خروقات متواصلة للهدنة..

حرب الإبادة مستمرة.. قصف مدفعي وجوي صهيوني على غزة وخان يونس

واصلت قوات الاحتلال الصهيوني، لليوم الـ56 على التوالي، خرق اتفاق وقف إطلاق النار والهدنة الهشّة في قطاع غزة، عبر قصف مدفعي وجوي واستهداف مباشر لمناطق سكنية ومواقع الإيواء المؤقتة، وسط تحليق مكثّف للطائرات وعمليات توغل محدودة شرقي القطاع.

وفي ساعات الفجر وصباح الجمعة، قصفت مدفعية الاحتلال مناطق واسعة شرق مدينة غزة وشرق خانيونس جنوبي القطاع. وأفادت مصادر محلية بأن القصف تركز على حيّ التفاح والمناطق الشرقية لخانيونس، تزامنًا مع إطلاق نار من الأبراج العسكرية وتحليق منخفض للطائرات المروحية، فيما أطلقت الزوارق الحربية عدة قذائف باتجاه البحر قبالة شاطئ خانيونس.

ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة اعتداءات دامية خلال الأيام الماضية. فقد استشهدت امرأة وأصيب عدد من المواطنين، بينهم حالات خطرة، إثر استهداف قوات الاحتلال لمنطقة التفاح شرق غزة، وفق ما أفاد به المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل.

وسبق ذلك بيوم واحد استشهاد 6 فلسطينيين، بينهم طفلان، وإصابة 32 آخرين، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في مخيم النجاة بمنطقة المواصي غرب خانيونس، في اعتداء جديد على مواقع إيواء مكتظة بالمهجّرين الذين نزحوا من شمال القطاع ووسطه.

وتؤكد وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال يواصل ارتكاب الانتهاكات رغم الهدنة المستمرة منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ووفق بيانها الأخير، فقد وصل إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية 8 شهداء بينهم 6 جدد واثنان جرى انتشالهما إضافة إلى 16 إصابة.

 

* ارتفاع ملحوظ في حالات الانتحار في جيش العدو

 

كما أفادت صحيفة صهيونية بأن ضابطًا في جيش الاحتلال بالاحتياط من لواء “غفعاتي” أقدم على الانتحار نتيجة صراع نفسي شديد مرّ به إثر مشاركته في القتال خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.

وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن الضابط البالغ من العمر 28 عامًا، توماس إدزغوسكس، انتحر بعد معاناته من آثار نفسية حادة ناجمة عن مشاركته في العمليات البرية داخل مستوطنات غزة منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تلاها من اشتباكات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الضابط نشر قبل وفاته أنه لم يعد قادرًا على الحياة ويعاني من حالة من الضياع والدمار، دون توضيح تفاصيل الانتحار.

وتظهر إحصاءات الجيش الصهيوني أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الانتحار بين صفوف الجنود، حيث سُجلت 279 محاولة انتحار خلال 18 شهرًا، توفي منها 36 جنديًا، ويرجع معظمها إلى الضغوط النفسية والصدمات التي تعرضوا لها أثناء القتال في غزة.

 

*مقتل عميل للإحتلال

في سياق آخر، أكّدت الهيئة العليا لشؤون العشائر، في قطاع غزة، أن: “مقتل زعيم المليشيا المدعومة من الاحتلال ياسر أبو شباب لم يكن حدثًا مفاجئًا، بل نتيجة طبيعية لمن اختار أن ينحاز إلى الاحتلال على حساب شعبه وقيمه وأعرافه”.

وقالت في بيان صحافي إن: “الشعب الفلسطيني، بقبائله وفصائله وعوائله، يفرّق بين الخلاف السياسي الذي يمكن أن يُناقش ويُحل بالحوار، وبين أن يتحول الفرد إلى أداة بيد الاحتلال الذي لا يمنح الأمان لغير مصالحه ولا يعترف إلا بالقوة التي تُفرض عليه”، مشيرةً إلى أنّ: “كل من تعاون مع الاحتلال وضع نفسه أمام مصير محتوم لا ينتهي إلا بالخيانة والنهاية الحتمية”. وأضافت الهيئة: “الشعب الفلسطيني رفع الغطاء عن كل من تلطخت يداه بدم أبناء شعبه”، مؤكدةً أنه: “لا مكان بين الفلسطينيين لمن اختار طريق العمالة والارتهان”.

كما دعت الهيئة “كل من تورط في هذا المسار إلى العودة لحضن شعبه”، مشددةً على أن “الفلسطينيين، على الرغم من جراحهم، لا يميزون بين أبنائهم متى تابوا وتركوا طريق الإضرار بقضيتهم”. وأردفت: “مسار النضال الفلسطيني سيبقى متمسكًا براية الشرف والكفاح من أجل الحرية والكرامة”.

في سياق متصل، شدّدت قبيلة الترابين في قطاع غزة على أن “أبناءها لطالما كانوا إلى جانب شعبهم وقضيته العادلة، وأنهم لم ولن يكونوا غطاءً للمتعاونين أو مثيري الفتنة”.

ولفتت إلى أنها “تابعت ما جرى في رفح، خلال الأيام الماضية، ورأت أنّ مقتل أبو شباب على يد المقاومة نهاية صفحة سوداء لا تمت بصلة إلى تاريخ القبيلة ولا إلى مواقفها الراسخة”.

 

*بيان التجمع الوطني للقبائل والعشائر

بدوره، قال رئيس التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية علاء الدين العكلوك، إنّ: “أبو شباب، ومن سار على نهجه نكرات لا تعبّر عن قيم الشعب الفلسطيني”، لافتًا إلى أن: “الاحتلال استثمر هذه المجموعات لتكون طعنته الداخلية في خاصرة المجتمع”. كما أشار إلى أنّ: “الاحتلال عجز عن حماية أبو شباب، على الرغم من قربه منه، ولن يوفر الحماية لغيره من أتباعه”، مضيفًا أن: “نحو 70 شخصًا ممن انخرطوا في تلك المجموعات سلّموا أنفسهم عبر عائلاتهم وعادوا إلى مجتمعهم”.

وأكد العكلوك أن: “الشعب الفلسطيني سيظلّ صمام الأمان بعشائره وقبائله وعوائله، وأنه لن يسمح بتحويل نسيجه الاجتماعي إلى مظلة لحماية مرتكبي الجرائم أو المتعاونين مع الاحتلال”.

بدورها أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن المصير الذي لقيه ياسر أبو شباب، المتهم بالتعاون مع الاحتلال، هو المصير الحتمي لكل من يخون شعبه ووطنه ويرضى أن يكون أداة بيد العدو، مشددة على أن الأفعال الإجرامية التي قام بها أبو شباب وعصابته شكّلت خروجًا فاضحًا عن الصف الوطني والاجتماعي.

المصدر: الوفاق/ وكالات