و خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني، اوضح المتحدث باسم حرس الثورة الاسلامية العميد علي محمد نائيني ،انّ “الكوادر الشابة التي انضمت الى التعبئة الشعبية (البسيج) ما بين 1980–2000، والتي يبلغ متوسط أعمارها اليوم نحو 30 عاما في المجال الصاروخي، تُشكل الآن الركيزة الأساسية للقدرات الهجومية والدفاعية الإيرانية في المجالات المتقدمة، مثل الصواريخ والفضاء الإلكتروني وصناعات الدفاع والذكاء الاصطناعي”.
ولفت العميد نائيني الى أن التعبئة الشعبية (البسيج) هي في الحقيقة الركيزة الأساسية للقوة الوطنية، موضحا أن “فلسفة إنشاء البسيج لم تكن أبدا أن يحل محل القوات المسلحة، بل كان الهدف أن يتحول الى قوة فاعلة في جميع المجالات في المجتمع كالاقتصاد والثقافة والأمن والفضاء الإلكتروني والإعلام”.
ونوّه المتحدث باسم حرس الثورة الاسلامية بالأداء البارز للقوات المسلحة في مجال إعداد الكوادر البشرية المتخصصة، مُشيدا بدور قائد القوة الجو -فضائية لحرس الثورة الإسلامية الشهيد اللواء “أمير علي حاجي زادة”، قائلا: “لقد كان فنّ الشهيد حاجي زادة يتمثّل في قدرته على تأهيل كوادر بشرية قادرة على خوض المعارك العالمية. فقد استطاع جذب نخبة من أفضل كوادر البسيج والعلماء المتفوقين في البلاد، الذين كانوا من أصحاب المراتب الأولى في الاختبارات”.
التعبئة ودورها الفعال والمؤثر في حرب المفروضة الـ12 يوماً
ووصف المتحدث باسم حرس الثورة الاسلامية ،الحرب الأخيرة بأنها “معركة مركّبة وشديدة”، دخلها العدو “بناء على حسابات خاطئة، ومن دون إدراك لقدرة الشعب الإيراني وروح التعبئة الشعبية (البسيج) تحت قيادة القيادة الحكيمة”.
وأشار العميد نائيني الى أن البسيج “تدخل بسرعة فائقة في الميدان”، موضحا أن هذه التعبئة سيطرت فورا على الفضاء الاجتماعي في البلاد، وعزّزت الصمود النفسي والثقافي والاقتصادي للمجتمع.
وأضاف أن البسيج، من خلال تنفيذ نقاط التفتيش وتحديد عناصر التيار المناهض للثورة في جميع أنحاء البلاد،وفّر صورة استخباراتية شاملة لأجهزة الأمن والاستخبارات، ما جعل الشعب يرى فيه سندا متينا وقلعة منيعة الى جانبه، لافتا الى أن حاضنة البسيج الشعبية تضاعفت عدة مرات بعد هذه الحرب.
وأكّد اللواء نائيني أن “الكيان الصهيوني تلقّى هزيمة ساحقة وقطعية في الحرب الأخيرة”، مستشهدا بـ”اعترافات المسؤولين السياسيين والعسكريين في هذا الكيان، فضلا عن مراكز الأبحاث الأمريكية، التي تؤكد هذا الواقع”.
وأشار المتحدث باسم حرس الثورة الاسلامية الى أن “عملية طوفان الأقصى قضت على المكانة الأمنية للكيان الصهيوني”، مضيفا أن “13% فقط من سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم يرون أن هذا الكيان حقّق أهدافه”.
وشدّد على أن “القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الايرانية توجد اليوم في ذروة استعدادها التكتيكي والتسليحي، وبأعلى مستويات الإبداع”، معتبرا أن “ساحة المعركة الأخيرة كانت معيارا حقيقيا لقياس القدرات، وقد كشفت بوضوح نقاط ضعف العدو”. ونوّه الى أن “قدرات البلاد الدفاعية والردعية اليوم أعلى بكثير مما كانت عليه قبل الحرب الأخيرة”.
وختم العميد نائيني قائلا: “العدو اليوم لا يمتلك لا هدفا جديدا ولا قدرة حقيقية على تكرار أخطائه”، مؤكدا مجددا: “مهما دسّ العدو مكيدة جديدة أو أقدم على أي اعتداء، فسيتلقى ردا أكثر صرامة وجدّية، ولا ريب في ذلك”.