موناسادات خواسته
في التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام والذي يصادف غداً السبت، يحيي العالم اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم، وهي مناسبة أقرّتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 لتذكير المجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية لم تُحل بعد، وأن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال ما زالت مستمرة. هذا اليوم ارتبط بقرار تقسيم فلسطين عام 1947، ليصبح رمزاً للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير.
وبهذه المناسبة، نسلّط الضوء على تجربة رسّام الكاريكاتير اليمني البارز كمال شرف، الذي جعل من فنه سلاحاً بصرياً في مواجهة الظلم والاحتلال، وكرّس أعماله لإيصال صوت المقاومة وقضية فلسطين إلى العالم. ومن هنا ننتقل إلى نص الحوار معه، حيث يروي رؤيته ودوره في معركة الوعي والحرية.
كاريكاتير بحدة الخنجر اليمني
عندما يدخل الفن إلى ساحة النضال، يتحول الكاريكاتير إلى أداة قوية للمقاومة ضد الاحتلال والظلم. كمال شرف، رسام الكاريكاتير اليمني البارز، بقلم حاد ورسالة واضحة، جعل من فنه سلاحاً صامتاً يدعو العالم إلى التأمل والوعي والصمود، وهو يعتقد أن «الكاريكاتير يختصر اللحظة ببساطة، ويضغط آلاف المقالات ليضع أمامك صورة تتحدث بلا كلمات»، هذه العبارة البسيطة والعميقة تصف بأفضل شكل جوهر فن رسام الكاريكاتير اليمني البارز وأحد كبار فناني جبهة المقاومة. فن يتجاوز قوة الكلمات، ويجسد في قلب اللحظات والحقائق صوت الشعب والمقاومة.

كمال شرف، جعل من الكاريكاتور سلاحاً بصرياً لمواجهة الظلم والاحتلال. أعماله لا تقتصر على الإبداع الفني، بل تحمل مواقف سياسية واجتماعية واضحة، حيث يعتبر كل لوحة معركة لنقل الحقيقة وكشف الفساد والاستبداد في الشرق الأوسط. القضية الفلسطينية تمثل أولوية في مسيرته، إذ يرى نفسه جندياً يقاتل بالقلم والصورة إلى جانب إخوانه. يؤكد أن الكاريكاتور لغة يفهمها الجميع، هدفها إيصال مظلومية الشعب الفلسطيني للعالم، ويعتبر الفن والدعاء والمقاطعة الشعبية جزءاً من أدوات المقاومة حتى تحقيق النصر، ففي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم أجرينا حواراً معه، فيما يلي نصه:
فضح الخداع الصهيوني الإعلامي
بداية تحدث الأستاذ كمال شرف عن كيفية إختيار المواضيع لرسم الكاريكاتير والرسالة التي يريد إرسالها للعالم عن طريق الكاريكاتير، قائلاً: أتابع بشكل متواصل متغيّرات الأحداث في ساحات المعارك مع العدو بروحية المقاتل الذي يريد أن يقوم بدوره في هذه المعركة بأدواته التي منحها الله له.. وكذلك بجانب الساحات المشتعلة أركّز على فضح الخداع الصهيوني الإعلامي الذي يستهدف كل شعوب العالم والمتغيرات الحاصلة في حياة الإنسان اليوم، لأن كل ما يحصل اليوم هو حلقات مترابطة تتحدث عن معركة واحده بين الحق والباطل من وجهة نظري. لهذا إختيار المواضيع تأتي تلقائياً بحسب هذه البرمجة الذاتية. ورسالتي التي أتبناها في أعمالي هي قول الحقيقة التي لا بد أن يسمعها كل إنسان بصوت مرتفع في أعمالي ببساطة المشهد وعمق الفكرة. وقول الحقيقة اليوم هو نصرة للمظلومين ولكرامة الإنسان المسلوبة دون أن يشعر بخداع وعيه من قبل منظومة الإعلام الصهيوني الناطق بكل اللغات وفي أحيان كثيرة بأسماء إسلامية أيضاً.
رفض الظلم ومقاومة المحتل
نشهد حيوية ومقاومة كالخنجر اليمني في أعمال كمال شرف، فسألناه عن الدافع ورأيه حول سبب عالميةأعماله، فأجاب قائلاً: في تراثنا الإنساني جميعاً توجد رموز شعبية وثقافية تتحدث عن رفض الظلم ومقاومة المحتل وفي اليمن (الجنبية) هي رمز شعبي ينتمي لقيم القبيلة اليمنية التي ترفض الذل والظلم وتواجه المحتل بقوة وشراسة، ونصرة المظلوم بكل ما أوتيت من قوة، وهي جزء من كرامة الإنسان اليمني الأصيل لهذا إستخدامها كان ملهماً وذو دلالات ثريّة، في وصف الموقف اليمني الداعم للمظلومين في غزة.
أمّا عن العالمية.. ببساطة أي عمل صادق يتحدث عن حقائق ربما لا يتجرأ الكثير على الحديث عنها وبقدر تركيز الفنان وتبنيه موقف واضح تصل أعماله لقلوب الناس بصدقها وصراحتها.. بتوفيق الله وهو شرط أساسي أؤمن به.
فلسطين قضية إنسانية عالمية
فيما يتعلق بالتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم، قال الأستاذ اليمني: أرى أن حضور فلسطين ورموزها وثقافتها في أبسط تفاصيل حياتنا مهم وهذا أصبح شيئاً نراه في كل أنحاء العالم، فالكوفية الفلسطينية أصبحت رمزاً عالمياً يتحدث عن الحرية والظلم الذي يتعرض له هذا الشعب.. ومثلها الكثير من الرموز ونراها عبر التظاهرات التي يخرج فيها الناس في كل المدن حول العالم.
أتمنى أن نستمر بتبني قضية فلسطين كقضية إنسانية عالمية ونستمر بإنتاج أعمال فنية وفعاليات ثقافية ودعم كل أشكال المقاومة بكل ما نستطيع فهي قضيتنا جميعاً، وقد كشفت للعالم أكذوبة حقوق الإنسان وقوانين الغرب التي إكتشفنا أنها سراب في غزة.
غزة هي من دعمتنا وقدّمت لنا ولكل شعوب العالم الحقيقة المجردة وأيقضت هذه الشعوب من سبات عميق في ظل خداع الصهاينة الإعلامي.
فلسطين حاضرة بقوة في أعمال فناني إيران
وأخيراً حول دعم فناني إيران للقضية الفلسطينية ورأيه فيما يتعلق بإتحاد الفنانين في العالم، قال الأستاذ كمال شرف: القضية الفلسطينية في أعمال الفنانين الإيرانيين حاضرة بقوة ولديهم أعمال عظيمة ومميزة جداً ويحسب لهم أنهم يرسمون بحب وإيمان واستمرارية فهي ذات أولوية في أعمال الكثير من الفنانين الكبار في إيران.
وأما عن اتحاد الفنانين حول العالم للدفاع عن فلسطين فهو موجود بدون تنسيق أو ترتيب وجمع الفنانين ايمانهم بعدالة القضية وهذا ما أجمع عليه فنانون من كل أنحاء العالم.