وسط مخاوف من وقوع كارثة صحية وبيئية في القطاع

شهداء بنيران العدو الصهيوني.. وقصف مدفعي مكثف على غزة

في اليوم الـ57 من بدء وقف إطلاق النار في غزة، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ باستشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين بنيران جيش الاحتلال الصهيوني في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

يأتي ذلك بينما حذرت بلديات قطاع غزة من توقف كامل للخدمات العامة نتيجة منع الاحتلال إدخال الوقود والمعدات اللازمة إلى القطاع، مما ينذر بكارثة صحية وبيئية.

سياسيا قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن قطر تتفاوض لرسم المسار المستقبلي للمرحلة التالية، وتابع: “نحن في مرحلة مفصلية ولم يطبق الاتفاق بشأن غزة فيها بالكامل”.

وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها لمدن وبلدات في الضفة، كما استشهد الشاب بهاء راشد برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة أودلا جنوبي نابلس، بحسب مصدر طبي.

 

*استشهاد ضابط بالدفاع المدني في غزة

استُشهد الضابط في الدفاع المدني في قطاع غزة، سهيل دهمان، السبت، متأثراً بجراحه التي أُصيب بها من جراء استهداف الاحتلال الصهيوني محيط مسجد الرباط في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع.

وفي سياقٍ متّصل، أفادت وسائل إعلام في قطاع غزة بأن “جيش” الاحتلال يواصل نسف ما تبقى من منازل المواطنين على امتداد المنطقة وراء “الخط الأصفر” في القطاع، موضحاً أن حي الشجاعية شرق مدينة غزة بات مدمراً بالكامل من جراء حرب الإبادة التي استمرّت قرابة العامين.

وشنّ الاحتلال قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، فيما استهدفت طائراته مناطق شرقي المدينة نفسها، ومدينة غزة.

وذكرت مصادر محلية أنّ طائرات وآليات الاحتلال أطلقت النار شمال شرق مخيم البريج وسط القطاع.

ويواصل الاحتلال الصهيوني انتهاك وقف إطلاق النار في القطاع منذ بدء تنفيذه في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2025، منفذاً اعتداءات برّية وبحرية وجوية في مختلف المناطق، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى.

 

*بيان مشترك

ومع تزايد التقديرات بشأن اقتراب الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب، شددت 8 دول عربية وإسلامية على ضرورة تنفيذ بنود خطة واشنطن دون تعطيل، بما في ذلك فتح معبر رفح في الاتجاهين، ورفض أي محاولة لتهجير سكان القطاع إلى خارج حدود غزة.

وأعرب وزراء خارجية قطر والسعودية والأردن ومصر والإمارات وتركيا وإندونيسيا وباكستان عن قلقهم إزاء تصريحات صهيونية تدعو لفتح معبر رفح باتجاه واحد لإخراج الفلسطينيين نحو مصر، مؤكدين رفضهم القاطع لأي مخطط تهجير.

وطالب الوزراء بتثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق وضمان حرية حركة السكان.

 

*انهيار القطاع الصحي

وفي سياق متصل، أكدت مصادر طبية بغزة ارتفاع عدد الأطفال الذين وُلدوا بتشوهات خلقية نادرة، في ظل انهيار القطاع الصحي ونقص الغذاء والدواء خلال العامين الماضيين من الحصار وحرب الإبادة الصهيونية.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 61% من نقاط الخدمات الصحية في غزة خارج الخدمة، على الرغم من إعادة فتح 42 منشأة، بينها 4 مستشفيات منذ بدء وقف إطلاق النار.

وحذّر المكتب من مخاطر متزايدة على ذوي الاحتياجات الخاصة في فصل الشتاء، خصوصا في مراكز الإيواء المكتظة التي تفتقر للتجهيزات الأساسية.

 

*حماس تدعو لرفض كل أشكال التطبيع مع العدو

بدوره أكد رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، خلال مؤتمر “العهد للقدس: نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة” في إسطنبول، “ضرورة رفض كل أشكال التطبيع والعلاقة مع الكيان” الإسرائيلي” المجرم”.

وشدد مشعل على أهمية حماية مشروع المقاومة وسلاحها، مؤكداً أن “المقاومة وشرفها جزء لا يتجزأ من الأمة”، داعياً إلى مواصلة الجهود لتحرير الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.

ورأى أن “الانتصار الفلسطيني لا يمكن أن يتحقق من دون وحدة أو شراكة”، داعياً إلى عدم احتكار القرار، ومؤكداً أن الفلسطيني هو من يحكم نفسه، ورفض كل أشكال الوصاية على غزة.

كما حذر مشعل من خطر التهويد والاستيطان والتهجير في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن البلطجة الصهيونية تهدف لإخضاع المنطقة لأجندتها.

وأشار إلى “وجود خطر حقيقي يهدد القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية وفلسطين والمنطقة بأسرها”.

وأكد مشعل أن “المصير الذي لقيه العميل ياسر أبو شباب هو المصير الحتمي لكل من خان شعبه ووطنه”.

 

*دهم واعتقالات بالضفة

كما واصلت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر السبت، حملة اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية والقدس، طالت نحو 10 فلسطينيين على الأقل، في الأثناء استمرت اعتداءات المستوطنين وهجماتهم على المزارعين الفلسطينيين لمنعهم من حرث وزراعة أراضيهم.

وقالت هيئة الجدار والاستيطان إن المستوطنين نفذوا نحو 621 اعتداء ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة الشهر الماضي.

المصدر: الوفاق/ وكالات