والاحتلال يواصل خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع

بعد مطاردة دامت 18 شهراً.. استشهاد مقاوم بالضفة نفذ عملية دهس

في اليوم الـ46 من بدء وقف إطلاق النار في غزة، أفادت مصادر في مستشفيات القطاع باستشهاد 4 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال في مدينتي غزة وخان يونس.

يأتي ذلك في حين يعيش سكان القطاع أزمة إنسانية متفاقمة حيث يواصل جيش الاحتلال استهداف المرافق المدنية ومنع وصول المساعدات الإنسانية للسكان.

وفي الضفة الغربية المحتلة، أفادت مصادر محلية باستشهاد فلسطيني واحتجاز جثمانه داخل بيت تمت محاصرته شرقي نابلس.

وقبل ذلك، وقع تبادل لإطلاق النار بين قوات الاحتلال الصهيوني ومقاومين فلسطينيين خلال نشاط عملياتي شرقي نابلس.

 

* استشهاد أبرز مطاردي الاحتلال

نعت المقاومة الفلسطينية، الثلاثاء، “الشهيد عبد الرؤوف اشتية من مخيم بلاطة، الذي ارتقى في إثر عملية اغتيال جبانة، وبعد خوضه اشتباكاً مسلحاً مع العدو خلال اقتحامه نابلس” في الضفة الغربية.

وأكدت حماس أن “جريمة الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني بحق الشهيد المجاهد عبد الرؤوف اشتيه في نابلس تعكس حالة التوحش والدموية التي تتبناها حكومة الاحتلال المتطرفة، في محاولة بائسة لكسر إرادة المقاومة المتجذرة في الضفة الغربية”.

وأشارت إلى أن “عملية اغتيال البطل اشتية الذي كان من أبرز مطاردي الاحتلال في نابلس تأتي بعد مسيرة جهادية حافلة بالبطولة، إذ نفذ عملية الدهس على حاجز عورتا التي أدت إلى مقتل جنديين من قوات الاحتلال، إضافة إلى مشاركته في سلسلة من عمليات إطلاق النار التي استهدفت قوات الاحتلال ونقاطه العسكرية”.

 

*الجهاد: تصعيد خطير يستهدف إزهاق الأرواح

وفي السياق نفسه، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن استمرار عمليات القتل اليومي والتدمير الممنهج والانتهاكات الجسيمة التي ينفذها “جيش” الاحتلال وعصابات المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة يشكل تصعيداً خطيراً يستهدف إزهاق أرواح الأبرياء والسطو على الممتلكات الخاصة وفرض السيطرة على الأرض تمهيداً لتهجير الفلسطينيين ومحاصرتهم والاستيلاء على أرضهم وحرمانهم من حقه في وطنهم.

وشددت الجهاد على أن “هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة وتوصيات محكمة العدل الدولية، وتؤكد سياسة الاحتلال القائمة على القمع والتهجير”.

وحمّلت الكيان الصهيونيي مسؤولية هذه الجرائم المتواصلة، ومعه كل الحكومات والجمعيات والمؤسسات الغربية وغير الغربية التي تدعم الكيان ومشاريعه الاستيطانية، وفي مقدمتها الإدارة الأميركية والمؤسسات الداعمة للاستيطان في الدول الغربية.

 

*النهج الإجرامي يراكم عوامل انفجار حتمية

الجبهة الشعبية بدورها نعت الشهيد اشتية، مؤكدة أن اتساع نطاق التصعيد الصهيوني في غزة والضفة ولبنان بغطاء أميركي مستمر مؤشِّرٌ واضحٌ على اقتراب لحظة ارتداد هذه السياسات على هذا العدو.

وأضافت أنّ النهج الإجرامي يراكم عوامل انفجار حتمية في وجه الاحتلال ويهدد الاستقرار في المنطقة برمتها.

حركة المجاهدين أكدت أيضاً أن تصعيد المواجهة مع قوات الاحتلال والمستوطنين هو الذي يلجم الاحتلال عن جرائمه.

 

*الاحتلال يحتجز جثمان اشتيه

يذكر أن عبد الرؤوف اشتية نفذ عملية دهس على حاجز عورتا قرب نابلس شمالي الضفة أواخر أيار/ مايو عام 2024، أدت إلى مقتل جنديين صهيونيين.

ومنذ ذلك الوقت، أي منذ عام ونصف عام، دفع جيش الاحتلال الصهيوني بقواتٍ جوية وخاصة لمطاردته، ولكنها لم تتمكن من الوصول إليه واعتقاله.

وقد استشهد ليلة الإثنين ـ الثلاثاء بعد اشتباكه مع قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة نابلس، فيما تم احتجاز جثمانه.

وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة، وحاصرت منزلاً في شارع الحسبة في المنطقة الشرقية، واستهدفته بقنابل “الإنيرجا”، ما أدى إلى استشهاد اشتية.

وكانت قوات الاحتلال قد نفذت اقتحاماً سابقاً للمنطقة خلال ساعات الليل، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في محيط المكان.

 

*اشتباكات في جنين

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب سلطان نضال عبدالعزيز (22 عاماً) برصاص الاحتلال في مركة جنوب جنين.

وكان الناطق باسم “جيش” الاحتلال الصهيوني أعلن في وقت سابق اكتمال ما سمّاه بـ”إغلاق الدائرة” مع المجموعة التي تتهمها حكومة الاحتلال بتنفيذ عملية برؤون الصناعية في الضفة الغربية.

وقال إنّ قوّة من وحدة “دوفدفان” وجهاز “الشاباك” اغتالت، صباح الثلاثاء، سلطان عبد العزيز خلال عملية عسكرية جنوب جنين.

وبحسب زعم الاحتلال، استمرّت العملية طوال الليل وقد اعتقلت القوات 5 فلسطينيين تعتبرهم “مساعدين” لعبد العزيز، وذلك خلال اشتباك مسلّح، بعد أن حاصرت المبنى الذي كان يتحصّن في داخله.

تجدر الإشارة إلى أنّ الشاب عبد العزيز المعروف بمنفّذ “عملية المطرقة”، كان قد نفّذ في 18 آب/أغسطس 2024 العملية التي قُتل فيها المستوطن جدعون بيري، قبل أن يستولي على مسدسه ومركبته.

من جهتها أفادت سرايا القدس-كتيبة جنين بأنّ مقاتليها خاضوا معارك ضارية مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرت أحد المنازل في قرية مركة في الضفة الغربية، وأمطروا قوّة مشاة راجلة بزخاتٍ كثيفة من الرصاص.

وقالت إنّ “جيش” الاحتلال دفع بتعزيزاتٍ عسكرية نحو القرية الواقعة جنوب جنين عقب تسلل قوّة خاصة ومحاصرة منزل.

 

*شهداء وجرحى في قصف صهيوني بغزة

في غضون ذلك استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي وجوي صهيوني استهدف مناطق متفرقة في قطاع غزة، بينها مدينتا غزة وخان يونس.

وذكرت مصادر محلية أن جيش الاحتلال واصل قصفه المدفعي جنوب القطاع، وفجّر عربات مفخخة في حي التفاح شرق مدينة غزة، في خرق متواصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

وشهدت مناطق شمالي القطاع وشرقي خان يونس غارات متتالية، تزامنا مع إطلاق نار من الدبابات والطائرات المروحية شمال شرق رفح.

المصدر: الوفاق/ وكالات