وأوضح الفرا أن نسبة المواليد قبل أوانهم أو منخفضي الوزن ارتفعت بشكل غير مسبوق خلال الحرب ، لتصل إلى نحو 60% مقارنة بـ20% فقط قبل الحرب، لافتاً إلى أن هؤلاء الأطفال يفتقرون إلى جهاز مناعة مكتمل ويواجهون مخاطر عالية من الالتهابات المتكررة وفقدان الحرارة.
وأشار إلى أن العديد من الأطفال يخرجون من المستشفيات إلى خيام غير مجهزة لحمايتهم من البرد أو المطر أو الرياح، ما يجعل حياتهم في خطر حقيقي، خصوصًا مع الحاجة الدائمة إلى التدفئة والفراش المناسب والمستلزمات الطبية الأساسية.
وقال إن سوء التغذية بين الأطفال ما زال مستمرًا رغم انخفاض أعداد الحالات مؤخرًا، مشيرًا إلى أن النقص الحاد في البروتينات الأساسية كالبيض والحليب والطيور الطازجة يفاقم الوضع، في ظل ارتفاع أسعار المجمدات أو تلفها قبل الاستهلاك.
ولفت الفرا إلى ارتفاع حالات الالتهابات المعوية والرئوية والجهاز التنفسي بين الأطفال بسبب انخفاض درجات الحرارة. وأكد أن الوضع الطبي يتفاقم بفعل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث يعاني القطاع من نقص يصل إلى 85% من المستهلكات الطبية، و60% من أدوية الطوارئ، إلى جانب غياب أنواع من الحليب العلاجي والمكملات الغذائية وأدوية الغدة الدرقية وأقلام الإنسولين، ونقص معدات العناية الضرورية للخدّج.
وحذر رئيس قسم الحضانة والأطفال في مستشفى ناصر الطبي، من كارثة وشيكة، قائلاً: “الوضع اليوم أسوأ مما كان عليه خلال الحرب، والمعابر مغلقة والإمدادات شبه متوقفة. نخشى موجة برد قد تودي بحياة عدد كبير من الأطفال المواليد، لا سيما الخدّج، ما لم يتم التدخل سريعًا لتوفير التدفئة والمستلزمات الطبية والغذائية للنازحين”.