أكد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، سيد عباس صالحي، أن الحضارة الإيرانية بفضل عمقها الثقافي وتنوع فنونها ولغتها الغنية وصمود شعبها، لم تقبل الهزيمة في أي مرحلة من مراحل التاريخ، بل استطاعت أن تعيد بناء نفسها وتواصل مسيرة التقدم رغم التحديات.
جاءت تصريحات الوزير خلال مشاركته في المؤتمر الوطني للتعريف بمفاخر محافظة خراسان الشمالية الذي أقيم تكريماً لأبي العباس فضل بن أحمد الإسفرائيني، أحد أبرز وزراء العهد الساماني والغزنوي، والذي لعب دوراً محورياً في إعادة اللغة الفارسية إلى الإدارة الرسمية ودعم الأدب الإيراني، خاصة عبر علاقته الوثيقة بفردوسي ومساندته لتدوين الشاهنامة.
وأكد صالحي على أن تكريم الشخصيات الفكرية والسياسية مثل الإسفرائيني هو احترام للجذور الحضارية وصون للهوية الثقافية، مشيراً إلى أن الوزارة كانت عبر التاريخ ركيزة أساسية في بقاء تاريخ إيران، وأن الوزراء أسهموا في حفظ اللغة الفارسية ونشرها حتى الأناضول وآسيا الوسطى. كما أشار إلى أن الهوية الحالية لإيران ثمرة جهود متراكمة لعلماء ومفكرين ووزراء عبر القرون، وأن الحفاظ على هذا الإرث مسؤولية وطنية كبرى.
وأوضح الوزير أن مكانة إيران في المنطقة ما تزال مؤثرة وحاسمة، وأن الفن والأدب يشكلان جسراً للتفاهم في عالم يموج بالصراعات. كما استشهد بالقصيدة الشهيرة «أي إيران» التي أعادت مؤخراً إحياء مشاعر الانتماء والفخر الوطني.
وختم صالحي بالتأكيد على أن شخصية أبي العباس الإسفرائيني تمثل نموذجاً للتكامل بين السلطة والثقافة، وأن إرثه سيظل مصدر إلهام للباحثين ومحبي الأدب الإيراني.