وأعلن مجيد رباني، رئيس قسم البحث والتطوير في هذه الشركة القائمة على المعرفة: تمكنت الشركة من تصنيع منتجين استراتيجيين، هما: أول روتور إيراني بقدرة 200 ميغاواط يزن 53 طناً، وكذلك جسم صمام بقطر 42 إنشاً، وهذه القطعة أيضاً تم توطينها لأول مرة في البلاد.
وأشار رباني إلى أهمية هذا الإنجاز، قائلاً: إن تصنيع الروتور بقدرة 200 ميغاواط هو ثمرة حوالي 14 عاماً من البحث والتطوير المستمر. ورأى هذا النشاط التقني أن جذر هذا المشروع يعود إلى الحاجة الملحة للبلاد للاستعداد في أوقات الصيانة الدورية “الأوفرهول” لمحطات الطاقة التي تعتمد معداتها الرئيسية على الاستيراد، والتي كان توريدها مرتبطاً بشركات مثل «زارشميد الألمانية».
وأكد رباني قائلاً: كان يُقال سابقاً إنه إذا لم تزوّدنا شركة زارشميد بأعمدة المولدات “شفت الجنراتور”، فسنواجه توقف صناعة محطات الطاقة وتفاقم اختلالات حادة جداً في توازن الطاقة. وتم تحديد المشكلة منذ عام 2010، وكان إكمال سلسلة الإنتاج أمراً حيوياً.
وأوضح رئيس قسم البحث والتطوير في الشركة: إن تصنيع هذا الروتور تطلب التغلب على تحديات فنية بالغة التعقيد، وقال: الفولاذ المستخدم في هذه القطعة هو من نوع «الفولاذ النقي جداً» الذي يجب أن يتمتع بمقاومة استثنائية ضد الإجهاد المتكرر. وقد نجحنا في توطين السلسلة الإنتاجية الكاملة – بدءاً من صهر الفولاذ، مروراً بالصب والتطريق والمعالجات الحرارية، وصولاً إلى التشغيل الآلي النهائي – داخل الشركة نفسها، مع الالتزام التام بمعايير الجودة العالمية التي يعتمدها المنافسون الأجانب.
وأشار إلى أن أبرز الابتكارات في هذا المنتج تمثّل في التغلب على القيود المفروضة على المعدات المتاحة، وأضاف: اعتمدنا عدة ابتكارات تقنية، وتمكّن فريقنا الهندسي من خلال تصميم خاص من صب قطعة وزنها الخام 120 طناً باستخدام فرن لا تتجاوز سعته 50 طناً فقط، ليخرج المنتج النهائي بوزن 53 طناً وطول 12 متراً. وأكد رباني أن الخصائص الميكانيكية يجب أن تظل متساوية وموحدة تماماً على طول القطعة البالغة 12 متراً، وهو ما استدعى دقة هندسية فائقة في كل خطوة من خطوات الإنتاج. وأضاف: هذا الإنجاز هو نتيجة تطوير تدريجي ومنهجي للقدرات الإنتاجية على مدى السنوات الماضية، فقد تطورت الروتورات التي أنتجناها خلال السنوات الخمس الأخيرة من 45 ميغاواط إلى 55، ثم إلى 185، وأخيراً إلى 200 ميغاواط. وترافق هذا التقدم مع زيادة في الوزن أيضاً؛ إذ كان وزن الروتور 185 ميغاواط الذي أنتجناه قبل عامين 37 طناً، بينما يبلغ وزن الروتور الجديد 200 ميغاواط 53 طناً “بزيادة 15 طناً”.
وتابع رباني قائلاً: لقد أعلنا استعدادنا الكامل لإنتاج روتورات أكبر حجماً، بالتوازي مع المسار التطويري الذي تتبعه شركة «مبنا» في هذا المجال. وعلى الصعيد العالمي، لا تتقن سوى نحو 10 دول فقط تقنية صنع أعمدة مولدات بهذا الحجم، ويتم إنتاجها بشكل احتكاري تماماً. فهذه التقنية لا تُنقل إلى دول أخرى، ورفض هذه الدول بيعها قد يؤدي إلى توقف محطات توليد الكهرباء بالكامل.
وختم رباني تصريحه قائلاً: حالياً، تساهم هذه المنتجات المحلية في تقليص العجز الكبير في قطاع الطاقة بالبلاد، فخلال هذا العام سنسلم أربعة روتورات بقدرة 200 ميغاواط لشركة «مبنا»، كما سلّمنا في العام الماضي أربعة روتورات بقدرة 185 ميغاواط، وهي تعمل الآن بكفاءة عالية، واستمرار تشغيلها يسهم بشكل ملموس في الحد من اختلال توازن الطاقة في البلاد.