شهد مركز دائرة المعارف الكبرى الإسلامية في طهران يوم الثلاثاء 9 ديسمبر إحتفالاً مميزاً لتكريم الأستاذ سيد فتحالله مجتبائي، أحد أبرز أعلام الثقافة واللغة الفارسية والباحث في الأديان المقارنة. أقيم الحفل في قاعة أمير المؤمنين(ع) بتنظيم من مجلة بخارا والمركز، بحضور شخصيات ثقافية بارزة.
في كلمته، أكد رئيس المركز السيد كاظم موسوي بجنوردي أنّ الأستاذ مجتبائي جسّد في شخصيته الحضارة الإيرانية واللغة الفارسية بكل عظمتها، وأن حبّه لإيران كان سنداً ثابتاً في مسيرته العلمية الممتدة لأكثر من سبعة عقود. وأوضح أن مقالاته وإشرافه العلمي أسهما في تكوين جيل من الباحثين الذين أصبحوا اليوم من كبار الأساتذة، وأن مؤلفاته نافذة مشرقة على حدائق الثقافة الإيرانية من الشاهنامة إلى حافظ وسعدي ومولانا.
كما وصف محمدعلي موحد، أحد أعلام الأدب الإيراني، مجتبائي بأنه «كنز نفيس» ونعمة إلهية، فيما أكدت الأستاذة «جاله آموزكار» على أن كُتُبه ما زالت بعد نصف قرن مرجعاً حياً، وأنه مثال للمثقف المنفتح الذي جمع بين الأدب الكلاسيكي والمعاصر، وبين البحث العلمي والموسيقى والشعر الحديث. وأشار علي أشرف صادقي إلى اهتمامه المبكر باللغات القديمة والأديان الهندية، بينما أبرز أصغر دادبه دوره في إحياء مفهوم الصداقة كقيمة فلسفية وإنسانية مستلهمة من تراث أرسطو.
وزير الثقافة يُثمّن جهود الأستاذ مجتبائي
تمت قراءة رسالة تقدير من وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي سيد عباس صالحي، حيث أشاد الوزير بجهود الأستاذ مجتبائي الممتدة لعقود في مجالات إيرانشناسي أي الدراسات الإيرانية، الأديان واللغات القديمة، مؤكداً أنها رصيد علمي باقٍ ومصدر إلهام للباحثين الشباب.
وبموازاة التكريم، أُعلن عن صدور كتاب «كُفتارهايي در تاریخ و فرهنك» أي «أقوال في التاريخ والثقافة»، وهو الدفتر الثاني من أعماله، بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس المركز. يضم الكتاب مقالات بحثية، مذكرات، محاضرات، مقابلات، وأعمالاً باللغة الإنجليزية، جُمعت ونُقحت بإشرافه، مع إعداد فهارس مفصلة لتسهيل عمل الباحثين. كما تم إزاحة الستار عن كتاب «كزيده اسناد ديواني عهد قاجار» أي «مختارات من الوثائق الديوانية في عهد القاجار» الذي يحتوي على وثائق تاريخية جمعها والده، أحد كتّاب الدولة في أواخر العصر القاجاري.
في ختام الحفل، احتفل الأستاذ مجتبائي بعيد ميلاده الثامن والتسعين، وهو الذي وُلد عام 1927م، في طهران، وتخرّج في جامعة طهران، ثم نال الدكتوراه في تاريخ الأديان وفلسفة الشرق من جامعة هارفارد. وقد نشر أكثر من 200 كتاب ومقال باللغتين الفارسية والإنجليزية، وظلّ رمزاً للبحث الرصين وحبّ إيران.