أكّدت الباحثة الروسية ورئيسة المركز الثقافي الشرقي في معهد الدراسات الشرقية بجامعة العلوم الإنسانية الحكومية الروسية، أن على أوروبا إعادة النظر في مواقفها تجاه إيران، مشيرة الى أنه “طالما استمرّت أوروبا في انتهاج سياسة التهديد والضغط ولم تحترم مصالح إيران، فإن تحقيق أي تقدم حقيقي في الملف النووي سيكون مستحيلا”.
و قالت الباحثة الروسية ورئيسة المركز الثقافي الشرقي في معهد الدراسات الشرقية بجامعة العلوم الإنسانية الحكومية الروسية، لانا راوندي فدائي:”لكي نصل الى اتفاق مرض للطرفين، يجب على أوروبا أن تأخذ مطالب طهران الأساسية بعين الاعتبار، إذ يمكن التفاوض حول المطالب الثانوية، لكن ليس حول المبادئ الجوهرية”.
و أكّدت الباحثة الروسية لانا راوندي فدائي أن التقدّم في الملف النووي الإيراني غير ممكن ما دامت أوروبا تتمسك بسياسة الضغط والتهديد ولا تحترم المصالح الأساسية لإيران، خصوصا ما يتعلق منها بالأمن و”الخطوط الحمراء” التي لا تقبل طهران التفاوض بشأنها.
وانتقدت راوندي فدائي موقف الاتحاد الأوروبي، وخصوصا الترويكا الاوروبية الموقّعة على الاتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، قائلة: “غالبا ما يتحدث الأوروبيون بلغة الإنذار النهائي بدلا من الدبلوماسية وذلك تحت تأثير الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وهي نبرة لا تستند الى الاحترام المتبادل .”
وأكدت الباحثة الروسية أن “قرار مجلس المحافظين، شأنه شأن إجراءات الضغط الأخرى على إيران، سيؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة للغرب، مما يعني أن سياسة التهديد والضغط قد وصلت الى طريق مسدود”.
يشار الى انه تم اعتماد القرار المقدّم من الدول الثلاث الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بدعم من الولايات المتحدة ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني، يوم الخميس، خلال اجتماع مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من قبل 19 دولة فقط (من أصل 35)، واتهم إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها، دون الإشارة إلى تعاونها المستمر مع الوكالة الدولية للطاقة النووية.
وردا على هذا القرار، أعلنت إيران رسميا الغاء “تفاهم القاهرة” للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، محذّرة من اتخاذ إجراءات انتقامية أخرى، ومشيرة الى أن القرار يسيّس عمل الوكالة الدولية للطاقة النووية ويُضعف مصداقيتها.
بدورها، انتقدت روسيا القرار بشدة، واعتبرته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا “ضربة خطيرة لثقة العالم بنظام عدم الانتشار النووي”، داعية الغرب الى التخلي عن سياسات العقوبات والعودة إلى الدبلوماسية والاعتراف بحق إيران المشروع في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية تحت إشراف دولي.