وزير الثقافة يزور شيراز

شيراز.. مرآة شعر تعكس أنوار السينما الدولية

أثبت مهرجان فجر السينمائي الدولي في شيراز أن الفن الحقيقي لا يعرف حدوداً، وأن السينما يمكن أن تكون جسراً للتواصل الدولي والتفاهم الإنساني، مع كتابة فصل جديد في الجغرافيا الثقافية لإيران.

مدينة شيراز، عاصمة الثقافة والحضارة الإيرانية، تحولت خلال الدورة الثالثة والأربعين لمهرجان فجر السينمائي العالمي إلى قلب نابض للحوار الفني والدبلوماسي. المهرجان الذي إنطلق في ٢٦ نوفمبر، في مجمّع “هنر شهر آفتاب”، إستقطب نخبة من السينمائيين والنقاد وعشاق الفن السابع من مختلف أنحاء العالم، مؤكّداً قدرة المدن الإيرانية خارج العاصمة على استضافة فعاليات كبرى.

 

وزير الثقافة في شيراز

عاصمة الثقافة والحضارة الإيرانية، أصبحت مسرحاً لاجتماع الفنانين من أرجاء العالم؛ هذه المدينة التاريخية، بفتح ذراعيها أمام الضيوف الدوليين، غيّرت الخريطة الثقافية لإيران؛ والآن، مع زيارة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي سيد عباس صالحي وعقد اجتماع كبير بحضور ممثلين من 15 دولة، يشهد هذا الحدث السينمائي ذروة دبلوماسية وثقافية.

 

كما حضره وزير الثقافة الباكستاني أورنك زيب خان كهيجي، للمشاركة في حفل الختام الذي يقام غداً الأربعاء 3 ديسمبر.

 

السينما الشعرية

 

روح الله حسيني، أمين المهرجان، أكد في كلماته على أن هذه الدورة تحمل هوية خاصة تحت شعار “السينما الشعرية”، معتبراً أن المهرجان ليس مجرد منصة لعرض الأفلام، بل فضاءً للحوار الثقافي العابر للحدود، حيث تتلاقى الكاميرا مع القصيدة في فضاء واحد. هذا التوجه انعكس في اختيار الأفلام والورش التعليمية، مثل ورشة “إخراج الأفلام الشعرية” لهاتف عليمرداني، وورشة السينما الشعرية اليونانية لأنغلوس فرانتسيس، التي وصفت السينما الشعرية بأنها ظاهرة ماورائية.

 

 مدرسة بلا حدود

 

المهرجان تحوّل أيضاً إلى مدرسة بلا حدود عبر ورش متخصصة: تصوير الحرب مع ألفرد يعقوب زاده، التمثيل ونقل الخبرة مع مهدي هاشمي، واستخدام الذكاء الإصطناعي في السينما مع لوو كن وون من كوريا الجنوبية، إضافة إلى ماستركلاس دار الفنون بإشراف إيرج طهماسب الذي علّم كيفية بناء عوالم كبيرة من تفاصيل صغيرة.

 

 عروض دولية

 

على صعيد العروض، فتح المهرجان أبوابه لأفلام من تركيا، الهند، اليابان، فرنسا، روسيا، إيطاليا وغيرها، مقدّماً للجمهور الإيراني نافذة على تجارب إنسانية متنوعة. جلسات النقد التي تلت العروض وفّرت مساحة للحوار المباشر بين المخرجين والجمهور، مما عزّز الفهم العميق للأعمال وبناء جسور مهنية.

 

القسم الخاص فجر بلاس أتاح الفرصة لسينمائيي محافظة فارس لعرض ٣٠ فيلماً، أبرزها “الفأس” لمحمد كارت و”هاملت في كوار يقطف الخوخ” لمسعود أحمدي، مؤكّداً أن فارس أرض خصبة للمواهب القادرة على المنافسة عالمياً.

 

 السينما جسر للتواصل

 

سياسياً، شكّل حضور المخرج التركي الشهير نوري بيلغه جيلان كرئيس لجنة التحكيم محطة بارزة، وفي المحصلة، أثبت مهرجان فجر السينمائي الدولي في شيراز أن الفن الحقيقي لا يعرف حدوداً، وأن السينما يمكن أن تكون جسراً للتواصل الدولي والتفاهم الإنساني، مع كتابة فصل جديد في الجغرافيا الثقافية لإيران.

 

المصدر: الوفاق