ورغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع، خرج آلاف المواطنين إلى الساحات العامة والمفترقات الرئيسية رافعين الأعلام الفلسطينية مرددين الهتافات التي تعبر عن الفخر بمنتخبهم.
وتعادل المنتخب الفلسطيني سلبيًا مع شقيقه السوري ليتأهلا سويًا إلى ربع نهائي كأس العرب، حيث جمع كل منهما 5 نقاط، مع أفضلية الأهداف للفدائي الذي صعد متصدرًا لمجموعته التي ودعها تونس وقطر البلد المضيفة.
احتفالات جماهيرية صاخبة
وتجمّعت العائلات داخل الخيام أمام الشاشات لمتابعة المباراة الحاسمة أمام سوريا، حيث تحولت لحظات التأهل إلى حالة جماعية من الفرح.
وبعد صافرة النهاية مباشرة، عمّت الزغاريد أجواء عدد من الأحياء، بينما بُثّت الأغاني الوطنية والرياضية عبر مكبرات الصوت احتفاءً بالصعود التاريخي.
وأشاد الكثيرون بأداء اللاعبين الذين أثبتوا قدرتهم على تحدي الظروف وتقديم أداء مشرف في مواجهة منتخبات قوية.
واعتبر آخرون أنّ هذا التأهل يمثل رسالة أمل وشعورًا بالفخر يعيد بعض البهجة إلى حياة سكان غزة، مؤكدين أنّ كرة القدم أصبحت متنفسًا مهمًا وسط التحديات اليومية.
السعادة تغمر لاعبي الفدائي
بعد صافرة النهاية، تحوَّل الملعب إلى مساحة فرح خالص، تجمّع لاعبو فلسطين في دائرة كبيرة، يرفعون علمهم عاليًا بينما تتعالى الهتافات من الجماهير في المدرجات.
بدا اللاعبون وكأنهم يحتفلون بكل لحظة تعب مرّوا بها في طريق الوصول إلى هذا الإنجاز، يتبادلون الأحضان، ويُلوّحون للجماهير التي لم تتوقف عن الغناء.
كثير منهم ركض باتجاه العائلة واللاعبين الاحتياطيين والجهاز الفني ليشاركهم لحظات لم تُصنع في يوم وليلة، بل بسنوات من الإصرار.
وفي غرف الملابس، استمر الاحتفال بروح أكثر عفوية، علت الأغاني الوطنية، وبدأ اللاعبون يرقصون بإيقاعات فلسطينية تقليدية، وكأنهم يحيون عرسًا وطنيًا مصغرًا داخل أروقة الاستاد.
في تلك اللحظات، لم يكن التأهل مجرد انتصار رياضي، بل تجسيدًا لمعنى الوحدة والفخر والأمل الذي حملوه معهم طوال البطولة.
مشوار فلسطين في كأس العرب
بدأ منتخب فلسطين مشواره في كأس العرب بمواجهة الدولة المضيفة للبطولة قطر، ونجح في انتزاع انتصار ثمين بنتيجة (1-0).
وفي المباراة الثانية، خطف تعادلًا بشق الأنفس أمام منتخب تونس (2-2)، بعدما كان متأخرًا بهدفين دون رد.
واكتفى الفدائي بالتعادل السلبي أمام سوريا في المباراة الثالثة ليتأهل في صدارة مجموعته. برصيد 5 نقاط.
ويقابل “الفدائي” ثاني المجموعة الثانية التي ضمنت منها السعودية (6 نقاط) التأهل وسط صراع بين المغرب (4 نقاط) وعُمان (نقطة واحدة) على البطاقة الثانية في المجموعة التي يتذيلها منتخب جزر القمر من دون نقاط.
وتلتقي السعودية مع المغرب في استاد لوسيل غدًا الإثنين، فيما تتواجه عمان مع جزر القمر في ستاد 974 (جنوب الدوحة).