كولومبيا ترفض التهديدات الأميركية والفاتيكان يحذر من مغامرات عسكرية

في مشهد سياسي متوتر بأميركا اللاتينية، تصاعدت حدة الخطاب بين الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو ودونالد ترامب، بعد تصريحات الأخير التي لوّح فيها بإمكانية تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي الكولومبية بذريعة مكافحة المخدرات.

بيترو ردّ بقوة، محذّراً ترامب من أن «مهاجمة سيادتنا هو إعلان حرب»، ومؤكداً أن بلاده دمّرت أكثر من 18,400 مختبر لإنتاج الكوكايين من دون استخدام الصواريخ، داعياً ترامب لزيارة كولومبيا ليشهد بنفسه عمليات التدمير اليومية التي تقوم بها حكومته لمنع وصول المخدرات إلى الولايات المتحدة.

 

الرئيس الكولومبي شدّد على أن بلاده ساهمت في وقف آلاف الأطنان من الكوكايين، معتبراً أن تهديد سيادة كولومبيا سيوقظ «النمر» ويقوّض قرنين من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. في السياق ذاته، أصدرت وزارة الخارجية الكولومبية بياناً رسمياً رفضت فيه أي تهديد خارجي يمسّ كرامة الشعب أو حرمة الأراضي، داعية إلى وحدة دول أميركا اللاتينية في مواجهة التدخلات.

 

وعلى خط موازٍ، دخل البابا لاوون الرابع عشر على خط الأزمة، محذّراً إدارة ترامب من استخدام القوة العسكرية للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ومؤكداً أن الخيار العسكري ليس حلاً وأن الحوار أو الضغوط الاقتصادية قد تكون بدائل أكثر واقعية. البابا، الذي يمتلك خبرة طويلة في شؤون أميركا اللاتينية، شدّد على أن أي مغامرة عسكرية ستزيد من زعزعة الاستقرار الإقليمي.

 

بذلك، يجد ترامب نفسه أمام جبهة رفض واسعة، من كولومبيا التي ترفض المساس بسيادتها، إلى الفاتيكان الذي يحث على التهدئة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة قد تهدد الأمن الإقليمي والدولي.

 

المصدر: وكالات