أشار المستشار الأعلى للقائد العام لحرس الثورة الإسلامية، العميد محمد رضا نقدي، إلى دور الشهداء في الصحوة العالمية، قائلاً إن التغيرات الاجتماعية والسياسية في الغرب، وخاصة في نيويورك، تُظهر أن الرأي العام لم يعد خاضعًا للروايات الصهيونية المزيفة.
وقال العميد نقدي، في كلمته مساء الثلاثاء، خلال مراسم احياء ذكرى الشهداء في مرقد السيد عبد العظيم الحسني (ع) في مدينة ري جنوب طهران: إن إيمان الشهيد هو ذروة الحياة الواعية للإنسان؛ فهو يُسلم حياته بيقين إلى العوالم العليا، وهذه هي الحقيقة التي أرعبت الأعداء.
وأكد أن السلاح الرئيسي للشعب الايراني هو الإيمان وثقافة التضحية، وأضاف: قوتنا تكمن في دماء الشهداء، لا في الصواريخ. إن الإنجاز الحقيقي للشهداء هو الصحوة الإنسانية؛ وهو تحول لا يُقارن بهدم بضعة مبانٍ.
وأضاف المستشار الأعلى للقائد العام للحرس الثوري: لقد أصبحت دماء شهداء الدفاع المقدس (1980-1988) معلمًا للشعوب المظلومة في المنطقة. لقد استلهم شعبا فلسطين ولبنان دروس المقاومة، واليوم، خلقت دماء شهداء حرب الاثني عشر يومًا موجة جديدة من الصحوة في العالم.
وفي جانب آخر من كلمته، أضاف العميد نقدي، مشيرًا إلى التطورات الدولية: اليوم، تُسمع في شوارع العالم شعاراتٌ رُددت لسنوات في صلوات الجمعة والمسيرات في البلاد. خلال العامين الماضيين، خرج مئات الآلاف إلى شوارع العواصم الغربية احتجاجًا على جرائم الصهاينة؛ وهذه موجة استياء حقيقية.
وفي إشارة إلى الأجواء السياسية المتغيرة في نيويورك، قال: “نيويورك، التي كانت لعقودٍ قاعدةً للصهيونية، تشهد اليوم تحولاتٍ كبيرة. في الماضي، كان الولاء للصهيونية شرطًا للفوز في الانتخابات فيها، أما اليوم فقد تغيرت الامور، بحيث فاز شخص دعا الى محاكمة نتنياهو”.
وفي إشارةٍ إلى الانتخابات البرلمانية العراقية، قال أيضًا: “في الانتخابات العراقية الأخيرة، التي علّق عليها الأمريكيون آمالًا كبيرة، نالت القوى الموالية للمقاومة غالبية الاصوات؛ وهذا يعني أن شعوب المنطقة قد اختارت طريقها”.
وأكد العميد نقدي على المسؤولية الثقافية للأسرة والنظام التعليمي، وأضاف: “العدو يخشى دماء الشهداء ويحاول منعنا من تنشئة جيل يكمل مسيرة الشهداء. من واجب الآباء والمعلمين إحياء هذه الحقيقة”.
وقال المستشار الأعلى للقائد العام للحرس الثوري: “يجب أن نرفع صوتنا عاليًا بالحقيقة القائلة بأن الإنسان خُلق حرًا، ويجب ألا يستسلم للظالم. القوى العظمى تخشى هذه الحقيقة”.