استخدام تقنية البلازما في ترميم الآثار التاريخية
تُعدّ القطع المعدنية من أكثر الاكتشافات الأثرية شيوعًا، وتلعب دورًا هامًا في فهم حياة وثقافة الأسلاف، غير أن هذه الآثار تتعرض للتآكل في الظروف غير الملائمة، وإذا لم تُزَل طبقات التآكل بالطريقة الصحيحة فإنها تتدهور تدريجيًا.
وكانت الطرق التقليدية للتنظيف تعتمد على تقنيات فيزيائية وكيميائية، تتميز بجودة منخفضة، وكثيرًا ما تُسبب ضررًا لسطح القطع الأثرية. أما تقنية البلازما فقد لفتت انتباه الباحثين والمتخصصين بوصفها طريقة حديثة وآمنة، بفضل قدرتها الفائقة على إزالة التلوث والتآكل دون تلامس مباشر ودون إلحاق أي ضرر بالسطح.
وأظهرت الدراسات التي أجرتها هذه الشركة القائمة على المعرفة أن جهاز البلازما تحت الفراغ الذي طوّرته الشركة يمتلك فعالية وموثوقية عالية في تنظيف الأسطح المعدنية وغير المعدنية. وفي هذا السياق، تم في إطار مشروع مشترك مع معهد بحوث حفظ وترميم الآثار التاريخية اختبار الجهاز على عملات نحاسية يعود عمرها إلى مئات السنين، فأثبتت النتائج قدرته على إزالة طبقات التلوث والتآكل دون أي ضرر للتفاصيل الدقيقة للنقوش والزخارف على العملات.
وخلال زيارة خبراء معهد حفظ وترميم الآثار القديمة، تم إجراء اختبارات ناجحة على أنواع مختلفة من العملات المعدنية “من الفضة والنحاس والرصاص”، مما أدى إلى رضى تام من قِبل المتخصصين في المعهد.
وتُعدّ إحدى أبرز مزايا تقنية البلازما قدرتها على الاستخدام الآمن في تنظيف المواد الحساسة والقابلة للتلف مثل الورق، والمخطوطات، والوثائق التاريخية، والمطبوعات القديمة. فهذه التقنية قادرة على:
– تقليل البقع والدهون والتلوث السطحي على الورق دون أي تلامس فيزيائي
– عدم إلحاق أي ضرر بألياف الورق أو بصبغات الألوان
– زيادة إمكانية استعادة قابلية قراءة النصوص والرسوم الدقيقة
هذه الخصائص تجعل من تقنية البلازما أداة قيّمة لحماية التراث المكتوب في البلاد.
إقرار المشروع وتنفيذه
بناءً على النتائج الإيجابية التي تم الحصول عليها وتأكيد خبراء معهد حفظ وترميم الآثار القديمة، وفي إطار دعم تطوير اقتصاد المعرفة، تقرر – بدعم من اللجنة – منح معهد الحفظ والترميم جهاز بلازما مناسب لتنظيف الآثار التاريخية والأثرية. وتم تسليم هذا الجهاز المنتج محليًا بحضور أمين سر اللجنة ورئيس معهد الترميم والحفظ في معهد التراث الثقافي والسياحة، من قِبل الرئيس التنفيذي للشركة.
ويُعدّ تسليم هذا الجهاز خطوة هامة نحو رفع معايير حفظ التراث الثقافي في البلاد، وتعزيز القدرة الفنية للمعهد في صيانة الآثار التاريخية بشكل أفضل. وسيتم الكشف الرسمي عن الجهاز في القريب العاجل بعد تركيبه في معهد التراث الثقافي.