضافة إلى دعم عودة النازحين إلى قراهم. هذه الجهود تستلزم مواكبة حثيثة من مؤسسات الدولة، ضمن إطار جهد وطني شامل، وتوفير الإمكانات، وتحسين أوضاع العسكريين، وتهيئة الظروف الضرورية لاستعادة الاستقرار”.
وتوجه للبنانيين بالقول: “ابقوا كما عهدناكم دائمًا إلى جانب جيشكم، فهو ضمانتكم عند اشتداد المحن. إن ثقتكم بالجيش هي الأساس لاستمراره، والوحدة الداخلية هي الأساس لنهوض لبنان”.
وختم: “في عيد الاستقلال، نجدد إيماننا بلبنان، ونستذكر بإجلال وإكبار شهداءنا الأبرار، ونؤكد أن التحديات لن تقوى على إرادتنا، وأن وطننا سيتخطى هذه المرحلة بفضل وحدة أبنائه وصلابة جيشه”.
*الرئيس اللبناني يزور قيادة قطاع جنوب الليطاني
في غضون ذلك زار الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون قيادة قطاع جنوب الليطاني، في ثكنة بنوا بركات في صور، عشية الذكرى الـ٨٢ للاستقلال، حيث كان في استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل وقائد القطاع العميد الركن نقولا تابت وكبار الضباط.
وتحدث الرئيس عون إلى الضباط مهنئًا بذكرى الاستقلال، لافتًا إلى أن الاحتفالات التقليدية التي تقام في المناسبة ستغيب هذه السنة بسبب الظروف التي يمر بها البلد. وقال: “أتيت، اليوم، إلى الجنوب في ذكرى الاستقلال، لأؤكد أن هذه المنطقة الغالية هي في قلوبنا دائمًا، وأن الجيش الذي يحمي الجنوبيين كما جميع اللبنانيين، ثابت في مواقفه والتزامه في الدفاع عن الكرامة الوطنية والسيادة والاستقلال. وهو يقدم وفاء لهذه المبادىء الشهيد تلو الآخر غير آبه بما يتعرض له من حين إلى آخر من حملات التجريح والتشكيك والتحريض”.
كما نوه الرئيس عون بالدور المميز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عمومًا، وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصًا، محييًا ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطة الأمنية، والذين بلغ عددهم 12 شهيدًا.
وفي ختام اللقاء، هنأ الرئيس عون قائد الجيش العماد هيكل بعيد الاستقلال مقدرًا الجهود التي يبذلها مع معاونيه في تمكين المؤسسة العسكرية من القيام بمهامها بإخلاص وتفان، متمنيًا أن تعود ذكرى الاستقلال في السنة المقبلة وقد تحرر الجنوب كله، وارتفع عند حدوده العلم اللبناني وحده رمز السيادة والكرامة الوطنية.