وخلال زيارته للجناح الإيراني في فعالية اقتصادية في هافانا، قال ميغيل دياز كانيل: إن القدرات الصناعية والإنتاجية الإيرانية قادرة على خدمة برامج التنمية الكوبية، وأن هافانا مستعدة لتحديد مسارات جديدة للتعاون المشترك.
وبعد حديثه مع ممثلي الشركات الإيرانية، صرح كانيل: أن الحكومة الكوبية تعتبر عملية توسيع التبادلات الاقتصادية مع إيران أمرًا ضروريًا، وستسعى إلى إزالة العقبات في طريق التفاعلات الثنائية.
وفي إشارة إلى التجارب الناجحة السابقة، بما في ذلك التعاون الدوائي بين البلدين، أكد على ضرورة توسيع نطاق هذه النماذج لتشمل قطاعات أخرى.
كما أمر الرئيس الكوبي بالتحضير للقاءات مباشرة بين بعض الشركات الصناعية الإيرانية والمؤسسات الكوبية المتخصصة، بما في ذلك معهد الموارد المائية ووزارة التجارة الخارجية، في أقرب وقت ممكن.
وجاء هذا القرار عقب زيارته لشركة إيرانية تنتج معدات صناعية. ووفقًا لمصادر مقربة من الوفد الكوبي، قد تُفضي هذه اللقاءات إلى توقيع اتفاقيات جديدة في المجالين التقني والهندسي.
وفي جانب آخر من المحادثات، دعا ميغيل دياز كانيل الشركات الإيرانية العاملة في قطاعي الأغذية والملابس إلى زيارة كوبا وتقييم قدرة المتاجر والشركات المحلية على استيعاب منتجاتها، ودراسة إمكانية توريدها مباشرة.
وأكد أن السوق الكوبية جاهزة لاستقبال سلع إيرانية تنافسية وعالية الجودة، وأن حكومة البلاد ستدعم بناء شراكات مستدامة بين القطاعين الخاصين من الجانبين.
زيادة وعي الناشطين الاقتصاديين بالسوق الكوبية
من جانبه، أعلن رئيس غرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة الإيرانية، الذي رافق الرئيس الكوبي في هذه الزيارة، أن غرفة التجارة الإيرانية تسعى إلى زيادة وعي الناشطين الاقتصاديين الإيرانيين بالسوق الكوبية، وتمهيد الطريق لدخول أكثر استدامة للمنتجات الإيرانية إلى البلاد.
واعتبر صمد حسن زاده أن نقص المعلومات الدقيقة حول اللوائح واحتياجات سوق الوجهة يُعدّ أحد عوائق تنمية التجارة، ودعا المسؤولين الكوبيين إلى تسهيل تبادل المعلومات بين القطاعات الاقتصادية في البلدين.
وأوضح: أن مجالات مثل الأدوية والمعدات الطبية، والسياحة، والزراعة خارج الحدود الإقليمية، والصناعة، والتعدين تُعدّ من أهم إمكانات التعاون بين إيران وكوبا.
وبلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين في عام 2023 حوالي 218 مليون دولار؛ وهو رقم، رغم نموه الكبير، لا يزال يُعتبر أقل من القدرة الحقيقية للعلاقات بين طهران وهافانا.
ويُعدّ التركيز الأخير للرئيس الكوبي، وتوجيهاته المباشرة بتسهيل التواصل بين الشركات في البلدين، دليلاً واضحاً على عزم هافانا على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع طهران؛ وهو توجه، إذا استمر، من شأنه أن يُعزز بشكل كبير مستوى التعاون بين إيران وكوبا.