شهدت مدينة شيراز، مهد الشعر والفن، إنطلاق الدورة الثالثة والأربعين من مهرجان فجر السينمائي الدولي يوم الأربعاء 26 نوفمبر، لتتحول إلى عاصمة للسينما الإيرانية إلى جانب مكانتها الأدبية. الافتتاحية جاءت بعرض النسخة المرممة من فيلم «تحت أشجار الزيتون» للمخرج الراحل عباس كيارستمي، في رسالة رمزية تجمع بين تكريم الماضي المجيد وبث الأمل في مستقبل مشرق للسينما الإيرانية. أجواء الافتتاح اتسمت بالحضور الواسع للفنانين المحليين والدوليين، لتؤكد أن السينما الإيرانية، مثل شجرة السرو الشيرازية الباسقة، تقف شامخة على الساحة الدولية.
«التصوير الفوتوغرافي للحرب من منظوره الخاص»
في اليوم الثاني، استضافت قاعة حافظ ورشة عمل للمصور العالمي آلفرد يعقوبزاده بعنوان «التصوير الفوتوغرافي للحرب من منظوره الخاص». الورشة، التي لاقت إقبالاً كبيراً من الطلاب والمصورين، بدأت بعرض مسيرته الممتدة لأكثر من 45 عاماً بين ساحات الحرب والبحث عن الحقيقة. يعقوبزاده تحدث بصراحة عن صعوبة الموازنة بين العمل والعائلة، مؤكداً أنه اختار أن يكون «عين الناس» مهما كان الثمن، وأن مهمته نقل الواقع لا الحكم عليه.
أوضح أن التصوير الحربي لا يقتصر على الجبهات، بل يمتد إلى حياة اللاجئين والأسرى وعائلات الشهداء، حيث تصبح الإنسانية فوق كل اعتبار. كما أشار إلى أن التكنولوجيا غيّرت طبيعة المهنة، وأن الحروب الحديثة باتت أكثر قسوة، فيما تراجع احترام العمل الاحترافي مع انتشار الهواتف الذكية. الحدث في شيراز جمع بين ملحمة سينمائية وشهادة إنسانية.